01-07-2004, 08:19
|
#105
|
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
يا ماري .
قد سببت لك تلك المحفظة الصغيرة القلق و الأنزعاج , فاغفري لي .
و لقد توهمت انني ارسلتها على احسن السبل و اسهلها فجاءت النتيجة بالعكس , فسامحيني يا صديقتي
و اكسبي اجري .
اذا قد قصصت شعرك ؟ قد قصصت تلك الذوائب الحالكة ذات التموجات الجميلة ؟
ماذا يا ترى اقول لك ؟ ماذا اقول و قد سبق المقص الملام ؟
لا بأس , لا بأس . علي ان اصدق ما قاله لك ذلك المزين الروماني...
و لم تكتفي صديقتي المحبوبة بأنها اخبرتني عن تلك الخسارة الفادحة
بل شاءت ان تزيد (على الطين بلة) فأخذت تحدث (فنانا شاعرا شغف بشعر الحضارة و الشقرة
فهو لا يروقه الا الشعر الذهبي , و لا يترنم الا بجمال الشعر الذهبي
و لا يحتمل في الوجود الا الرؤوس ذات الشعر الذهبي)
ربي , اغفر لماري كل كلمة من كلماتها وسامحها و اغمر هفواتها
انا ارى مظاهر حسنك و جمالك في كل مكان و في كل شيء .
و انه يترنم بجمال الشعر الحالك مثلما يترنم بالشعر الذهبي .
و انه يتهيب امام العيون السوداء مثلما يتهيب امام العيون الزرقاء .
لنعد الآن الى حال عينيك .
كيف حال عينيك يا ماري ؟
انت تعلمين , انت تعلمين بقلبك ان حال عينيك يهمني الى درجة قصوى .
و كيف تسألين هذا السؤال و انت تشاهدين بعينيك ما وراء الحجاب .
انت تعلمين ان القلب البشري لا يخضع الى نواميس القياسات و المسافات
و ان اعمق و اقوى عاطفة في القلب البشري تلك التي نستسلم اليها و نجد في الأستسلام لذة و راحة و طمأنينة مع اننا
مهما حاولنا لا نستطيع تفسيرها او تحليلها . يكفي انها عاطفة عميقة و قوية . فلم السؤال و لم الشك ؟
و من منا يا ماري يستطيع ان يترجم لغة العالم الخفي الى لغة العالم الظاهر ؟
من منا يستطيع ان يقول (في روحي شعلة بيضاء اما اسبابها فكذا و كذا , و اما معناها كذا و كذا , و اما نتائجها فستكون كذا و كذا ) ؟
كفى المرء ان يقول لنفسه (في روحي شعلة بيضاء).
قد سألت عن عينيك يا ماري لأنني كثير الاهتمام بعينيك , لأني احب نورهما , و احب النظرات البعيدة فيهما , و احب خيالات الاحلام
المتموجة حولهما .
و الله يحفظك دائما .
جبران
|
|
|