الموضوع: في إتساق النبض
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-08-2006, 01:11   #3
كوثر
شموس لا تحدها سماء
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ كوثر
 

ورقص ٌ آخر

أحاول إقتناص لحظة الفرح الهاربة..أنصب لها الأفخاخ..لا أدعها تذهب الى ما يُعكر الصفو أو ما يسحب المزاج الى دوزنةٍ أخرى..أتفرغ من كل التواريخ القديمة وأرضى بان أكون معبراً بين غايتين ..أجربت معي ..جرب الآن ان نرقص في الممرات المزدحمة..وبينما أنا أُحلق وأحكي لك تفاصيلي..ركز أنت على الإشارات..حاول ان تعرف الطريق الصحيح ولا تأخذك جنية الليل الى تيهٍ لا تعود منه..وتنبه لهذه الطبقات التي تتكثف بيننا..فإن حاولت ان تطير..لن تتمكن من الذهاب للغيم..لأنه سحري ..ذاك الذي تعرف ..سيثبت قدميك ها هنا ويلقيك في حضن لجنية أخيرة..هي كل ما تبقى من الأرض السابقة..لا ..لا تحاول ان تتعرف على الملامح المخبوءة في الداخل..لن تُجيد القراءة ستُنهك عينيك المسكينتين ولن ترى..للرؤية ثقب لا يستدل عليه الا الخاصة ..وأنت بعد لم تستطع الإنضمام للجوقة في العزف..تدرب على آلة ما..حاول ان تسترضي الوتر المشدود ليلين بين يديك ويمنحك سره..نعم لكل الأشياء اسرارها..أما سري أنا فعصي وبعيد..يسكن مجرات كونية ويستطيب السهر في ليالي التمام لينشد مقطوعة حُرة لا ترقص على انغامها الا حورية من ضوء..لخصلاتها وقع السياط على القلب من ولع العطر المنبث في اللفتة..ولأعطافها ما ينافس ميس الرياحين في ليالي الصيف المنتعشة بنسيمٍ رطب..أتعرف..هذا اليوم ..اليوم بتاريخه المُخترع له أو الممنوح..لا فرق كبير..يومٌ مُرهق وحميم..قربت فيه مني..ومنك أيضا..على هوى اللحظة ترنمت ضاحكة..لجرس البسمة الفرحة ما أنزل نجمتين لجبيني..وغنيت..أنشدت لحناً حزيناً وتفاجئت..كنت قد قررت ان افرح..لِم أتى اللحن حزين..وعرفت..اننا لا نكون الا نحن..وإن دوزنتي للوتر لم تاتِ على هواه فتمرد عليّ..أعلن العصيان..وقبلت كعادتي حين اُجابه بالألم ..لا أملك الا الصمت..أبتلع غصةً وأهادن..أترايّ نجحت في تَصَنُع اللامبالاة..أم انني رقصت على الوتر حتى سال دم قلبي الذي لا يراه احد ..فلم يشعر به..ألا يعرفون الناس الا ما يروه..لذا تعطلوا عن النور كثيرا..

التوقيع:
هو نهر الفردوس.. أو هو اسمي.. أو هو أنا.. كوثر.
أرفلُ في نعمةِ الغفران،
مُحلقةٌ في غيمةِ ود.
كوثر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس