الموضوع: حلم...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-11-2005, 08:23   #14
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : حلم...

.
.
هي أزمة داخلية يعيشها الزوج في كل زمان ومكان .. وستظل تلازمه حتى النهاية.. !
الارتباك يعكس أمنياته في العقل الباطن كما تطرقت له الأخت العزيزة نوره ..
كما أنها لاشك قضية مؤرقة للزوجة .. لأنها دائماً في وضع الأستنفار لأرضاء الزوج ..


الأخت نجديه:

في حياة كل رجل صورة لامرأة مثالية..
وفي حياة كل امرأة صورة لرجل مثالي.

والانسان كما تعلمين يحب مثله الأعلى..
وحين يتخيل هذا المثل يتخيله في أجمل حالاته، حتى ليحوله دون وعي منه من إنسان إلى ملاك في صورته وفي مضمونه أيضا، والمثل الأعلى هو كمال مطلق، لا يغضب، وإن غضب فهو محق في غضبه، ولا يمرض، وإن مرض فإن مرضه مريح، لا يكره، وهو إن كره ففي كرهه عدالة مطلقة، وهو مفعم بالحيوية الروحية والجسدية، وهو أيضا إن لم يكن مفعما بهما فهو يعوض حرمانه بحيوية أخرى لا يراها إلا من يتمثله كمثل أعلى.

حين يحب الإنسان من بعيد دون التصاق مباشر يضع كل صور المثل الأعلى في هذا الحبيب الذي أمامه، ألف رجل لا يساوون هذا الرجل وكلهم في عين غيرها افضل منه، وألف امرأة لا يساوون ظفر تلك المرأة، وكلهن في عين غيره أجمل منها، لكنه الحب..أعمى..لأنه يتمثل المثل الأعلى.

وحين يتم الالتصاق المباشر..تختلف الصورة، القرب يفضح الأشياء المستورة، لا داعي للتجمل لمن احب لأني حصلت عليه، يتحول من نحب إلى كتاب كنا نحرص على قراءته قبلا فلما حصلنا عليه أصبحنا نفكر في قراءته لاحقا…فلم العجلة..؟ الكتاب موجود….،يتكسر المثل..وبالقرب المباشر نكتشف تناقضات من نحب، بين الدعوة إلى المبدأ وتطبيقه في واقع الحياة، وبالالتصاق المباشر ومهما كانت قدرات من نحب لا يستطيع أن يخفي كل عوراته، ولا بد من عورات في الفكر والشعور، عورات كان يخفيها الحب والمثل الأعلى وكشفها الواقع المعاش وظروف الحياة والالتصاق بالأرض بعد الهبوط من السماء.

هل هي نظرة متشائمة؟!! أبدا… إذن كيف نفسر ذلك الحب الذي نراه في بعض البيوت، والذي يصبح اكثر قوة كلما قرب من الارض، وكلما التصق بالواقع؟!! هل نفسره بأن المثل الأعلى بقي كما هو ولم يتغير؟!!بالتأكيد لا..لكن الهبوط إلى الواقع، والتعايش معه بعيدا عن وهم المثل الأعلى يتحول إلى نجاح آخر وينشئ مثلا أعلى أكثر صدقا هذه المرة متى ما اكتشف الإنسان في مقابله كمالات أخرى أولا، وتغاضى عن بعض أوهامه السابقة ثانيا، ثم قدم بعض التنازلات من نفسه ثالثا، ثم بدأ مع مثله رحلة تحويل الواقع إلى خيال آخر، خيال تهون معه صعوبات الواقع، ويرتقي معه الحب درجات فوق درجات.

الخلاصة:
في قلب كل رجل (ليلى)..غير ليلاه..
وفي قلب كل امرأة (قيس)..غير ذاك الذي يسكن معها..
وتلك (ليال) و(قيوس) تكون أجمل ما تكون حين يتحد مثالها الأعلى بواقعها المعاش.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس