مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-09-2005, 14:40   #81
يعرُب
 

رد : على إيقاعات .. السامبا !!







ثلاث ليال قضيتها في احد القرى المجاورة لسانتياغو
لم استطع الوصول بسبب الحمى
تمكنت مني .. نخرت عظامي
كنت أسابق الزمن للوصول إلى هناك قبل وصول الفتاة العربية
التي سمعت أنها ستزور تلك المنطقة
تتوق نفسي لملامح عربية لصوت عربي
لكلمات عربية افتقدها
وافتقد ما يربطني بتلك الصحراء الحارة
اشتاق لحرارتها وغبارها الذي ربما هو أفضل
من الهواء النقي هنا ..


أوقفني المرض عن مواصلة طريقي نحو سانتياغو
بضع الكيلو مترات تفصلني

أقف بعيدا عنها
أشاهد أنوارها في كل مساء
أترقب كل طائرة تتجه نحو مطارها

وحلمي أن هناك فتاة عربية ستصل إلى تلك الديار
تفصلني المسافات بينها وبين بوابتها العتيقة
ذات الأحجار البركانية

جسدي قد تركته في تلك القرية وروحي انتقل إلى سانتياغو
تبحث في شوارعها عن رائحة الهيل الممزوج بالبن والزعفران
رائحة الصحراء رائحة ندى تلك الرمال

امني نفسي بمشاهدة حياة الصحراء في عينيها


شدة سواد ليالي الصحراء التي بلا قمر
قد ارتمت على متونها تداعبها نسمات هواء
مالت إلي البرودة ليالي ..
نسامر فيها النجوم ونتغنى بالقمر
وصوت المذياع يتنقل بين الكثبان حتى يرتد
صداه ..
ونشيد حادي العيس يسرح في فضاء تلك الصحاري
يا عيس سيري ولا تميلي
كوني دليلي إلي محمد
والعيس تستاق من غير سواق
تمتد الأعناق إلى محمد

تقتلني الحمى وتزيد من قبضتها علي
تتلوى حول جسدي كـ أفعى افريقية تسمع
مع كل لفة طقطقت عظامي

أنا لست هنا
أنا هناك في شوارع تلك المدينة المحتفلة بقدوم أنثى عربية ..
الشوارع خالية لا أرى أيا من سكان تلك المدينة المزدحمة بهم
أين هم ..

أصحو من حلمي بالوصول إلى هناك قبل أن تحط طائرتها
رجوت أن أكون أول من يستقبلها لاستنشق كل الأهواء
الخارجة مع أنفاسها الملتهبة بحرارة الصحراء

لكنها أحلام تقف عند عتبات تلك الحمى
القابضة على جسدي الهزيل ..
أدركت أنها عذابات سنين و عقاب دهر

نظرت حولي ..
غريب في بلد يبعد عن موطنة آلاف الكيلو مترات
في غرفة مظلمة .. رطوبة تفتت العظام

ما أجمل أحزاني حين أحركها داخل هذه الغرفة الضيّقة
وما أجمل الآهات حين أطلقها لترتد بسرعة
لا توجد مسافات لتنطلق بها

وقبل الغروب بقليل في سماء صافية
تخترق تلك الطائرة العربية أجواء سانتياغو متجه نحو
مطارها ببط شديد كأنها تقف في سماء المدينة
تنتظر قدومي قبل أن تهبط
لكنها أحلام طائرة ورقية في البقاء
في سماء بدت سوداء
تجتمع مع آمالي


وهنا زائرتي قد بدأت تشق طريقها
نحو جسدي تخترقه بدون استئذان أو تنبيه
قد جعلت منه سكنا لها

يأس تلك الطائرة من البقاء في
سماء المدينة قد بلغ ذروته
ها هي عجلاتها تتجه نحو ملامسة أرضية المدرج
تهبط ببطء وتنساق في طريقها نحو
مربضها ..

الظلام أدرك كل شيء
فقط نشاهد أنور تلك الطائرة تتحرك
من على قمة جبل في قرية صغيرة
تبعد بضع كيلو مترات عن المدينة

هناك سوف تستقبل ماريا
نورة العجمي
ومعها تبدأ رحلة نحو الجمال

.
.
انتهى الجزء الأول



يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية




اخر تعديل كان بواسطة » إدارة شعبيات في يوم » 26-09-2005 عند الساعة » 21:03.
يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس