رسالتي الاخيره
اليوم قررت أن أكتب آخر مشاركه لي
ولكنها ليست كتلك السابقات من تلك الفتاه التي أضناها الغياب ..مزقها السفر..وبعثرها
الجحود على كل محطات الصبر والالم
رسالتي اليوم صدق يملئني تساؤلآ...
وحنين يملئني خوفآ..
وحبا يملئني شقاءً...
رسالتي اليوم أرحل فيها أنا ...
هذه الرساله هي آخر ما أسطر في مواسم التي منحتني دون أن تعرف بيتآ دافئآ
لافرغ فيه كل مشاعري عندما عجز أقرب الناس لي أن يفهمني أو حتى أن يسمعني...
شكرآ لكل الاصدقاء..
لكل من أسعدني بصدق أحرفه..
وشكر كبير لكل المشرفين الذين أحتضنوني بكل الحب والاحترام ...
الموده والتشجيع ..
وأعدكم جميعا بأنني سأكون متابعه نهمه للجميع
وخصوصا تلك الأقلام التي أسرتني بدفئهاوصدقها
سوف أكون دومآ بالجوار...
سوسو
سيد الرحيل
الآن ياسيدي وبعد أن رحلت أنا
أســألك...
ترى هل أيقظك الحنين من نومك ذات ليلة فزعا لتجد انه لاشئ حولك سوى اختيارك لدروب ملئها الفراغ .....؟؟
أسألك...
هل استسلمت لآنينك وبكيت كثيرا وأمدا طويلا حتى شعرت ان الموت يمسك بيدك ولكنه لايشفق عليك فيهجرك صارخا في حضن الأحتضار.....؟؟
أسألك ...
هل فتحت دفاترك المغلفة المنسية تحت غبار الحجود وقلبت الصفحات بحثا عن إمرأة كانت تعيش بك وبها....ثم تسائلت إن رحلت هي أم انك انت من رحل وتركها لإنتظار بلا موعد...بلا أسباب وبلا حدود...؟؟
أسألك...
هل تفكر في لحظات الوداع الذي لم يتم ..؟؟
هل تذكر حين قررت الرحيل...وقطعت تذاكر الغياب...وأرتديت حذاء البعد... ورحلت تاركأ خلفك إمرأة تبكيك حتى أغرقت دموعها الباقي من أيامها ....؟؟؟؟؟؟
أسألك...
هل تذكر انها كانت تسكن دمائك وتدفأ نبضك فقادك عطش حنينك لبئر حنانها لتجده و قد جف...؟؟؟
أسألك...
هل امتطيت خيول الشوق وخرجت تبحث عن أيامك المفقودة في زمانها الماضي...في سراب صحراءك القاحلة...في غروب سمائك...؟؟؟
أسألك...
هل قطعت طرقات الضياع بحثا عن دارها ...هل سابقت جنون الرياح لأيامها وتمنيت حينها لو ان الزمان يهديك لو ساعة واحدة من ماضيك....من قربها وحنانها...؟؟؟
أسألك...
هل طرقت باب ذاكرتك في كل عيد....في كل زحام....في يوم ميلادك....رغم كل من حولك.
هل استحضرت وجهها الحزين عند الرحيل...وقلبها المرتعش رعبا من الوداع...؟؟؟
هل أدركت...
انك قتلتها بسكين الوداع الباردة... أم ادركت الآن انك قتلت هواك في إعماقها...؟؟هل تسائلت من أجرم في حق الحب أنت أم رحيلك...؟؟؟
أسألك
هل فتحت رسائلها يوما ورأيت ماكان من مشاعرها لك...
هل سمعت نداء حروفها وبكاء كلماتها...
هل عذبك صوت الآنين يصرخ من بين سطورها...؟؟؟
هل تسائلت...
ان كان دفء كلماتها الذي ملئ اوراقها لك يوما مازال ينبض بداخلها..؟؟ ام ان رحيلك وبعدك قد اسكتها..اخرسها ... ثم أماتها...؟؟؟
سيد الرحيل....
الأن يا سيدي ترحل من جديد..... ولكنك ترحل إلى همها ....إلى الشوق لها...إلى أرض بكائها..الى كل سؤال حيرها....
ثم تستوطن أرض الاحتضار.... فتذوق في كل لحظة من الباقي من أيامك ....موتها .
سوسو