|
رد : عائدٌ من النهر ...!
( 4 )
الغيابُ كقارورة عطر فارغة موضوعة بأناقة على ( تسريحة ) فتاة عذريَّة المنشأ ..خُرافيّة المعتقد ..!
( ياحلوةَ الغزلِ
................ ميلي على مهلِ
خلي البكاء على
.................... ليلاتنا الأولِ )
هكذا كانت فيروز شهقة صباحية بينما تبدو الطريق كفأر زنكيٍّ خبيث ..!
( ارجعي يا ألف ليلة ...)
السماء بلا ظلال وشجر الطريق يعصر الدرب ماءً ..!
لاشيء إلا إطلالة ذكرى وزمنٍ بأثداء متهدِّلة ، فالنهايات لن تكون أجمل بعد أن وصلتها الأحداث منهكة ..
الأمس انتظر اليوم لكن اليوم هل سينتظر غدا حينما يكون موعدًا لايجيء ولا يُنتظر ..؟!
كلما أحببتُك أكثر .. افتقدتكِ أسرع ..!
ثمة فرق شاسع بين أن نتلبَّس الحزن أو يتلبّسنا بين أن نحلب السحاب أو أن نستغيث للرمل ، وثمة فرق أكبر بين أن تكون البداية هنا وبين أن تكون هناك فاعلا سدَّ مسدّ الخبر ..!
لم يكن الحزن قضيتي يوما ، وإن كنت قضيته أعترف بأياديه البيضاء عليّ ..وأرمقه بامتنان حين يصلبني على هذا المكتب متقوس الظهر منكبا على الحرف ..
تعرفين ياسيدتي قلت يوما :
الشعر نزف الليالي حين نعزفه
إن لم يكن عزفه نزف القلوب فلا
لولا معانقة الأحزان ما عرفت
لها القصائد في ارواحنا سُبُلا ..!!
يا الله .. كم هو شهي هذا الحزن حين يفترسنا كتابة ، بل من ينادم وحدتنا القاتلة ؟!..
لا تتساءلي .. عن كينونة الحزن .. فكل مكانٍ لاتكونين فيه آيل للعتمة .. وكل دقيقة لاتقتفي صوتك طلقة.. تبحث عن أفق للحرية فيعترضها جسدي المنهك ...!
يتيم الجرحْ
إيه .. أَحْزنْ
ووش يبقى لاماتَ الجرحْ ؟
وش يبقى ..
لامات الليل ماصلى عليه الصبح ؟!
أبسألْ .. كل من يحزنْ
ومن يبكي
ومن يشكي
ومن يحكي ..
متى يحكي ..
إذا كان الحكي أحسنْ ..؟!
إذا كان العمر ثلثه يمر إحساسْ
ونصه ضاااعْ ..
ما بين الرجا والياسْ
وباقي خمس ..
وش يفرق.. إذا مرَّتْ مع الهوجاسْ ؟!
***
نطرت الصبح .. ماجاني
ولا حتى اعتذر مني
لقيت الليل في بابي ..يناديني
فتحت الباب .. فيديني
بقايا جرحْ
سألته .. وش علوم الصبحْ ؟!
تلعثم فالكلام شوي
وشاف الجرح بين اْيديْ
قال آنا :
( لقيت الباب متواربْ
ولك مدة زمن غايب
بغيت أسألكْ .
....... ( توصي شي !!! )
عينه راقدة فْــ... ايدي
يناظر جرحي الطازج
وأنا ساذج
كلفته .. يقل للصبح ..وينه فيه ؟
نطرته بس ما جاني
ولا حتى اعتذر مني
نسي إني
يتيم الجرح .. لكني
أبوه اللي بكى عني ..!!
****
يتيم الجرح
إيه أحزنْ
ومين اللي فهذا الوقت ما يحزنْ ؟!
إذا شاف المطر تشمتبه الرمضا
وشاف الموت ما يأوي على المرضى
مين اللي فهذا الوقت ما يحزنْ
إذا شاف الصديق يخون
إذا شاف ( الحور فعيون ) ..... رمَّدها ظلام الضي
يبقى شي ..؟!!!
مين اللي فهذا الوقت مايحزنْ
وأنا أشوف الزمن هارب من أحزانهْ
نسي لايحط عنوانه
فباب الأمس
وأشوف الشمسْ
يغمر نورها وجهي ... وأنا ظميان
أدوِّر ظلْ
أجي للكل
وأسألهم :
( أشوف الوقت هارب من غرابيله
صحيح يخاف.. لونُّه طاح مايلقى من ايشيله ؟؟ )
أنا لحالي
رضيت بحزني الأول .. ولا بيهمّني التالي
خُلقت .. إنسانْ
عطاني ربي الوهَّاب من نعماته النسيان
وهذا آنا ... أبي أنسى .. متى بنسى
وأبي ..مااذكر متى بقسى ؟!
دموعي حضنها المنديلْ
وخطواتي ..
بديت أحبي فــ ..درب الميلْ
متى بوصلْ
لا احد يسألْ
أنا لحالي
رضيت بحزني الأولْ ......
ولا بيهمني التالي ...!!!!
يتبع
اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 26-07-2005 عند الساعة » 11:40.
|