مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-07-2005, 01:58   #22
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!

( 10 )


تعرفين .. ؟!
كم حدثوني عن الوحدة ..
كنت دائما أغتصب اللحظات الحانية .. لأكثر من عشر سنوات
لم أشعر بالبرد يوما حينما يداهمنا هذا الصيف الخانق ..حتى مع برودة التكييف المنكفئ عليَّ في بيت خاوٍ حتى منّي ..برغم حتميته لمن كان مثلي .. لكنني كنت ماهرًا في استغلال لحظات الدفء الوامضة ..!
اليوم .. وبعد أن أصبح الدفء مشروعا .. وكبرت كثيرا على ظاهرة
الاستغلال و تدثرت بصيف النقاء ..

لمَ أشعر بالبرد ؟!
أترى الشعراء يختلفون في هذا ؟
فلا يشعرون بالدفء إلا من خلال اغتصابه .. والتمرد على الواقع
الصقيعي ؟
في كل الأحوال أشعر أن لسعة البرد أرحم بكثير من قلق اللحظات
الدافئة ....!!

***

مرني .. وانحنى
حين كانت بقلبي .. دنا
حين كنَّا صلاة القلوب ..
تقدَّمَنا .. ثم حين أشارت له
أمّنا
.......
فمتنا نصلي ..



لا غرابة .. أن تكون هذه الحروف .. زمنًا لتاريخ لايجيء
للرحيل نكهة من أريج الحنين ، حين يقبل بحرير الكلام ..
أيتها الــ..... الأمينة .. كان الرحيل يوما بداية
وكانت البداية في أحايين كثيرة رحيل ..
حين تغادر العصافير أعشاشها ..تحاول عادة أن تنقر في حبوب
الفضاء ..!
لتطعم هذا الأفق الجائع غناء ودهشة .. !
لاشيء يوقف زحف الموج إلى الشاطئ ..حتى لو كانت خاتمته انتحارًا على صخوره ..!!
صديقتي الأمينة ..هل أهجس إليك شعرا ؟.... لابأس سأفعل :


( من علم الفجر الضحوكَ الحزنَ
من للشمس يكسوها رداءُ البردِ
أو من يمتطي فرسَ الرحيلِ ..فيلكزَ الخصْرَ البغِيَّ
ويجهضَ الحمْل السفاحْ ..؟!!
من جرَّد السمَرَ المبشِّرَ بالبهاءِ الشاعريِّ
وأقرطَ الأذنَ الصياحْ ..... !!! )


( هامش اليوم )


قادمة أنتِ من بلادٍ بلا هوية وزمن يواسيني بأجمل من كل مايقذف بي على شاطئ الشكوى مملحًا مشوَّها بزبد البحر ...
أيتها الشاخصة بعينيها الجميلتين الباكيتين ترقبُ وطنا مات حاكموه ، وبستانا يستجدي العابرين الحصاد ..
حان قطافي ياسيدتي وإني على شفا حفرة من حب ...!
لاشيء إلا حنين لها حينما تجيئين وحين تشبهينها حد نسيانك وتذكَّرها حد نسيانها بلقائك .,.!
إنها الــ ( فاتن ) تلك الــ ( بتوحشني ) جاءت هذا المساء كأغنية الرضا مجددا حين يراضيني زمني بك وحين يحدثني عن امرأة تقتحم شهقات انتظاري لقرارٍ لايتفاءل به تاريخ الفوارس المقتولين في حرب الحقيقة ..!
لم يعد لمثلي إلا أن يدعَ الأيام توجه أشرعة مشاعره حين لايأمن عليها أنثى ولا تشفق عليها سيدة كانت تتلهَّى بحزني لتخلدَ في كتب العشاق ، فإن لم تكن هي فستكون أنت حينما تكونين غيرها ..!
أكره مقارنات الشعراء ..تماما كما أكره مقارنات القصائد ، لكنني شاعر ملء روحه جرح وفي قلبه يرقد طفل منذ زمن الياسمين الذي جرح يدي حين قطفتُه لفاتن ..!

صباح الخير يا حزني
على كرسيَّك الهزَّاز ..!
صباح الخير لاصرنا
بصورة مالها برواز
أنا وانتَ
على سجادة الماضي
فرشنا الليل ما نمنا
وجانا الصبح ما قمنا
وعشنا قصة الماضي بلا آخر
تنام افعينك الخرسا
وتصحى افحسرة الشاعر..
صباح الخير يا حزني
ومن يبقى ؟!
يسامر حرفي المذبوحْ
ويسمع صوتي المبحوح
غير انتَ ..!!
على كرسيك الهزَّاز والمغرورْ
تخايلني .. وتسألني
متى شبَّاكك البحري .يشوف النورْ
متى تسمع طفل يبكي على حجْرك ..؟
متى تجمعله الدنيا
وتسكن ضحكته فجركْ ..؟
متى يا شاعر الحرمان ؟
متى تستخدم النسيان ؟
وترسلني .. ولو مرَّه ..
أروح لآخر الشارعْ .. وأشوف الناسْ
أشوف اللي بكى لأجلك .. وأشوف اللي قراك إحساسْ ..!
عرفتك من ثمان سنينْ
وتسعة شهورْ
حكاية جرحْ ..
بدت بالموت واستكفتْ .. بظلمة نورْ
ودمعة فرْحْ في جنبكْ ..
على كرسيك الهزَّازْ ..
ولك تنحازْ ..!
تسافر عنك من دونك
وتقطف دمعة عيونك
من غصون السهر والوجدْ ..!!
صباح الخير يا حزني ..
صباح البرْدْ ..!
بتمَّ بجنبك الشاعرْ
وتتم بجنبي الساهرْ
يجينا الصبح .. ما يطلعْ
تكلمنا عصافير الطريق اللي
تسبَّ الدرب ما نسمعْ ..!
بنمشي لآخر الشارعْ
أنا با حلام مشبوهه
وإنت بصمتك المنقوشْ ..
في كرسيَّك الهزَّازْ
وإنْ جانا المطر نسألْ
عن أيام الربيع اللي ثمان سنين ما تقبلْ
وأتمَّ بجنبك الشاعرْ
وتتم بجنبي الساهرْ
بصورة ..ما لها بروازْ
أنا وانتَ .. وهذا الكرسي الهزَّازْ ..!!!!

..



يتبع

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 21-08-2005 عند الساعة » 19:41.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس