مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-08-2005, 17:03   #37
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 23 )

غانية هي الساعات الأولى من وجع الانتظار .. ترقص على أنغام الناي المسافر بالماء ، والمختبئ في غابات القصب .. غانية ياصديقتي ..كأنها تميمةٌ في رقبة طفل بدوي كلما حاول نزعها نذرته أمه للموت ..!
( الرحيل خيار المواسم والعصافير لاخيار العاشقين ..
المرأة التي لاتدافع عن صغار أحلامها لا تكفيها قصائد الشعراء العشاق الذين لا يتبعهم الغاوون ولا ينتصرون بعدما ظُلموا ...! )
حين تقرئين قولي لم تكن النجوم في سماء واحدة ...!
فالنساء محطات بلا عناوين ، والضفاف التي لايصلها مد النهر لن تستقبل الأغصان الذابلة فضلا عن المفردات العائمة منذ التفاحة الأولى ..!
لايزال المطر في رحم الغيم ، ولا تزال النوافذ المغلقة خائفة من سحنات الغرباء الذي يتجولون على الأرصفة المضاءة ، فالقصص المشردة لاتفزعها الريح ، لكنها تخاف على صغارها من غناء السيارات الفارهة وعبث المدن الموبوءة ..!
أي فقير سيحمل الخبز الساخن لأطفاله الجياع ومخابز الروح مغلقة حتى إشراق آسر ...!
ثمة مسافة بين أن نحب وأن لانعترف بالحب ، بين أن نلقي الحبل على الغارق .. أو أن نترك الموج على القارب ، فالملوحة ليست ذنب البحر ولا عقوبة الرمال العطشى ..!
الغجر ملاحم الرحيل وأشلاء المدن الممزقة أثوابها ...، لا أجيد الرقص حين تدق طبولهم تماما كما لا يجيدون الابتذال والتخلي عن مشيئة الريح حين تكون السفينة بلا أشرعة ، والبحارة منهكون من مسيرة ألف عام مما يقطعون ..!
وحدي سأشرع النوافذ المغلقة منذ عصر العصافير ، وسأفتح الممرات للحفاة العراة الذين يتطاولون بالأشجان وسأزرع على جبين الشمس وردة من حنين وشجرٍ يتكاثر كقبائل النمل التي تدخر مؤونة العناء للبرد والأوسمة المغضوب عليها...!
لن أكون ( وريث الرمل ) ولا آخر المنتمين للبوح حين لا أدافع عن ( هزتي ) وأجعل من المفردات التي قد تبدو كالقنديل الكفيف فراشات لايحرقها الوهج حين نستدل بها على صباح السكارى والمنبوذين في الشوارع المتقيئة ..!
الصديد لايسكن جذور النخيل .. لكنه قد يختلط بمياه المستنقعات في الشوارع العابثة فتتوالد تحت أظافره الحكايا المشبوهة حين تؤثر بها عوامل ( النت والترضية ) وتتحول المدينة كلها إلى امرأة عارية تهدَّلت أثداؤها ونبتت على جفونها أعشاب السهر ...!

قولي لي ماذ سأقطف من أشجار الحزن غير ثمرة البكاء ..
وهل لكتاب الذكريات غير القصائد المخدوعة ؟!!
الشعراء مغلوبون على صبرهم ، والقصيدة أشد ولاءً ..
لم أكتب يوما قصيدة لا تنتمي إلي ولهذا لن أكتب الآن قصيدة تنتمي ، إلى شاعرٍ يمضغ الوقت ويعضُّ على قصائده ندما ..!
لا شيء قابلٌ لليقين فما خفي كان أشقى ..وماكان فينا لم يكن حينها إلا لينتمي لقبيلة النقاء كما تتغافل الشجون المبتذلة .. فالعيون الضاحكة للإضاءة تضاجع أعمدتها آخر الليل وتحدثها عن قصيدة كانت تمر على مرمى من نداء ...!
يطول الظل حينما يبتعد الضوء ..
هكذا يتمدَّد الجرح بامتداد خارطة الزمن المسكون بالذكريات منذ مطلع الشعر !
حين كان المكان يعج بالسجائر ، كانت المدن النظيفة تأمر أهلها بالنوم المبكر ، ليستقبلهم الصباح بلا تثاؤب ..!
قلت من قبل : الأيام .. أسراب الوجع في هجرتها الحزينة ..
بينما الذكريات ( صغارها ) التي تئن من جرأة السفر على طفولتها ..!
محاصر بالنهايات ياسيدتي.. فالقصيدة التي وصلت بها سقف الدهشة ، لم تصل بي إلى سقف السماء حيث النجمة التي يتقطَّر من شفتيها الضوء ، ويتندى على جبينها الحضور .. ! لا أدري أينا أضاع صاحبه ..!
لكنني حتما .. لاأضيع شيئا حينما تكونين معي ..!

عمتِ صدقًا



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس