شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   ذاكرة العرب (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=96)
-   -   حلم... (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=11560)

عبدالواحد اليحيائي 19-11-2005 16:30

حلم...
 
.
.
هتف: ليلى..ليلى..

ثم التقت عيناه وسط الظلام بعينين يعرفهما تماما..اخترقته بنظراتها..وجم..اقفل عينيه..فكر في تفسير مناسب..لم يجد..تناوم.. نام..في الصباح كان كل شيء جاهزا كالعادة..الغترة بجانب المكواة..الثوب جاهز..الحذاء يلمع..المنشفة مع ملابسه الداخلية في الدولاب الصغير بجانب الحمام..أدوات الحلاقة..، كانت هي في المطبخ.

مع هدير الماء فوق رأسه ابتسم، تذكر ليلى، وتذكر البارحة، وتذكر تلك العينين الحائرتين النافذتين إلى أعماقه.. ارتبك.. لا تفسير لديه..من ليلى هذه؟..لا تقل لها كنت أحلم.. لم تكن تحلم، من يحلم لا يفتح عينيه مذهولا.. لا يخاف.. كنت خائفا.. كنت كمن يخفي فضيحته، انْتَبَهَ على قرصات الصابون داخل عينيه..أزاله بسرعه.. كميات اكبر من الماء.. بقي في الحمام اكثر مما اعتاد.. من ليلى ؟!! ستسأله الآن.. ستسأله وما من جواب.

جلس على الكرسي المقابل لها تماما..تهابه بعض الشيء، لكنها كانت الأكثر هيبة هذا الصباح، شعر بالخوف، أحرقته نظراتها.. تبتسم وهي تقترح عليه أن يأكل قليلا من هذه البيض المسلوق، هذا الجبن جيد..هذا الخبز صنعته لك بنفسي في البيت..آه يبدو أنها نسيت الموضوع..حاول استرداد بعض هيبته..سألها عن الأطفال..وانتقد بعض الجيران، وحين وقف أمامها بعد أن استكمل زينته قالت له باسمة كعادتها كل صباح: ملكي..ملكي يا أبا عبدالله..لم يبتسم ..غادر البيت.

وصل مكتبه..انشغل بالأوراق..المراجعين..الأصدقاء..الحاسب الآلي..لكنه لم ينس ما كان منه في المساء.. وعيناها .. تلك النظرة القاسية.. ذاك البريق المؤلم.. لِمَ لم تقل له شيئا هذا الصباح، لِمَ لم تعاتبه؟!!

مغفلة؟!!
متناسية؟!!
خائفة؟!!!..
الله أعلم..
غطس بين أوراقه مرة أخرى.

الثانية بعد الظهر..رن جرس الهاتف..أهلا..مساء الخير..الأولاد؟ نعم جاءوا من المدرسة..تغدينا..تحب أن نبقي لك شيئا من غذائنا ؟!! هي الأكلة التي تحبها...شعر بالملل من هذا الروتين اليومي المتعب على الهاتف، حاول أن ينهي المكالمة متعللا بانشغاله..صمت قصير .. ثم سؤال :

- على فكره..من ليلى؟!!!..
- أي ليلى؟!!..
- ليلى التي ذكرت اسمها البارحة مرتين؟
- أوه ..لا تشغلي بالك ..لا أتذكر..ربما كنت احلم، أكيد كنت أحلم..
- لم تكن تحلم..
-...
- لن أسألك مرة أخرى..
- ...
- مع السلامة.
.
.

نجـود 19-11-2005 16:57





:)

عبدالواحد اليحيائي
جدا ممتعه وغنيه هذه القصه..لكن الحوار الاخير في نهايتها
اعطاني انطباع لفهم قصتك انوه ليس حلم..
لماذا لا يصبح لها اجزاء ؟






احتراااامي
:)

نورة العجمي 19-11-2005 17:09

رد : حلم...
 


لي عوده

حجز مكان فقط :)



عنود 21-11-2005 11:21

رد : حلم...
 


لا بد انها اختصرت طريقا طويلاً من المشاكل في مضمار متابعة جس النبض مرة اخرى

لتقرر نسيان الموضوع مؤقتا

لو كنت مكانها لن انام :)

حتى اكتشف من هي ليلى :)

استاذ عبدالواحد

معجبة بتجربتك كثيرا
لم تجيء قصتك نمطية بل فاعلة جدا

لابد أن تعوض يأستاذنا الكبير الغياب بأكثر من قصه :)

دمت للأبداع رمز
ودمت بسعاده



نورة العجمي 21-11-2005 14:37

رد : حلم...
 



إقتباس:

شعر بالملل من هذا الروتين اليومي المتعب على الهاتف، حاول أن ينهي المكالمة متعللا بانشغاله..صمت قصير ..
الله يستر يااستاذنا أن لايشمل الروتين الملل من شكل الزوجه فيتمنى في عقله الباطن تغيير هذا الروتين

والاّ لما شغله هذا الحلم وهو يستحم ويفكر بها ويبتسم :)

إقتباس:

مع هدير الماء فوق رأسه ابتسم، تذكر ليلى، وتذكر البارحة، وتذكر تلك العينين الحائرتين النافذتين إلى أعماقه.. ارتبك.. لا تفسير لديه..من ليلى هذه؟..لا تقل لها كنت أحلم.. لم تكن تحلم، من يحلم لا يفتح عينيه مذهولا..
<-- أخذت مكان الزوجه في الشك ودور المحقق :)


أستاذنا عبدالواحد اليحيائي
هنيئا لك بهذه الملكة التي تبدع من خلالها
من منطلق بالشعور بالمسئولية الحقيقية تجاه كل مشاكل المجتمع

دمت بتألق



يعرُب 21-11-2005 15:29

رد : حلم...
 


ماذا لدينا .. هنا

هل هو جبروت رجل ..؟؟
أم هو ضعف أنثى .. !!

طبيعة الأنثى .. تقررها .. عنود

( لو كنت مكانها لن انام )

أما فتاة عبد الواحد .. هنا
مختلفة ..

لماذا ..؟

عندما أعود .. نكمل حديثنا


ود ..

يعرُب

الجازي 21-11-2005 23:12

رد : حلم...
 
.


إقتباس:

نعم جاءوا من المدرسة..تغدينا..تحب أن نبقي لك شيئا من غذائنا ؟!!
تحب أن نبقي لك شيئا من غذائنا ؟؟!!
ولها عين تسأل بعد :)
يعني يموت جوع مثلاً :white:

من أبسط حقوق الزوج على الزوجه أنتظاره حتى يأتي لـ يتناولا وجبة الغداء معا ..
إذا لم تنتظره في أبسط الأشياء فــ من حقه أن يتذمر من هذا الروتين ..
و التفكير في ليلى وعبير وسلوى وغيرهن :)

<==== متعاطفه مع الزوج :cool:
وفي نفس الوقت أحتاج تأمين على الحياة من نوره وعنود :D


أستاذ عبدالواحد اليحيائي ..
يصوّر لي إن نسج عالم قصصي متخذًا أسرةً صغيرة نموذجًا يعبّر به الكاتب عن آلية وجمود الحياة
في هذه المرحلة ورصد تفاصيل يومية من الواقع بهذا الشكل عامل كبير للفت النظر والأهتمام بها
ونجاحها في الوقت نفسه ..

تسجيل اعجاب

تحيه طيبه ..


.

تركي 22-11-2005 14:44

رد : حلم...
 
رائع استاذ عبدالواحد

نشعر أننا أمام كاتب يمتلك قدرة على بناء لحظات قصصية عالية الجودة

لكــ التحيه

نوف الثنيان 23-11-2005 19:43

رد : حلم...
 


أستاذ عبدالواحد ..

كتابة واعية جدا .. قصة راقت لي قراءتها ..
هي أزمة داخلية يعيشها الزوج في كل زمان ومكان .. وستظل تلازمه حتى النهاية.. !
الارتباك يعكس أمنياته في العقل الباطن كما تطرقت له الأخت العزيزة نوره .. :)
كما أنها لاشك قضية مؤرقة للزوجة .. لأنها دائماً في وضع الأستنفار لأرضاء الزوج ..

تضارب الأراء هنا يعكس التفاعل الجيد مع القصه وهذا مايحتاجه القاص ..
كما أن يقدم الكاتب رسالته في إطار فني متكامل حتى يحصل القارئ على الحسنيين
التوعية والمتعة في الوقت نفسه ..
فـ هذا شيء رائع ومحبّذ الأقبال على قراءته وعلى جميع مستوى ثقافة القراء ..

إعجابي .



عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:01

رد : حلم...
 
.
.
لكن الحوار الاخير في نهايتها
اعطاني انطباع لفهم قصتك انوه ليس حلم


الأخت نجود:

لعله حلم..
ولعلها أمنية..
ولعله أمل..
وربما تكون رغبة لم تتحقق.

ولما سبق كله دلالته على حياة مشغولة:
ربما بالوتيرة (الروتين)..
وربما بالاحباط..
وربما بالعجز..
وربما بأشياء أخرى يعرفها القارئ قبل الكاتب.

لماذا لا يصبح لها أجزاء..
اردتها قصيرة جدا والحياة أطول قليلا..
القصة القصيرة لمحة تحوي في طياتها صفحات طوال لكن ليس في المكتوب بل في ذهن المتلقي.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:07

رد : حلم...
 
.
.
لو كنت مكانها لن انام

حتى اكتشف من هي ليلى


الأخت عنود..
هل صدقتها حين قالت: لن أسألك مرة أخرى..؟!!

أنا لم أصدقها..
أشعر أنها استكملت التحقيق بعد ذلك..:)
الأنثى المحبة أكثر غيرة من أن تمرر الموضوع بهدوء كما جاء هنا، ومن وصف القاص أحسست أنها مُحبة..
لكن لعلها الجولة الأولى..
ولعل في الآتي شيئا لم يخبرنا به القاص أولم تطلعنا عليه أقدار أبطاله.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:12

رد : حلم...
 
.
.
الله يستر يااستاذنا أن لايشمل الروتين الملل من شكل الزوجه فيتمنى في عقله الباطن تغيير هذا الروتين والاّ لما شغله هذا الحلم وهو يستحم ويفكر بها ويبتسم..

الأخت نوره..
أحيانا هو التمني والروتين يستتبعان رغبة في التجدد والتغيير..
المشكلة حين يتوجهان (التجدد والتغيير) إلى منحنى خاطئ حسب المفاهيم الاجتماعية والدينية أو حتى حسب المقاييس الجمالية، ولعلك سمعت كثيرا عن ذاك الذي يعاف زوجته ليلتصق بامرأة اخرى بلا مؤهلات عند الآخرين وبمؤهل لا يعرفه أحد عنده، أو تلك التي تترك زوجها وتتجه إلى غيره لأنه لا يبتسم لها ساعة عودته من العمل.

أشكر لك حضورك الثري دائما.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:14

رد : حلم...
 
.
.
وكعادته ينظر الصديق يعرب من زاوية مختلفة - وأحيانا من زوايا -

لننتظر عودته ..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:23

رد : حلم...
 
.
.
هي أزمة داخلية يعيشها الزوج في كل زمان ومكان .. وستظل تلازمه حتى النهاية.. !
الارتباك يعكس أمنياته في العقل الباطن كما تطرقت له الأخت العزيزة نوره ..
كما أنها لاشك قضية مؤرقة للزوجة .. لأنها دائماً في وضع الأستنفار لأرضاء الزوج ..


الأخت نجديه:

في حياة كل رجل صورة لامرأة مثالية..
وفي حياة كل امرأة صورة لرجل مثالي.

والانسان كما تعلمين يحب مثله الأعلى..
وحين يتخيل هذا المثل يتخيله في أجمل حالاته، حتى ليحوله دون وعي منه من إنسان إلى ملاك في صورته وفي مضمونه أيضا، والمثل الأعلى هو كمال مطلق، لا يغضب، وإن غضب فهو محق في غضبه، ولا يمرض، وإن مرض فإن مرضه مريح، لا يكره، وهو إن كره ففي كرهه عدالة مطلقة، وهو مفعم بالحيوية الروحية والجسدية، وهو أيضا إن لم يكن مفعما بهما فهو يعوض حرمانه بحيوية أخرى لا يراها إلا من يتمثله كمثل أعلى.

حين يحب الإنسان من بعيد دون التصاق مباشر يضع كل صور المثل الأعلى في هذا الحبيب الذي أمامه، ألف رجل لا يساوون هذا الرجل وكلهم في عين غيرها افضل منه، وألف امرأة لا يساوون ظفر تلك المرأة، وكلهن في عين غيره أجمل منها، لكنه الحب..أعمى..لأنه يتمثل المثل الأعلى.

وحين يتم الالتصاق المباشر..تختلف الصورة، القرب يفضح الأشياء المستورة، لا داعي للتجمل لمن احب لأني حصلت عليه، يتحول من نحب إلى كتاب كنا نحرص على قراءته قبلا فلما حصلنا عليه أصبحنا نفكر في قراءته لاحقا…فلم العجلة..؟ الكتاب موجود….،يتكسر المثل..وبالقرب المباشر نكتشف تناقضات من نحب، بين الدعوة إلى المبدأ وتطبيقه في واقع الحياة، وبالالتصاق المباشر ومهما كانت قدرات من نحب لا يستطيع أن يخفي كل عوراته، ولا بد من عورات في الفكر والشعور، عورات كان يخفيها الحب والمثل الأعلى وكشفها الواقع المعاش وظروف الحياة والالتصاق بالأرض بعد الهبوط من السماء.

هل هي نظرة متشائمة؟!! أبدا… إذن كيف نفسر ذلك الحب الذي نراه في بعض البيوت، والذي يصبح اكثر قوة كلما قرب من الارض، وكلما التصق بالواقع؟!! هل نفسره بأن المثل الأعلى بقي كما هو ولم يتغير؟!!بالتأكيد لا..لكن الهبوط إلى الواقع، والتعايش معه بعيدا عن وهم المثل الأعلى يتحول إلى نجاح آخر وينشئ مثلا أعلى أكثر صدقا هذه المرة متى ما اكتشف الإنسان في مقابله كمالات أخرى أولا، وتغاضى عن بعض أوهامه السابقة ثانيا، ثم قدم بعض التنازلات من نفسه ثالثا، ثم بدأ مع مثله رحلة تحويل الواقع إلى خيال آخر، خيال تهون معه صعوبات الواقع، ويرتقي معه الحب درجات فوق درجات.

الخلاصة:
في قلب كل رجل (ليلى)..غير ليلاه..
وفي قلب كل امرأة (قيس)..غير ذاك الذي يسكن معها..
وتلك (ليال) و(قيوس) تكون أجمل ما تكون حين يتحد مثالها الأعلى بواقعها المعاش.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 27-11-2005 08:30

رد : حلم...
 
.
.
تحب أن نبقي لك شيئا من غذائنا ؟؟!!
ولها عين تسأل بعد
يعني يموت جوع مثلاً ..


الأخت الجازي..
يعني ما تعرفين الحريم؟!!
ما يدريك.. لعلها حركة منها ليفهم هو أنها غير مهتمه بما كان، وأن تلك الاخرى اللي تعشعش في خياله لا تعني لها شيئا..:)
.
.
يصوّر لي إن نسج عالم قصصي متخذًا أسرةً صغيرة نموذجًا يعبّر به الكاتب عن آلية وجمود الحياة
في هذه المرحلة ورصد تفاصيل يومية من الواقع بهذا الشكل عامل كبير للفت النظر والأهتمام بها
ونجاحها في الوقت نفسه ..


هو كذلك، على أن لا يتحول الأمر إلى قالب لا يستطيع الخروج منه مبدعا..
التجريب شيء جميل بحد ذاته..
وتمثل (الحيوات) الإنسانية المتفاوتة يدل غالبا على ثراء في موهبة الكاتب..
ولا بأس بآمال الثراء إن لم يكن في دنيا الناس فليكن في دنيا الفكر..:)
.
.


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 02:21.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع