مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-08-2006, 01:19   #3
كوثر
شموس لا تحدها سماء
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ كوثر
 

باقات وعودٍ لا تفي

-درويش الحارة يحكي قصته كل مساء الى الساقية التي تأن كل مرة تسمع فيها ذات القصة ..كانت الوردة مشكاة روحه وكان الطير الوحيد الذي يظلل ضوءها في ليالي الحب السمراء..سافر ليجمع بعض لؤلؤٍ يليق بجيدها..سمعوها تغني على الشاطيء كل مساء:
( يا مركب المار ..
دخانك علينا عود..
الطف بحالٍ توده يوم زريف عود..
ان كان أصلك زكي وانك من أهل العود..
عاود علينا فرد ساعة ما نريدك سنة..
حنا رفاقة وطرادة هوى..
بس انا نفعك لغيري وهمك شايله بس أنا..
عند الشدايد يبين لك رفيقك عود)*

وعندما عاد بعد سبع سنين -حفظ فيها الناس كلهم نهمتها التي أعتقدت أن صوتها سيصل الى قلبه رغم الريح وداكن الغيم ومسافات المحيط الشاسعة- وجد تلةً مستحدثة في الناحية التي تقف بها..قالوا له أن حبيبته هنا..ألبس القبر عقود اللؤلؤ وراح الى الساقية فسمعها تغني ذات الموال فأخبرها قصته فغنته ثانيةً..وكلما أراد أن يسمع صدى صوت حبيبته..باح للساقية فتدفق ظمأ الماء وصدح موالٌ مُعتاد في الناحية تلك.

* موال أو ما يُسمى بالنهمة لا يُعرف كاتبه أو مغنيه يتداوله البحارة في الخليج ليقطعوا به وقت السفر وتردده نسائهن في الإنتظارات كتعويذة جلب ويُقال ان من ألفته عاشقة لبحارٍ يعمل لدى النوخذة أبيها وانها منحت حق غنائه للفتيات الصغيرات لأن في زمانها وربما زماننا أيضا كان الحب عيباً يستوجب الذبح.

التوقيع:
هو نهر الفردوس.. أو هو اسمي.. أو هو أنا.. كوثر.
أرفلُ في نعمةِ الغفران،
مُحلقةٌ في غيمةِ ود.
كوثر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس