الموضوع: كمائن لا تُرى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-08-2006, 20:53   #7
كوثر
شموس لا تحدها سماء
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ كوثر
 

فخ الظمأ

جلستُ الى الكتابِ أرقب درجه الوهمي يعبر به الى فتىً يمد تواريخه الجوهرية على بساطِ الوقت ، يغتال فيروز البحار العالية في فص خنجر يلوح به راقصاً في غائمٍ وخفيف. الوردة الظمأى تبرأت من شوكِ وحدتها وراحت لعناق شفتيه من فرط إهتواءٍ وولع، هنا في زاوية الظل المُشتعل بالخطايا البيض، أغنية ترددها العذارى في ليالي الربيع عساهن يظفرن برفقة أو تؤثثن ذكرياتهن القادمة على صدرِ فتىً يناور الخنجر عن فضته ولا يرضى الا باختزال البحر في فصٍ يُعلقه على غرة الأسمر المُلتاع في فضيحةِ التكوين وقصوره عن تمامه كل آن.

وجلستُ أرقبها تمد يدين من قمحٍ مُذهب للفضاءات المعتقة بسُكرِ من ثملوا قديما في متاهات صحراءٍ غربية، تُخفي أخبارها ببراعة انثى تراوغ الخيانة دمها منذ الشفق الأول ، وحتى الغسق الأخير، فتنةٌ هو الوقت الذي عبر بها حولنا ، تهيم بجسدها الضخم كرابيةٍ مثمرة، تتدلى من أذنيها في الإلتفات خميلتي عنبٍ مخمورٍ بذاته ، بريءٌ من إضافات الحياة،ينساق الى صدرها كرز السفوح الجليدية القديمة ، تراه منتصباً وقائم لعبادة الجيد الملتف بآيات الذهب من معدن الغواية الأولى ، لم يَجْنِهِ أحدٌ من الإنس ولا الجن ولا ذو جناحٍ مرّ به، ظل عفياً -كرزها الأسمر - ذاك المحمر في شدٍ وجذب ما بين آه السحر في المعتق من يواقيتٍ قانِية وما بين اكتناز الأزرق المكشوف لصقيعٍ لا يُبارى..
ظمأها حيلة الريح للثرثرة حول عطرها، خديعة التكثف للتثني حول شفتيها، اختلال الخرائط في تحول أنهاراً من الأماكن كلها الى مكمن التقبيل منها، رائحة الجنون العصية خلف التلال المهجورة والسهول التي تنحاز للطرائد وتغتال صياديها تباعاً.
لظمئها ما يبذر السعي بين دربين ويوصل المدائن، يلقاه الوراقون على رف الكتبِ المُهملة ككشف، ويجده المتبركون بالأولياء كخرقةٍ خضراء معلقة بباب ٍ له شباك من ذهبٍ وفضة تتحول لحمامةٍ من نسل زينب الأولى تطوف بالرحمات أقصاع البلاد ثم تعود في الآن ذاته خرقة معلقة على باب الأمل.
لا هو يراها ولا هي تراه..هو في الرقص المؤطر بالموت ِ على حافة الفيروز وهي الى الظمأ..
وكأنما هنالك من يضحك كثيراً خلف المشهد ، سيُغلق الان كتاباً ، ويعود حيٌ من وراء حجابِ الغضب الحبيس ، ينفلت من قمقم الآن ويهدر في شموع القتل اغنيةٍ خؤون ويغادر.

التوقيع:
هو نهر الفردوس.. أو هو اسمي.. أو هو أنا.. كوثر.
أرفلُ في نعمةِ الغفران،
مُحلقةٌ في غيمةِ ود.
كوثر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس