مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 03-03-2005, 13:35   #1
كش ملك
عضو فعّال
 

مـن مــنابـع الـسـحـر .. رشـفـه رشـفـه !

قصيده لم تكتمل .. هكذا كان عنوان أخر نص كتبه الشاعر .. فهل فعلا هذه القصيدة لم تكتمل ، أم أنها استوعبت بحق كل ما يريد قوله في أبياتها القليلة ، ولم يعد هناك مجالا لإضافة بيت واحد .. وهذا ما أجده فعلا وما يوحي به البيت الأخير منها .. الذي كان ختاما جميلا ونهاية محيرة لما سبق من أبيات .. بلغة جميلة ومعنى رشيق وإحساس غارق في الرومانسية نظم لنا هذه الرائعة ..


مطلع جميل من ثمان كلمات قصيرة ولكنها وصلت بنا إلى عمق الألم في قلب الشاعر .. وكمعنى طرق كثيرا فما أكثرها شكوى العشاق من البعد والهجران .. وما أكثرهم الشعراء الذين كتبوا في ذلك ولكن بهذا الأسلوب الراقي المتميز قله من كتب !فحسن استخدام الشاعر للمحسنات البديعية أضفى على المعنى جمالا بل وخدمه بقوة حيث تمكن ببراعة من بث شكواه و قلما يجيد الشعراء استخدام المحسنات البديعية في الشعر الشعبي ، كما نلاحظ هنا الطباق بين ( الجزر والمد ) ..كما نرى أنه لم يخاطب الأحبة بل وجه خطابه للمودة التي تسكن قلوبهم ودعاها للتواصل ونبذ الهجران والبعد المؤلم الذي يمتد ألمه إلى أعماق النفس ، كما نجد انه في الشطر الثاني عندما حي المنازل اتبع طريقة القدماء في الوقوف على الأطلال ولكنه الوقوف الخفيف الذي بالكاد تلمحه ..


ولأنه اختصر في البيت الأول كل ما يمكن أن يقال من عتب وشكوى وتعبير عن الحزن والشوق والألم .. كان هنا قد وصل إلى عمق معاناته التي هي سبب شكواه وألمه ، فكل نبضة تعبر بصدق عن هذا الإحساس الذي يسكن قلبه .. برجاء المحب ، وشوق الملهوف وألم العاشق ، وحزن اليتيم يخاطبها ( بحده ) تختفي بعيدا عن القارئ في أعماق الرومانسية المغرقة للفظ .. كأني به يقول أي برود هذا الذي يسكن إحساسك ومشاعرك ويقيد نبضات قلبك ، وأنا في شدة الشوق والحنين إلى قربك ودفء مشاعرك ؟ يا له من شاعر يستوحي من الطبيعة جمالها فينثر أجمل الورود بين ثنايا عباراته ويعطرها بإحساسه وشعوره فتدهشنا وتمتعنا وتغرينا لقراءة المزيد ..


ويستمر شاعرنا في استخدام المحسنات البديعية كما نرى الجناس بين كلمتي ( الضم والضمتين ) وهنا نجد الشاعر قد ابتكر معنى جديد لم يطرق من قبل حيث أن التنوين لا يكون إلا بين حركتين وهما الضم هنا ( والضم ) الذي يقصده في الشطر الثاني هو الذي يكون بين شخصين .


ينتقل بنا هنا إلى ( الجو ) الذي دفعه إلى نظم القصيدة .. هذه الملهمة التي كانت تقف بعيدا ؛ بعد أن كان يستوحي من إحساسه وخياله ما يدفعه للنظم ، ولكن بقربها منه اصبح ينسج أبياته من واقع يحسه .. وهنا نجد صورة في غاية الروعة والجمال تجسدها هذه الاستعارة .. فبعد أن كان ينتقي حروفه بنفسه كما ينتقي الحاطب الحطب ويتحكم فيما يريد إيصاله من معاني من خلال هذه الكلمات ، ولكن بظهور هذه الملهمة اصبح لا يستطيع التحكم بمفرداته إنما يستوحيها من مشاعره التي أشعلتها في نفسه ..


وهنا يفخر بشاعريته ويبين مدى الفرق بينه وبين الشعراء عامه حيث انه تميز بينهم
فالمطلع على التجارب الشعرية يرى أن بروز الشاعر نايف صقر قد واكب بروز الشاعر مساعد الرشيدى مما عمل على تشكيل ثنائى شعرى أدى حب التميز لكل منهما لعمل جو تنافسى وثنائيه صحفيه وأعلاميه وغيرهم من الشعراء أمثال الشاعرين هلال المطيرى ورشيد الدهام أو قد يقصد أن مع كل شاعر شاعر آخر .. بمعنى أن شاعر يظهر للناس .. وشاعر يكتب النص ..؟؟!!

وهنا يفخر الشاعر بسيرورة شعره ويبين انه متميز عن شعراء جيله وسابق لهم وأن ما ينظمه يناسب هذا الجيل والأجيال القادمة ..
وهذا البيت يذكرنا ببيت المتنبي الذي يفخر فيه بسيرورة شعره حيث يقول
أنا الذي نظر الأعمي إلى أدبي ** وأسمعت كلماتي من به صمم

من خلال التمعن بسلسة التواصل بالأبيات أتى البيت الأخير كخاتمه ولكن هذه الخاتمة كان ينقصها حلقة فقدت كي يكتمل المضمون الشعري وكأن الشاعر أختصر أو أغلق القصيدة وهى لا تزال بحاجة لوصله كي يرتبط البيت ما قبل الأخير ببيت الختام وهنا مازال في الحديث عن شعره حيث انه كنى بالحمد عن الجيل الأول (البداية ) من الشعراء وكنى عن نفسه بآمين فاستطاع أن يصل إلى التميز بسهوله وفي الشطر الثاني كنى عن نفسه بآمين والتي هي النهاية فكان في شعره ما أبعدهم عن الوصول إليه
جميع ما ذكر هنا هي اجتهادات قلم منصف للشعر فأن أصاب من الله وان لم يصب فالكامل هو الله .

بقلم : حنين الشمال

التوقيع: يــا اطـهـر مـن الـمــا ،، فـي عـروق الـغـمـامـه

اخر تعديل كان بواسطة » كش ملك في يوم » 03-03-2005 عند الساعة » 13:44.
كش ملك غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس