|
رد : عائدٌ من النهر ...!
( 6 )
بيني وبيني ..ما بين عقارب الساعة .. أنا وأنا .. نركض باتجاهٍ
واحد ..فلا نعرف هل نركض للهرب أم للقاء ..!!
تمتصنا الساعات كقطعة اسفنجية آيلة للجفاف .. تفشينا هواء رطبا في فضاء النجوم .. تمنحنا تخمة الحزن ، وعقيقة ميلاد الصبر .. تتساوى الأغصان والأشجار والأماكن .. وتبقى نخلة الجد عشاء المآذن .. وانتباهة الصباح لليل ..!
البكاء شريعة الحزن وفضيحة الصبر ...!
أطلقي على المساء أسماء الآه القصوى .. إن هي إلا عقدة امرأة ياسيدة الفرح ..!
فقط ..كما أنت قلِّمي أظافر النبوءات ، وفوضوية الغيب ، خذيني منك إليَّ لأستدلَّ الطريق إلى بيتي ..!
حدّثي الشوارع عن شاعرٍ من عنب الصبر وخمر النساء وتعويذة الفقد ..!
قولي لها يسحب الحنين من ياقته ، ثم يهجس باسمي ..يشتهيني سكّر الوقت أذوّبه في شفتيه .. حدّثيه ياسيدتي عن سدرة المشتهى ، وعذوبة النهر وانحسار مده في فضاءاتي ..!
أيتها الأنثى التتي تتهجاها حين تقرؤني ، وتكتبني حين أقرؤها في صفحة الأخريات ، ثم تمنحني لعاب المساء وألعاب الطفولة ..!
ماذا عليّ أن أفعل ياسيدتي ؟!
أطلق لك بالونات الحروف ؟
أظل أدور في الطرقات كطفلٍ فرحٍِ بهاتفه النقّال يردد أحبك فعلميني كيف أحبك ..!!؟
قادم أنا ياسيدة العطاء من زمن استهلكني فيه الغناء .. وحوّمت في مخيّلتي فراشات الضوء .. لا أعرف الآن كيف أجمع لك حبات المطر بعد أن امتزجت بالرمل .. لاأعرف كيف أعنيك وحدك حين تكونين كل النساء ، لاأعرف كيف أختصك بالحب حين يتفرّع جداول من نهرك المقدّس ، ولا أعرف كيف أعود مجددا لأكتب ( وحدها سيدة الماء ) ..!
الظلال أماكن بلا أثر ، لكن الأثر ظلال بلا أماكن .. قلة من ينثرون وعي الساعة الواحدة على الثلاث والعشرين الباقية .. تمامًا مثلك حين تنامين قليلا وتستيقظين لتمنحي الريح عطرك الثمين والهاتف أنفاسك المبحوحة ، تغضبين عتابا وتعاتبين ابتسامة .. تصفعين قبلة .. وتعانقين زمنا ..!
يا الله ..!
كيف سيليق بك مطر ساحلي لاتستقر به الأنواء ووريثا للرمل لايأمن فيه شتلات الحب الناعمة .. وشاعرا يرسم النساء كما يشتهي لتنتقي كل واحدة منهنَّ زمنها ... أقسم إنني لاأجيد الكتابة بالألوان المتعددة .. لكنني حين أحب أخالف مقولة الأجداد فأصرخ في وجوههم ...: كذبتم ليس أعذب الشعر أكذبه .. أقسم أن أكذب الشعر أعذبه طالما قال النهر هذا ... وأعذب الشعر امرأة تكون نهرًا مقدّسا لاتحيط بها المفردات ..!
هل ستنامين الآن ؟
هل ستتركين هذا المساء جاثمًا على صدري كذنب يحيك بصدر صاحبه وإن كان مغفورًا ؟!
هل سأحادثك بعد قليل لتقولي ..( بحاء شهيت وكاف غامض : أحبك ) ..؟!
لا أعرف .. لاأعرف .. كل ما أعرفه أنني أحبك .. فأعيدي قراءة الورق قبل أن يبلغ الشعر أنبله ...!
وهذي سالفة عمري من الآخر
يقولون العرب ..شاعر
وما يدرون
متى يكتب ..
متى ينزف حبر قلبه
متى لأنه كتب يشطب ...
متى يحرق ..سجارة آخر أيامه
متى ما ينثر أحلامه .
.على خد الورق ويحب
يقولون العرب شاعر ..
ومايدرون
متى صارت حياتي حرف
يْحَسْبون النحو والصرف
هي شعري
وأنا عمري ..
لونه يوم
تجي (.... ) ولو حتى تجيني حلمْ
ويبقى ..
من سُلالات البشر واحدْ
يقول اللي فحلم البارحة جاتك
تراها علم ..
ماهي حلم ...!!
يقولون العرب : شاعر
وفيـ....ه شاعرْ..؟
يبي يكذب على نفسه
يبي يومه .. يصير أمسه
يبي ..لانَّ الظلام أقبل
تجي شمسه
يقولون العرب شاعر
وفالآخر ..
يموت بحسرته والفرق :
إذا كل العرب قالت :
رحمك الله يا براهيم
أو قالتْ :
( رحمك الله يا الشاعرْ ....!!)
يتبع
اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 26-07-2005 عند الساعة » 21:21.
|