مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-04-2006, 15:06   #5
المجلجل
المنتهي قبل البداية...!!
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ المجلجل
 

رد : ثلاث وصايا إلى صغيري محمد ..!

لكي يطْرحَ النَّخْلُ ظِلاًّ
ينامُ به المُتْعَبونَ نهارًا
عليكَ سقاية كلِّ الفسائلِ في قريةِ الحزنِ
قبل الرحيلْ !
فخذ دلْوَ جدّكَ
صُبّ على الأرضِ ماء َانتظاركَ
تشربُ منهُ العصافيرُ عندَ المقيلْ !!
وحين تزورُ المدينةَ
تختارُ من ضوئِِها لونَ عينيكَ
فازْرعْ على بابِها الدائريِّ النخيلْ
سيمرقهُ المتعبونَ نهارًا
يدوخونَ في ظلِّ نخْلِكَ ..
يسْتحْلِبونَ الكرى المستحيلْ !!


***

بنيّ الصغير وهبْتُكَ صوتي
فخذه إلى آخرِ الجرحِ
نادِ بهِ هدْأةَ الوقتِ .. في شفةِ الصامتين !!
فإنِّي تمرَّدتُ حتى وهنْتُ
وقلتُ إلى أن تركتُ فمي عندَ بابِ التسوِّلِ
يسْتعطِفُ الحزن للضاحكين !!
أنا أوَّلُ الرَّاحلين .. وأنتَ المُقامُ
مكانًا لصوتي الذي ضاقَ منهُ الترحُّلُ
بين الصراخِ وبين الأنينْ
وهبتكَ صوتي ..فقل مثلما شئتَ
يأخذني الذنبُ فيهِ .. وتمحو
ويأخذني الموتُ فيه ..وتصحو
ويلجمني الجرحُ فيهِ
فلا أسْتكينُ ولا يستكينْ !!

***

بنيَّ الصغير
إذا خانني الوقتُ
وا كتضَّ صيفُ الرِّمالِِ على صدري الهشِّ
واستنشقتني أنوفُ القبورْ !
فكن مثلما كنتُ ..
حينَ رمقتُ أبيْ
يصبُّ المياهَ على نخْلةِِ الدَّارِ
يخصبُ أعْذاقَها للطيورْ ..!
ويقرئني ( سورةَ الفجْرِ )
يهجسُ بي صوتُه كلَّما
حطَّ في نخلةِِ الدَّارِ عصفورُ نورْ !!
فماتَ ...
ومازالتِِ النخلةُ الآنَ تشربُ من ماءِ ِ عينيَّ
تسألني سورةَ الفجرِ
والطيرُ مازالَ بكْرَ الحضور ..!!

***

بنيَّ الصغيرَ ..
وهذي المساءاتُ ممتدةٌ بيننا
والشواطئُ تسألُنا ( أيننا ) ؟
والمساءُ انكسار ..!!
فكن مثلما كنتُ ..
حين تكوَّرتُ في حضنِِ أمي ..
تمددتُ بين مساماتِ راحتها المستضيئةِِ بالطُّهرِ
حتى امتشقتُ المدارْ ......!!
ستأتيكَ أمي على راحتيَّ
وتأتيكَ أمُّك في ساعديَّ
ويأتيك .. بعد الظلامِ النهارْ ...!
فكل المواعيدِ منقوشةٌ في فضاءِ العيونِ
وكلُّ الذي ظلَّ يجمعنا ..سوف يبقى احتضارْ ..!
وتبقى كما أنتَ
إن مُتُّ
أو عدتُّ
أو ..فرَّقتنا الديارْ
قصيدةَ حلمٍ تماهيتُ فيها
فصارتْ ..جميع الدواوين عندي ...
انتظااار ..!

.
.
.
الوافي...
لا املك سوى الصمت فهو صوتِ حين اعجز عن التعبير...
ارجوك أقبله تعبيرا عن روعة ما كتب هنا...
.
.
.
الوافي شكرا...

التوقيع:
آخر الحديث /
أفهم جيداً بأنّ
الحب قدرٌ يأخذنا حيثُ يشاء ..
لكنّني لا زلتُ أجهل
لِمَ يأخذْ أحدنا .. ويترك الآخر!!
.
.
.
طفلة ذاك المساء..
المجلجل غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس