|
من دون الناس..
.
.
لو كان الأمر بيدي لمنحتك الدنيا كلها..
لكني اخترت أن أدع بين يديك شيء من عبث روحي وعقلي فكانت هذه الأوراق..
هي خالصة لك من دون الناس..
كما كنت لي – وكنت لك – خالصين لنا من دون الناس..
كم أنت رائعة .. وبهية.. وأنيقة…
كم أنتِ فتنة وغواية وجمال.
.
.
تركتهم ورائي يصخبون..
وأسرعت..
أسرعت..
أسرعت..
أوهمت نفسي أنك بانتظاري وحيده..
وأوهمت قلبي أنك مثلي على ألم انتظار.
أمامي البحر..
ومعي أنتِ.
من البحر الاتساع حتى الأفق..
ومن قلبك الحب،
ولا حد ولا أفق.
لماذا نقضت اتفاقنا ؟!!
منكِ الغواية ومني الفتنة..
حين التقينا: منك الغواية وفيك الفتنة.
لا تتخيلين نشوة لقائنا الأول؟!!
حين سألتني لم أجبكِ.. أعرف..
آه..
كيف للعمر أن تختزله لحظة..
كيف للأزل لقاء الأبد في حلقه.
على أي المذاهب أحبكِ؟
اخترتِ الحرية..
واخترتُ العفوية..
وأختار الحب مذهبه.
حدثتك ذات مساء عن د. هـ. لورنس..
وأوضحت لك إيماني بـ(لا أخلاقيته) حين كتب روايته (عشيق الليدي تشارترلي)..
كنت أتكلم وكنت تبتسمين..
حين جمحت بنا الأوقات..
كان قلبي يقدم الأعذار للورنس وروايته..
وكان عقلي يعابثني: أيُ أخلاقيه ؟!!
علامتي الفارقة ؟!!
لا تقلقي.. قلبكِ سيدلك..
ابحثي عن أكثرهم وجوما..
وأكثرهم صمتا وخشوعا..
وأكثرهم غيبا في محضر شهادة..
وأكثرهم ذهولا في نشوة جمال.
تعبت بين عقلي وقلبي..
وتعبت بينك وبيني..
لكني اخترتك.. ولم أبالي.
تعلمين..
الغموض في الحب..
مثل الغموض في الفن..
كلاهما يعقد الأمور..
وكلاهما يتوهم أن أقرب الطرق هي أبعدها.
طلبتُ منك النضارة فأعطيتني الفتنة..
وطلبتُ منك الأمل فوهبتني الحب..
وتوقعت أن تطلبي الكثير..
لكنك لم تفعلي..
كان ذلك هو عطاءك الأروع.
يا ملاكي..
أتعبني الانتظار.
امنحيني بعض فيضك..
امنحيني بعضا من نهار.
(أحيانا) أتمنى أن أكون في مكان مختلف..
معكِ (دائما) وأنت الـ(مختلف).
.
.
|