مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-01-2005, 02:24   #1
عذوب
نــثــار حــلــم
 

لمَ الصمت والانحناء يا ....... ؟؟؟



تحية عطرة ..

ممتع لقاؤكم من جديد ..



تعتبر الصورة الفنية جوهراً ثابتاً ودائماً في الشعر، مهما تغيرت مفاهيمه ونظرياته. وعند تحليل أية صورة بلاغية بمنظور نقدي سليم لابد من دراسة ثلاثة جوانب أساسية يجملها الناقد الدكتور جابر عصفور في :

أولها : الخيال، أو المَلكة التي تشكل صورة القصيدة وتصل ما بينها من عمل أدبي.

ثانيها دراسة طبيعة الصورة ذاتها، باعتبارها نتاجاً لهذه الملكة، ونسيجاً متميزاً من العلاقات اللغوية، يقدم المعنى تقديماً حسياً.

ثالثها دراسةالوظيفة التي تؤديها الصورة في العمل الأدبي، وأهميتها للمبدع والمتلقي على السواء.

ولن أتعمق في دراسة تحليلية ونقدية للصورة الفنية لكن سأشير لتقنية مميزة من تقنياتها ، وإحدى الوظائف المهمة التي تؤديها . والتي تعتمد على صدم المتلقي ، و إشاعة الحياة وإفاضة الحركة في صورة قديمة مهملة في خياله .

ومن وجهة نظر شخصية أرى أن خلق صورة جديدة أسهل من قلب صورة متشكلة برسوخ في ذهن المتلقي ..
ومعاناتك وأنت تبني منزلاً في مساحة مناسبة مع توافر كل عناصر البناء وحرية تامة في التعديل أقل كثيراً من معاناتك في ترميم منزل مهجور متهالك من البنى التحتية حتى القمة ، وأنت محصور الخيارات والقدرة على التعديل .

ما دعاني إلى مشاركتكم هذا التأمل هي قصيدة مدهشة للشاعر الثائر أحمد مطر وكلي أمل أن تترك لديكم ذات التأثير الساحر ..


لكن ..


قبل أن تنقلب مفاهيم متكلسة في أذهاننا أسألكم :




ما رأيكم في الصمت والانحناء في وجه العدو ؟؟؟ هل يمكن أن يكون تصرفاً منبعه الشموخ والكبرياء ؟؟




قبل أن أقرأ هذه القصيدة .. ربما كنت سأهز رأسي استنكاراً ..


لكن من مثل أحمد مطر في إضافة عمود للخط المتمدد بوهن على أرض السلبية ، ليروي الصورة الجرداء لتبدأ وريقات الايجابية بالنمو من جديد .. !!


لن أطيل عليكم .. تأملوا معي ...



- انحناء السنبلة -

أنا من تراب وماء
خذوا حذركم أيها السابلة
خطاكم على جثتي نازلة
وصمتي سخاء
لأن التراب صميم البقاء
وأن الخطى زائلة
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء
أنا الغيمة المثقلة
إذا أجهشت بالبكاء
فإن الصواعق في دمعها مرسلة
أجل إنني أنحني فاشهدوا ذلتي الباسلة
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء
ولا تنحني السنبلة
إذا لم تكن مثقلة
ولكنها ساعة الإنحناء
تواري بذور البقاء
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء
ولكن صمتي هو الجلجلة
وذل انحنائي هو الكبرياء
لأني أبالغ في الإنحناء
لكي أزرع القنـبـلة


اضغط لتحميل القصيدة بصوة الشاعر



** أطمع بالكثير مما تجود به ذائقتكم الأدبية لإثراء هذا الموضوع بالأمثلة التي تلقي المزيد من الضوء على هذه الشريحة من الصور الفنية.

ولكم الشكر .

عذوب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس