الموضوع: رحيل
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-06-2004, 04:39   #2
نـــداء
أطــلال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نـــداء
 

رد : رحيل

وللقراءة بوضوح

مدخل :

في هذا الزمن .. أحياناً يصبح الصمت عالماً من المرارة .. والشجن .. والحزن .. يتحول إلى لغة مسكونة بتلك المشاعر الفائضة من الوجدان .. تترجمها الاحرف والكلمات .. في هذا الزمن .. زمن البوح لتلك الورقة البيضاء .. نسطر عليها أحلامنا البائسة في انتظار الامل ... وابجدية صدق لسبر اغوارنا وترجمة أحاسيسنا المسحوقة الممزقة
وفي لحظة ضيق كهذه .. حينما نتذكر من غاب عن اعيننا ليس اجمل من تدبيج رسالة كهذه لصديقة العمر والذكريات .... في أنتظار الرد الذي سترقص له المشاعر حتماً نشوة و سعادة


الرسالة :

صديقتي .. صديقة الامسيات الباردة .. والأحاديث الشقية ... والضحكات البريئة الصادقة .. ها أنا ذي اخط لك بدماء القلب .. بعد ان فاض الوجع .. وضاق به صبري واحتمالي .. ورفرف القلب القلب حزيناً ينتظر الشمس سدى ..
صديقتي .. لقد مزقت آلام الفراق الفرحة في عيني .. ونزفت جراح الروح .. غاليتي كان الفراق صعباً .. تركتني وحيدة أحتسي كأس الصمت .. اكتم وجعي واسامر وبؤسي ويبكي القلب لرحيلك .. ويصهر الحزن جوفي .. رحلتي وتسلل الموت في حنايا احساسي .. ليموت حلمنا ذاك الذي رسمناه سوياً .. أتذكرين ذلك الحلم ؟؟!! .. ذلك الحلم الذي كنا نقرؤه بين الحروف والأسطر .. وفي قطرات العرق على جبينك بعد يوم حافل .. كنت أراه في تأوهاتك تلك من الكتب والكراسات .. كان يرافق كل قطرة حبر تنزل من أقلامنا .. نتبعه كالظل .. ويلقي علينا نوره لينير درب صداقتنا ..
أين هو الآن ؟ وانتي لست هناك ... هل نُحر الحلم .. مات من لهيب فراقك .. و أين بسمتي؟؟ .. أين بريق عيني ؟؟ .. هل تبخرت الاحلام .. هل ذاب ذلك النور في أنفاسي الباكية واستسلم للفشل ؟؟
أسئلة ثكلى أسمع ترددها داخل صدري ويضعف شيئاً فشيئاً فلا أجابة تضمد جراحها ولا توقف نزفها
صديقتي الغالية .. قد تعودين ويعود الحلم .. وتعود الحياة لتسكن أحرفي .. وتلتئم الجراح .. قد تعودين ......


الرد :

إلى صديقة ذلك الحلم .. صديقة الأناشيد المفعمة بالحب .. أكتب لك بمداد القلب .. بوحي الصادق هذا ...ومناجاة
نفس أخالها ستصلك لا محالة.. صديقتي .. قد تظنين أنه برحيلي .. رحل الحلم .. لكن اظنك مخطئة
.. فلم يكن رحيلي نهاية العالم .. لم يكن الناحر لنبضات التحدي في نفسك الطموحة .. لم يكن سكيناً آثمة صنعتها
يد القدر لتغتال املك . نعم قدر .. لابد أن تؤمني به .. كان تجربة لقدرة روحك.على المضي قدماً ...
لتفوزي بهذا الحلم ويزف لك في ثوباً من الفرح والسعادة ذلك الحلم .. حلمي وحلمك في ذات الوقت .. لذا غاليتي
اخرجي من سرداب حزنك و تخلصي من قيود ضعفك و يأسك .. دعي مساحات الضوء تخترق
عالمك الحالم من جديد .. انثري الورد في أرجائه .. وازرعي البسمة مجدداً على شفتيك
واسقيها رحيق الأمل ولا تدعيها تموت أبداً ولا تقولي تحقيق الحلم صعب .. فلا يوجد نجاح بلا تعب
. وكما يقول المثل : " أن لم تصعد الجبل لم تكتشف السهل " .. عذراً صديقتي الغالية لأندفاعي .. لكن صدمت
وفاجأتني رسالتك فأنا لم اعهدك كذلك .. و شممت منها رائحة اليأس .. وهذا ما لم نتعهاد عليه .. أتذكرين كلماتك
تلك في لقاءنا الأخير قبل أن اسافر : " قد تكون الحياة قصيرة ..طويلة .. فسيحة او ضيقة .. صغيرة او ربما كبيرة .. قد تكون
" مجرد حلم .. او واقع مؤلم ..لكن حاولي ان تجعليها كما تريدينها لو في صورة في خيالك .. فبالأمل تستطيعين
أنسيت كل ذاك ؟! .. ولا أخفيك وربما تعجبين بعد كلماتي هذه حينما اقول لك : بأن شعور اليأس قد طرق باب قلبي ..
وشأب حياتي .. وأصبحت الدنيا بلا الوان في عيني .. بعد فراقنا .. لكنني لملمت اشلائي .. ووضعت الحلم نصب عيني وتخيلته
واقعاً حياً فأستعادت روحي الأمل وأحتضنت الفرح واحتوت من جديد ذلك الحلم .. وأنثال شلال من العطر في أنفاسي ..
وتلونت فضاءات بلون الطيف .. فقابلت الحياة من جديد بفضول الطفولة .. وطموح الشباب ..
وحكمة الشيوخ صديقتي .. عودي كما كنت .. ارجوك عودي ودعي الحياة تدب في جسد ذلك الحلم



وعذراً للازعاج

التوقيع:

اخر تعديل كان بواسطة » جروح في يوم » 28-06-2004 عند الساعة » 04:55.
نـــداء غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس