شعبيات - كاسك حبيبي!!

يا رجلاً أتيته من شرق بلاد القيد ،والشوق ،والحرب ،والحر ،والزمهرير، وأتاني من غربها!!
يافارسًا عربيًا أتاني على صهوة جواده بملامحه الحاده وقلبه الصحراوي، يحمل سيف غيرته في يدهِ،
وهموم أرضه على ظهرهِ، وقابلته أنثى عربية أقضم ظفائر خجلي الطويلة ، وأدس لهفتي في كحل عيني !
ياجنونًا يسكبني كل ليلة من عنق زجاجة عطره أنثى مبللة بالحاجة إليه ، ويزرع سنابل الرغبة تحت جلدي ،
ويوقظ نار الأنوثة على شفتي لأنبت على قلبه كـ شقيقة النعمان فـ يتورّد جسدي
ياطفلاً غمسني عبثًا في محبرة حبه لأنسكب في أوردته أنثى مجنونة لا تعترف في حبه بالقيود
يا قِبلة تيمّمتها قُبلي وياأملاً إستوائيًا يشطرني به لـ يكون الفيّصل بين حرّي وزمهريري،
ويمتلئ بهِ وقتي وعطري وحقائب فكري ونبض غيرتي!!
ياحبيبًا لم يبارك القدر ولم تبارك الظروف ولم تبارك المسافات أمنيتنا التي نتلوها كل ليلة على مسامعه
بأن لا نفترق ، وكتب فراقنا على لوحة المشؤوم
هيّا نرتدي ثياب الرحيل التي أهدانا إياها ذات غضب
ونتقارع كؤوس الفراق على طاولة الرحيل ، وعلى ضوء شموع الألم نستعيد
حكاياتنا ،وهمساتنا ،وطفولة حبنا ،وجنونه، وأمنياته، واختلافاتنا التي تنتهي برضا الطرفين على سرير الصفاء!
هيّا نرسل للسماء دموعنا وللشمس حرقتنا
هيّا نركض على بحر أحزاننا ونرمي حجر غلّنا فيه قبل أن يرتطم بنا موج الفراق ونغرق
هيّا نرسل مع ساعي الفراق أصواتنا الثكلى للآفاق
هيّا نتحدث عن الحب كيف يعيش في أوطاننا خلف ستار الخوف، وكيف يموت تحت مقصلة الظروف
هيّا نرقص على أوتار قوس قزح ونغنّي الفيروزيات والجوهريات التي كنّا نرددها كل ليلة
هيّا نوقف ساعات الزمن في هذه الليلة التي ترحل فيها أرواحنا إلى الضياع
ونتلوا على القدر آخر أمنياتنا بأن لا ترحل هذه الليلة وتطول ساعاتها
هيّا ننسى ذاكرة الماضِ ، وعذاب الحاضر ، وخوف المستقبل ونعيش هذا اللحظة كيفما يمليها ضمير شوقنا وضمير كأسنا !!
هيّا نبني من الرمل المبلل بريق نشوتنا تمثالاً ونخبئه في كهف العشّاق خشية أن تناله سيوفهم
بدعوى إن الأرض التي أُقيم عليها ليست من حقه!!

حنانيك ربي!!

إن أشلائنا تملأ المكان، ورماد حرقتنا يكسوا الطاولة، وشموعنا توقفت عن الذوبان
ودموع حبيبي تسقط من عيني وتلتهمها شفاهنا الوجله
ونشعر بـ برد الفراق يتجمد على أطراف قلوبنا ويسيل عليه لهيب قهرنا
وكأس حبنا يتناثر أشلاء في التراب
فأسقط علينا معطفًا من صبر يدثّر آخر ليالينا !

حبيبي!!

هاهي ساعة فراقنا تقترب وقطار الموت بدأ يلوح في الآفاق
خذ بيد جرحي ، وخوفي ،وغربتي، وجنوني ،وشوقي ،وحبي
وأركض بي إليه بخطواتٍ من أمل علّه يمرّنا ويخطونا
وإن أخذنا وأطعم أشلائنا عشاقًا آخرين فلم يأخذ قلوبنا التي أحببنا بها
سأظل أحبك وإن باعد بيننا القدر
تزول أجسامنا ولا تزول أرواح سكنت فيها ، فـ حبك واسمك ورسمك موشومة على قلبي وصفائح دمي!

حبيبي!!

أين أنت؟
لم أعدّ أراك ويدي خالية
هل دهسنا قطار الفراق ؟
أم كنت نائمة وأحلم وصحوت على صوت القطار ورنين الكأس على الأرض؟
لاعليك حبيبي!!
فـ كل الطرق تؤدي إلى فراق!!
فـ هل رأيت في هذا الزمن الضرير حبًا باركه القدر بإلتقاء!!؟

لكم ودّي/ ;)