[محمد علي العمري]

اخي الكريم واستاذي القدير / صالح السبيل

لكل زمن دولة ورجال
ولكل زمن قاريء ووسيلة قراءة ...

لم تختلف وسائل القراءة كثيراً منذ كتب الانسان وقرأ الاّ حين ظهر الكمبيوتر ..
ولم يكن الكمبيوتر بمنافس للكتاب لولا ظهور الانترنت ..

وهو قاتل الوقت كما ذكرت ..
وهو ملهي الى حد كبير
فبالنسبة لي ارسل لي اخي / فوزي المطرفي بروايتين عبر البريد بقيت اكثر من ستة اشهر لم اقرأهما
وفي اليوم الذي انقطع فيه الاتصال بالانترنت بدأت في قراءة الرواية الأولى وفي خلال اربعة ايام كنت قد انتهيت من الروايتين ..‍‍

قراءة الكتاب الآن ياسيدي اقرب الى كونها ( نخبوية ) اكثر منها ( شعبية ) ..

ولكن يجب ان نعترف للأنترنت بمحاسن ننساها دائماً في غمرة اتهامنا له بقتل الوقت وكثرة مافيه من لغط ولهو وشائعات ..

الكثير من قرّاء الكتاب في السابق لم يكن لديهم الوسيلة للألتقاء بالآخرين والنقاش معهم حول كافة المعلومات والاهتمامات كما يحدث الآن ..

فأنت تبقى في مكتبتك لتقرأ وتدير الافكار والرؤى بينك وبين نفسك ..
وقد تلتقي بشخص لديه نفس اهتماماتك او اثنين او ثلاثة ولكنك لن تصل للعدد نفسه الذي يوفره لك الانترنت ..
وقد تجد ( بالمصادفة ) شيء مكتوب في احدى الصحف عما قرأت او حوار تلفزيوني لايملك الوقت الكافي ــ دائماً ــ
لإيفاء الحديث حقه ..

لذا فأنا ارى ان الانترنت اكثر حداثة واجمل من الكتاب من خلال هذا المحور ..


مع ذلك يبقى الكتاب سيد الثقافة وان سرق الانترنت منه بعض الجمال ..

الحل من وجهة نظري يكمن في مزاوجة الكتاب كوسيلة قراءة ومعلومة مؤكدة والانترنت كوسيلة لقاء ونقاش ...
كما اني احمل ذات التصور الذي طرحته الأخت نجدية عن القراءة وكونها مسألة تنشئة ..
فهذا التصور حقيقي ، فالطفل عندما يتعود على القراءة ينشأ وهو محب لها ويكبر وهو يتمسك بها ..

المشكلة الآن ان اغلب الآباء نشأوا في الاساس على كره القراءة ..
والله وحده يعلم كم نحتاج من الوقت لننشىء جيل يحب القراءة ويبحث عن معلومة قيمة سواءاً على الانترنت او من خلال الكتاب ..
والمشكلة في الأساس تتحمل المؤسسة التعليمية في المملكة الجزء الأكبر منها فهي التي وطأت لسياسة الحفظ قبل الفهم من خلال مناهج تفتقر للتشويق ومليئة بالمواضيع غير ذات فائدة ..
فما ان ينتهي العام حتى تجد الطالب يقذف بالكتاب بكل سرور وبهجة‍‍

اما الحديث عن المكتبات الشخصية فأني ارى انها تصير الى الضياع فالوقت يمضي الى الأمام وماتقوله المعطيات والحدس يعطي ذات المؤشر ..

والمقصود بالأمام هنا هو ان المكتبات ستكون الـ ( CD ) وذاكرة الاجهزة .. فقط ‍‍‍‍‍‍
ستجد مكتبات شخصية هنا وهناك ولكنها للمفاخرة لا اكثر وهي موجودة الآن في اغلب المنازل ..

والحقيقة ياسيدي ان المسألة الحقيقية ( من وجهة نظري ) ليست في الكتاب فهو ممتع وتستطيع حمله معك اين ذهبت
ولكن اين القاريء ؟

لذا فأنا ارى ان المكتبات صائرة الى ضايع والمسألة مسألة وقت فقط ..




الف تحية لك يااستاذي وللجميع هنا في مواسم الأدب والثقافة




تحياتي