شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   أوزان وأشجان (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=12)
-   -   شــمــس .. تخترق الجــســد !! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=8947)

عبدالله البكر 17-10-2004 14:05

شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 
.




أريد أن اتحدث فقط !
فـ للجميع حرية الإختيار :

البقاء والإستماع الى ثرثرتي !
أو : الذهاب والحفاظ على جمال هذا اليوم من غير تشويه !



















المكــان : المطـــــار ..
التاريخ : منذ بدأت أتنفس مثل الجميع ..
الوقت : العاشرة وأربع وخمسون دقيقــة بتوقيت غرفتي ..









لا أرى جيدا ً ..
قال لي أحد الأطباء ذات مراجعــة .. بأن نظرك ضعيف بعض الشيء .. ولم يشرح لي السبب !!

المكان مظلم جدا ً ..
كان أشبة بقبو تحت الأرض !
لوحة كبيرة تقول : ( إلى اليسار مواقف خـــاصة ) !

كنت أرى الكثير من الغبــار .. فقط .. وكأنمــا هي إحدى علامــات هذا القبو ..

سيارات كثيرة سبقتني !
لفت انتباهي إحداها .. كـُـتب على زجاجها ( أشوفكم على خير ) !
نمت في حلم يقظــة جميل .. بدأت أتخيل تلك الأنامل وهي تكتبها قبل الرحيل .. كانت أشبه بأنامل طفل لا يتجاوز العاشرة ..

أو إمرأة ..

لا أعلم ؟!


ما أعلمـــه ..
بأني ركنت سيارتي بأحد المواقف التي ودّعــَـت أصحابها !
وبدأت امشي بخطوات مرتبكــة ..
لا أرى بصورة مركزة .. فقـد كنت أفكر بما سيحدث مستقبلا ً عندمـا تصل رحلــة ( شمس ) .. ولم أكن أستطيع ان أفكر بشيء آخر .. ولا حتى بالطريق !!

تنبهت بصوت فرامل سيارة مسرعــة .. كنت قد مررت من أمامها من غير أن أنتبه ..
كان يوبخني بعنف .. وكنت أرى ملامحه جيدا ً لكنني لم أكن أعلم عن ماذا يتحدث هذا الأحمق .. فقد كنت أفكر في ( شمس ) وماذا ستقول لو رأتني بعد ذلك الغياب !!

فتحت أبواب المطار الأوتوماتيكية .. كاشفة ً لي ساحة المطار الضخمة ..
كان قلبي يخفق بتزايد ملحوظ ..
كنت أخشى أن يختلط علي الخوف من خفقانه والاختناق من رهبـة الموقف .. فأنسى كيف أتنفس !!!

بدأت بالتقدم بخطوات مازالت مرتبكـة ..
أو قد يكون إحساسي هو المرتبك وقتها وأرى كل ما حولي كذلك .. !

وصلت إلى منطقـة هادئـة !
مقاعد كثيرة و أناس ينتظرون معــا ً بكل شوق ..
خجلت من الجلوس بجانب شابتان كانتا تبعدان عني مسافة ثلاث مقاعد .. ولكنهن يستطعن رؤية القادمين بشكل أفضل .. !!




تضايقت كثيرا ً .. فأنا لم أقدم الى المطار لكي أنتظر بعيدا ً ..
تحدثت مع نفسي قليلا ُ وأنا واقف !

و قررت الجلوس ..
لأنني كنت أريد أن أكون أول من تشرق الشمس بعينيه ..



بدأت الانتظار !
وبدت الدقائق بالتجمد ثانية بعد ثانية .. وكأنمـا هي لعنة الشوق الذي فتك بي ..

كنت أحس بان هنــاك من يتحدث في صدري !
بصوت هادئ جدا ً .. وكأنها محادثة بين القلب والعقل استرق السمع بها جسدي ..

كان الحديث عن : ماذا سيجري بعد دقائق !

قلبي .. كان يقول :
بان ( الشمس ) لن تصدق رؤيتي أمامها بعد هذا الغياب
وستخجل من أن ترتمي بين أحضاني أمام النــاس .. !
لذا ستمسك بيدي بقوة حينما أصافحها .. ستضغط على كفي بكل شوق لتعبر عن ما بداخلها بكل أدب !



أمــــا .. عقلي فيقول :
لا تفرح كثيرا ً فلا تعلم ماذا تخبئ لك الأقدار يا مسكيــــــــن





كنت أستمع لتلك المحادثة وأنا شاخص العينين نحو ( بوابة القادمين ) ..

سرحت بفكري قليلا ً ..
لأتذكر مشاهد لم تبرح ذاكرتي أبــــدا ً ..

صوتها :

عندما كانت تناديني بـ ( حبيبي ) !

كلماتها :

عندما كنا نتناقش في أمورنا اليوميــة

رقتها :

عندمـا كانت تصف لي مدى خوفها من الحشرات الصغيرة !


نعومتها :

حينما تتململ من كثرة الجلوس ..

أشياء كثيرة ..
قاطعها .. حركة مفاجأة من طفل كان يلعب ببالونه الصغير أمامي مما أجبرني على الاستيقاظ !

لم أجد الشابتان !!
ولم أجد الكثيرين ممن كانوا حولي ؟
كان الطفل يجمع ألعابه للرحيل مع والديــــه ..

تنبهت إلى أنني استغرقت في حلم يقظة ٍ طويل ٍ جدا ً ..
حتى أتى موعد الهبوط ..

سارعت إلى الركض نحو البوابة ..



توقفت في منتصف الطريق !
انتظرت .. فإذا ببقية المسافرين قادمين من بعيد ..

ابتسمت لدرجة أنني أردت أن أضحك بصوت مرتفع من شدة الفرح .. لأن الأمل مازال موجودا ً ..
كنت أحدق بالجميع .. وكأن هنــاك من سرقني قبل زمن وأردت أن أكتشفه !

وبالفعل كانت في نظري سارقة لكل شيء !
فلم تترك شيئا ً لم تسرقه من عقلي وفكري .. وحتى صحتي ..

بدأ المسافرين بالخروج من البوابــة ..
كنت أتصبب عرقا ً من شدة الخوف والخجل .. والشوق !

بدأت تصطدم بي حقائب المارين ..
كانت تربكني .. فأكاد أن أصرخ بوجه الفاعل .. ولو أنني أعلم بأنها من غير قصد ..

بدأ العناق يشتد أمامي ..
فهذا رجل استقبل أبناءه بالأحضان بعد غيـــاب .. وهذا طفل قفز لكي يتعلق بأبيه من كثرة الشوق .. وهذه أم حملت أطفالها وبدأت بتقبيلهم من خلف النقاب !

وأنا أنتظر ..
وأنتظر !

إلى أن قدم من خلف الجميع نور ٌ أعرفه جيدا ً ..
فلطالمــا رأيت به ومن أجله !

كانت هي ( شمس ) ..
هادئة كعادتها .. متزنة الخطوات .. متجهة نحوي تماما ً ..
كدت أن أختنق من كثرة الفرح .. فما عساي أن أفعل ؟
أبدأ بالصراخ فألفت انتباه الجميع إلى ( شمس ) ..
لا .. لا أستطيع فهي لي وحدي !

أصمت .. وأنتظر !
لا .. لا أستطيع فأنا في غايــة الشوق ..


اختفت كل مقومات الخجل واكتفيت بنوع واحد من التفكير .. وهو كيف لي أن أقترب منها !
كانت فرحتي لا توصف ..
كنت أشد فرحــا ً من يوم العيـــد ..

فهي عيدي الذي يرافقني دائمــا ً ..
وفي كل أيام السنـــة !


ضربت بالجميع عرض الحائـــط ..
وهممت أن أحتضنها وبكل شوق .. وبكل لهفــة .. وبكل حنــان ..

بدأت بالاقتراب نحوي ..
فركضت باتجاهها بشوق غامر .. وأنا مبتسم ..

اقتربت منها ..
شرّعت ذراعي ّ لكي أحتضنها .. فاقتربت هي وهي مازالت تحافظ على اتزان خطواتها
اعتقدت بأنه الخجل .. الأمر الذي لم يسمح لها بالسرعة نحوي !


اقتربت أكثر .. وأكثر ..
إلى أن توسطت بين ذراعي ّ فهممت أن أحكم الإقفال عليها بيدي !
فاخترقتني ..


اخترقت جسدي ..

أحسست ببرد ِ غريب يخترقني
ليكمل طريقه / لتكمل طريقها .. من دون أن تلتفت !
وكأنني لم أكن !
ولم أقف .. ولم أنتظر .. ولم آتي بجسدي ..!؟

انهرت ..
بدأت عينيّ بالغرق !
سقطت أرضا ً .. يدي ّ فوق ركبتي ّ ..

وأنا أنظر بحزن غريب ..
فلم أتوقع أن تمر من خلالي هكذا .. من دون حتى أن تبتسم لرؤيتي !
سقطت دمعــة يتيمة من دون أن أعلم .. على صدري
وأنا في كامل الحزن .. ولا أكاد أعلم ماذا يجري من حولي ..

شعرت ببلل ٍ يجري بين أضلعي !
تلمست مكانها فذا بيدي تخترق جسدي أيضا ً .. كانت ممن اخترقوني بكل قسوة

كانت ..
كل ملامحي مشوهه آن ذاك
وكان ..
كل من حولي لا يراني !
وكانت ..
الشمس ذاهبة مع أهلها .. سعيدة
علمت وقتها !
بان جسدي على سرير غرفتي .. وأنها ما هي إلى روح التقت الشمس بحلم جميل !

صالح العبدالكريم 17-10-2004 14:23

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 



عبداللـــه



لا ادري هل انا قادر على ان اصف اعجابي الشديد جداً جداً بهذه الكتابه تحديداً ..

اجدت اجاده اجتثتني حقيقه وليس كلام عابر أو صياغه فقط .!

حاولت لاكثر من مرّه ان اُبعـد عن العوده وكتابة النقط التي خلفتها ورائي ولكن لم استطع

رميـت الكره الارضيه كلها في وجهي ؟؟؟؟؟


اقسم لك بذلك ..





اعجابي يفوق ما كتبت هنـا ولـن أفي ..

تمتلك قلــب سوف يـُزعجك مستقبلاً .! اتمنى أن لا

علي مكحول 17-10-2004 15:38

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 
اللي ما يقول انك مجنون هو المجنون .. يا مهبول


خيال
/
/
رونق
/
/
ابداع
/
/
تصوير
/
/
دهشه
/
/
قدره
/
/
اختيار
/
/
تمثيل
/
/
تمكن
/
/
كل شي
/
/
ج

ن

و

و

و

و

و

و

و

و

و

و

و

و

ن
ايها المجنون




وش بعد .. حسبي الله عليك .. بس والله رهيبه يا ابو عابد

مع التحيه
دم الغدر الاسم اللي تموت فيه

خالد البوعنين 17-10-2004 20:56

.


















أنا الآن بجانبك ,
على أرض المطــــار .. كلي إنتباه وتركيز !

الى ان أفرغ من القراءة النهائية بعد زمن
سأعود لأكتب !


تحياتي ,

عبدالرحمن الربيّع 18-10-2004 01:01

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 
شاعر الشمس


عبد الله البكر ..


شمس


مطار


انتظار


لهفة


حلم


خيال واسع


حروف ولغة راقية


لك كل الشكر عبداالله على هذا الفكر والانسيابية الرائعة ..



لك كل الاعجاب والتقدير واطيب التحايا .

محمد علي العمري 18-10-2004 01:03

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 

لا اجيد الحديث عن مثل هذا الصنف الأدبي الراقي رغم محبتي له ..

انا قاريء محب فقط .. !

لذلك سأتحدث بنظرة انطباعية محضة ..

وبعيداً عن حبي لجنون هذا الكاتب ..





بدأ العناق يشتد أمامي ..
فهذا رجل استقبل أبناءه بالأحضان بعد غيـــاب .. وهذا طفل قفز لكي يتعلق بأبيه من كثرة الشوق .. وهذه أم حملت أطفالها وبدأت بتقبيلهم من خلف النقاب !



منذ البداية والعاطفة تحرك النص وتتحكم به ..

عاطفة شاعرية قوية لدرجة اني تخيلت النص قصيدة لم تأخذ شكلها المقفى والموزون بعد ..

لكن هنا وفي هذا الجزء بالذات وجدت رؤية اجتماعية خطيرة وملاحظات كاتب ينظر للدنيا بعين أدبية راصدة ..

اشتد تعلقي بالنص كثيراً عند هذا الجزء حتى اني كدت ان انسى اللحظة التاريخية التي ستصل ( الشمس ) فيها الى

أرض المطار .. !!







اقتربت منها ..
شرّعت ذراعي ّ لكي أحتضنها .. فاقتربت هي وهي مازالت تحافظ على اتزان خطواتها
اعتقدت بأنه الخجل .. الأمر الذي لم يسمح لها بالسرعة نحوي !


اقتربت أكثر .. وأكثر ..
إلى أن توسطت بين ذراعي ّ فهممت أن أحكم الإقفال عليها بيدي !
فاخترقتني ..



كان النص منذ بدايته يعد لهذه اللحظة الفنتازية ..

هكذا بدت لي لولا استدراك الكاتب في نهاية النص والإشارة الى انها مجرد حلم عاشق على سريرٍ من شوق ..

هي إذاً ليس مجرد شبيهة بالشمس ..

فهي تأخذ ابعاد وادوار لا تأخذها الشمس في الكون ..

انها تخترق الاجساد وتنفذ الى ابعد من حدود الدفء المنتظر ..

بل انها تخلق البرد داخل الجسد حال انصرافها ( !! )

وكأن الكاتب يريد أن يقول :

يجب ان تقيم الشمس بداخلك لتنعم بالدفء .. !


( والله الجفا برد ..

وقل الوفا برد

والموعد المهجور ... ماينبت الورد .. !
)

البدر






عبدالله

مجرد انطباع .. عذراً منك ومن هذه الشمس العجيبة

حامدالبار 18-10-2004 03:50

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 
الأديب ..
أخي العزيز ..
عبد الله البكر ..
نص مفعم بودائع المحبه وماتبطنه أسرارها منبثق من شعاع وهج الشمس الساطع ..
وخيوطها الممتده بين مساحات نصك البهي ..
لكم أنتَ جميل التسريح يابكر سأرقبك من طرفٍ خفي كلما أشرقت شمسك المضيئه ..
ويلها من شمس جعلت الزرع كا الهشيم المحتضر ياسبحان الله يابكر ..
تعلم أيها الأديب ..
كم ترقبنا وكم أرتقبنا ولكنها حياه ممعنه في قصر عليه سياج محكم البناء أيها الصب ..
البكر عبدالله أديب لا يعلم أنهُ أديب ...
علِّمنا ذلك وهاهُنا بصمة إعجاب عسى أن توثَق ..
دمت أيها الأحب ..
محبك جم ..
حامد البار ..


وتر 18-10-2004 05:02

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 






(( عبـدالله البكــر ))



.
.
.



اخترقتني كلماتك ..

تابعتها حرفاً حرفا ..



احسست بالشوق

في لحظات الشـوق ..


واحسست بالفرح

في لحظات الفرح ..


واحسست بالحزن

في لحظات الحزن ..



عشت هنـاك لفتره تقارب السبع دقائق

في ذلك المطــار ..




مبدع كالعاده


دمـت بخير






عذبـة 19-10-2004 17:07

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 

كمـ كـانت قريـبةً تلك الشمــس !!




همـسـاتها مـازالت تسـقي فراشـات المـكـان .. سعـادة ,,




و تشـبـثـاً بالحــلـمـ !






‘*‘ عبـدالله البـكـر ‘*‘






تبعثـرت أبجـديتي .. و مـازلت أرقـب جاذبية عنفوانك عن بـعد..



تأكـد .. قد يعجز الإحـساس في التعبير عن مـدى الروعـة أحياناً!!







تحياتي//عـــذبـه

أوزان وأشجان 19-10-2004 20:14

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 

نورة العجمي 19-10-2004 21:21

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 


عبدالله البكر


لكل تميز لك نصيب


لي عوده



عبدالله البكر 21-10-2004 16:00

.





.. صالح العبدالكريم ..






................................
.................................................. ..................... ,
................ !
..................................................



.................................................. , .................................................. .................................................. ............ز
................................ !!
.................................................. .......................



محبتي يا صالح :)


.
.

عبدالله البكر 23-10-2004 14:39

.




.. علي مكحـــول ..





شكرا ً لك على وقتك !
وعلى إشادتك التي أفخر بـــها ..


أشبعتني بكلمات أسعد بها يا علي ..



تحية طيبة ..


.

ناصر المطيري 24-10-2004 01:01

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 



اخـــــــــــي





عبــــــــــــدالله





لا أريد منكـــــــــــ ....




سوى .... ان أعود مـــــــــــــرة ثانيـــــــــــــة !!










لك الـــــــــــــــــتحية

نورة العجمي 24-10-2004 03:59

رد : شــمــس .. تخترق الجــســد !!
 



عبدالله البكر


صباحك ورد


هل تعلم ؟


كنّا معك في ذاك المطار

وشاهدنا الرجل وهو يستقبل أبناءه بالأحضان بعد غيـــاب

و الطفل الذي قفز لكي يتعلق بأبيه من كثرة الشوق

والأم التي حملت أطفالها وبدأت بتقبيلهم من خلف النقاب

انتظرنا معك

وأرتبكنا

وخفقت قلوبنا معك

كدت اصدّق هذا الحلم من شدة تأثري به


أحسنت ياعبدالله

لكل تميز لك نصيب


تقبل اعجابي





الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 23:13.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع