مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 01-04-2006, 01:54   #1
سـرَاب
كاتبة
 

(( أحلام ومسافات ))




عندما توقفت ملياً عند شخصية صديقي اللدود رأيت من البعيد ضوءاً خافتاً ينير الممر الضيق المؤدي اليه
فرحت ..
سرت مسرعة في ذلك الممر علني اصل الى نهايته
لكني فوجئت ..
بجدار زجاجي سميك يصعب اختراقه يقف خلفه صديقي حاولت ان انفذ ببصري الى الداخل رأيته قادماً نحوي و على وجهه ابتسامة لم افهمها
اقترب اكثر .. و قرّب فمه من الزجاج العازل بيننا .. ذهبت بي الظنون بعيداً
ذهلت مما فعله ..
بث انفاسه العطرة على الزجاج الصقيل ليثير بها موجة من الضباب الكثيف يختبأ خلفها ليبعد نفسه مجدداً عني
تسمرت .. لما قد يفعل ذلك ؟
استجمعت كل قواي و سألت نفسي ..
هل كنت واهمة و انا اقف امامه مأسورة بشخصيته المختلفة .. ؟
هل كنت متأثرة بعامل الزمان و المكان و منساقة بنزعات شخصية و احتياجات غامضة ملحة .. ؟
هل كنت مرتبطة بما كان يسيطر علي من حاجات و ميول .. ؟
أليس اذا اختلفت احتياجاتنا حسب الزمان و المكان تكون عندها احتياجات آنية تزول بزوال مسبباتها .. ؟
عريت نفسي تماماً امام نفسي و لاحظت ..
اني لم اكن متأثرة باي ظرف زماني او مكاني و انا واقفة اتفرس في صديقي اللدود ..
راقني ما توصلت اليه و عرفت اني لم اكن مخطئة و عرفت ما الذي حرك قلبي و بماذا حلمت
و اني كنت امشي خطواتي بهدوء و انتباه
فمن الممتع ان يتوقف المرء بعد كل خطوة يخطوها ليرى الاسباب التي دفعته اليها و الغاية منها و ذلك قبل ان يواصل سيره الى الامام
و عرفت انه من الجميل ان يملك الانسان رؤيا .. فالرؤيا لا غنى عنها فهي التي تقود المرء و ترسم له الهدف و توقد النار في الداخل و تدفع الى الامام
ارني شخصاً بلا رؤيا اريك شخصاً لا يتحرك و لا يتقدم الى اي مكان و في احسن الاحوال .. تكون حركته دائرية
فالرؤيا الحقيقية طويلة الباع ..
و اذا كانت رؤيانا تنبع من داخلنا فعلينا ألا نجعلها محصورة في اطار قدراتنا المحدودة
فالرؤيا ذات القيمة الحقيقية ينبغي ان يكون الله في قلبها فهو وحده يعرف امكانياتنا و قدراتنا




أرق تحياتي


اخر تعديل كان بواسطة » سـرَاب في يوم » 01-04-2006 عند الساعة » 02:43.
سـرَاب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس