مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 06-09-2005, 15:49   #17
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : نازك الملائكة…الشاعرة والناقدة المبدعة

.
.
ونحن إذ نقدم هذا الإصدار عن نازك الملائكة، فإن الذي نقصده هو تكريس هذه الظاهرة الإبداعية في نفوس أبناء العرب الذين نسعى لإيصال شيء من ثقافتنا إليهم، والتي تمثل نازك الملائكة ركنا من أركان حاضرها ومستقبلها، على الرغم من مسحة الحزن الغالبة على نصوصها الشعرية، ولكنه الحزن (الهادف) الذي يحرك فينا الشعور بما يعانيه الإنسان من آلام توحد البشر جميعا، فهل تنجح نازك الملائكة في توحيد مشاعر الإمة العربية، أم أن الزمن لم يعد زمن الشعر؟

سيف المري

نستطيع أن نقرر بكثير من اليقين أن الشعر العربي كله، الذي يمتد في التاريخ قرابة ألفي عام، لم يلتفت باهتمام بالغ إلا إلى اثنتين من النساء المبدعات انفتح الزمن بينهما واتسع مسافة ثلاثة عشر قرنا، هما الخنساء في القرن السابع الميلادي، ونازك الملائكة في القرن العشرين.

ناصر عراق

أنا أعتبرها شاعرة كبيرة، بل أهم شاعرة عربية في بداياتها، دواوينها الأولى (الأول والثاني وحتى الثالث)، من أهم دواوين الشعر العربي، ولو استمرت في التطور وفي ارتياد آفاق جديدة لبلغت شأوا كبيرا للمرة الأولى في تاريخ الشعر العربي كامرأة، ولكن مع الأسف كما ذكرت أنها لم تواصل الرحلة.

عبدالوهاب البياتي

الشاعرة نازك الملائكة تأتي في مقدمة رواد حركة الشعر الحديث، ويرجع إليها الفضل الكبير في محاولة تأصيل المقومات الفنية لهذه الحركة، وخاصة في كتابها (قضايا الشعر المعاصر) حيث حاولت أن تضع القواعد والأسس التي دعت شعراء المدرسة الحديثة إلى الإلتزام بها.

أحمد سويلم

والعمل الذي قامت به نازك شبيه بما قام به الخليل بن احمد غير أن ما يحمد لنازك هو فطنتها، إذ إن الإيقاع وهو طقس جماعي حميم، ليس مجرد موضوع للمعرفة والإستقراء، وإنما هو مصدر للمعرفة من حيث هي موقف حيال العالم، يروم أن يستكشفه على أنحاء مختلفة وبطرائق متغايرة، هي أجناس المعرفة ومناهجها، فكان عملها على ما فيه من نقائص تأسيسيا، أتاح للقصيدة العربية أن تكون جزءا من نص شعري كوني واحد متعدد، من دون أن تنفي وحدته تعدده.

منصف الوهايبي

لم تأبه كثيرا بالدفاع عن شعرها، لم تجيش المريدين من حولها كما يفعل بعضهم، وإنما زهدت بكل وسائل الإعلام، ورفضت كل الإغراءات لجرها إلى الحوار والمقابلات الصحفية، ولم تشارك في أية ندوة أو مهرجان، وحين كانت تحضر بعض الجلسات النقدية لمهرجان المربد في بغداد خلال الثمانينات كانت تأتي وعلى وجهها ملامح الإعياء، تتخذ لنفسها مكانا قصيا، تتابع ما يدور بوعي أو نصف وعي، حتى مظاهر التكريم التي حظيت بها فيما بعد، جاءت متأخرة جدا للأسف الشديد..

حاولوا أن يسقطوا شعرها مما حول النص..بأمور تتعلق ببيئتها ونشأتها وجنسها ووضعها الإقتصادي..ولما لم يتحقق ذلك حاولوا إسقاطها من خلال مضامينها التي إتهموها بالفردية والرجعية والضيق..

تظل علامة مضيئة سواء في قصائدها التي كانت ميدانا خصيبا ترعرعت فيه عشرات المواهب أو في دراساتها النقدية التي استمرت فيها المناهج الداخلية المستندة إلى أفضل ما في تراثنا النقدي والبلاغي.

ثابت الآلوسي


لم تكتب القصيدة في حياء، أو شبه اعتذار، أو استجداء صامت لاعتراف ما، بل اخترقت ساحة الكتابة صاخبة، مقتحمة الحدود والأعراف الراسخة، بلا وجل، لتؤسس قصيدة عربية أخرى، تنتهك الذوق السائد والبنية المستقرة والقواعد الراسخة إلى حد البلى، وشغلت النقد العربي – ولا تزال – بقصيدتها (الكوليرا) وكتابها النقدي عن الشعر العربي المعاصر.

نموذج شعري فريد لم ينل – حتى الآن – ما يستحقه من تأمل شعري ونقدي وإنساني، ولو كان هذا النموذج قد ظهر في الغرب لأقاموا له – كل يوم – احتفالية ولأصدروا عنه – آناء الليل وأطراف النهار – كتابا وفيلما ومسلسلا يشغلون به العالم ويفرضونه على الكون، لكنها ظهرت لدينا، لسوء حظها وحسن حظنا.


رفعت سلام

.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس