مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 01-07-2004, 07:24   #101
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!





نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة , و انت تعلمين يا ماري اني احب جميع العواصف خصوصا العواصف الثلجية .

احب الثلج , احب بياضا و احب هبوطه و احب سكوته العميق .

و احب الثلج في الأودية البعيدة المجهولة حيث يتساقط مرفرفا ثم يتلألأ بنور الشمس ثم يذوب و يسير منشدا اغنيته المنخفضة .

احب الثلج و احب النار , و هما من مصدر واحد , و لكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الأستعداد لحب اقوى و اعلى و اوسع.

ما الطف قول من قال :
يا مي عيدك يوم ... و انت عيد الزمان

لا بأس ـ على اني اخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف و هذا الثواب .

لنعد هنيهة الى (عيدك) اريد ان اعرف في أي يوم من ايام السنة قد ولدت صغيرتي المحبوبة .

اريد ان اعرف لأني اميل الى الأعياد و الى التعييد . و سيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي .

ستقولين لي (كل يوم يوم مولدي يا جبران) و سأجيبك قائلا (نعم , و انا اعيد لك كل يوم

و لكن لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة) .

تقولين لي انك تخافين الحب . لماذا تخافينه يا صغيرتي ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مد البحر ؟

أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجئ الربيع ؟ لما يا ترى تخافين الحب ؟...

انا اعلم ان القليل في الحب لا يرضيك , كما اعلم ان القليل في الحب لا يرضيني . انت و انا لا و لن نرضى بالقليل .

نحن نريد الكثير . نحن نريد كل شئ . نحن نريد الكمال .

اقول يا ماري ان في الارادة الحصول

لا تخافي الحب يا ماري , لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي

علينا ان نستسلم اليه رغم ما فيه من الألم و الحنين و الوحشة و رغم ما فيه من الالتباس و الحيرة .

اسمعي يا ماري : انا اليوم في سجن من الرغائب . و لقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت .

و انا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة , قديمة كفصول السنة , فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج الى نور النهار

و هل تقفين الى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرين طليقين نحو قمة جبلنا ؟

و الله يحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة







الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس