الموضوع: كمائن لا تُرى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-08-2006, 20:36   #2
كوثر
شموس لا تحدها سماء
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ كوثر
 

فخٌ من تعب

كل الهواء لا يصلني لو تعلم..تشبثت بقشة قلبك لأحياك طويلاً ..ليس خيانة ً لي أن أكونك..أتكون بك..بل أنه التوحد الشفيف بنظرة عينيك في الدهشة الساحرة..أنا على ضجري اغني الآه موالاً مؤاتي للذين ذهبوا وماعادوا سريعا..كنا صغاراً نحاول أن نمد اليد ونحتضن الفضاء..كانت الأحلام أكبر من تخيلنا وكنا نُصدق الأساطير التي تخبيء أقمارها في مناماتنا الصيفية..لم تكن النجوم تعنينا بطوالعها..بل هي محض كوكب مُشع ..أو لعبة أخرى نعاند في تعدادها غير آبهين بتحذير امهاتنا من نثر الثآليل السوداء على كفوفنا البضة..
أتعتقد يا عمري الذي ما ودعته الا للقيا ستكون أننا حقاً كبرنا..أتظن أن الملل إذ يغتال روحينا يجرف في طريقه قلبين من فضة..؟
لا يا فرحة القلب ..بي تعبٌ مني ..وبي بعض ما بك من لوعات غياب نتقيه..وبي كل ما لا تتمناه لي من خوف يؤثث ذلك الغد الوحشي مرتديا سحائب قدرية من عتمة لا تُرى..بي ماء كثير يفور للاعلى ويناديك أن اقبل لتتفجر ينابيعي الحرى..لأكون أنا..
أتعرف أيضا..جلست على حافة الوقت -كعادتي أبداً- لم أبالي بقصور الظل عن رمحٍ قديم..ذلك الشاعر المسكين ينادم النهارات بطيفها كي لا يؤوب الى جنونه..وينام كي يحظى بطيفٍ عابرٍ من وجه ليلاه..أتمنيت خلسة ان أكون تلك الأنثى التي فتنت عقل الفتى واذهبته..لا ..حتى في أعتى أحلامي قسوة لم يداخلني شعوراً بالتيه داخل محارة صلبة كمدارات الجنون التي لا يرجع منها أحد..
كل ما تمنيته الليلة أن تكون لدي..أهذا كثير..صدرك يحتضن تعبي..مللي..تساؤلات النسوة المُشفقات على ذواتهن ..كأنما عبأنني بهمومهن جميعاً..بتُ أثقل من المكان ..أكبر..أبعد..تحولت لمنطادٍ منفوخ بهن..وجهي لم يعد وجهي..ابتسامتي التي تعرف غادرت في رحلةٍ صباحية ولم تعد..أيكون العالم قد اختار المكوث بأوجاعه الغبية زمناً أطول
..
ماذا سيبقى للتاريخ يا وطن قلبي أنت..ألم نزل نشرع نوافذنا لخيبةٍ تلو أخرى ونغني..أيُوجد بعد جسوراً لم نعبرها للألم والموت والعبرات..ماذا سنخبر الأطفال يا حُبي..أكنا هاهنا أموات في جلدٍ حيّ..أم أننا على هامش التنظير كتبنا رأينا شططاً وغادرنا بذنبٍ أقل..
لو مس روحي عصفور صغير لأنتفضت مغردةً بلحن حزنٍ لا يجوب الكون بل يرحل اليّ..سأغمض عيني اليوم عن مرآة أحلامي التي كانت كي لا ارى الخذلان يمتطي ملامحي متشدقاً مرة اخرى..لربما وجدتُ فيّ بعض ميراث طفولي شجاع لأخرج بعض ما بي وأموت

التوقيع:
هو نهر الفردوس.. أو هو اسمي.. أو هو أنا.. كوثر.
أرفلُ في نعمةِ الغفران،
مُحلقةٌ في غيمةِ ود.
كوثر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس