الموضوع: كمائن لا تُرى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-08-2006, 13:45   #11
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

Misty River Retrieve

"قرأتُ" قبل زمن بعيد لوحةً ساحرةً بالأبيض والأسود لنهرٍ غير هادر، وضفافٍ لا تُرى، وأشجار كالظلال، وغيم في السماءِ وفي الأرضِ وفي المنتصف! نهرٌ ضبابيّ إلا قليلاً. فسحةٌ بالكادِ تنفذُ منها العين/ الرأس لتقتنص شيئاً من رؤية. كُتب في أسفلها العبارة الظاهرة في العنوان. هنا. ويمكن ترجمتها بما معناها: "تجلّي النهر الضبابي!"
لمحتُ تلك اللوحة هنا. في أكثر من نص. وخاصة في النص الأخير "فخ قلب النبات".
في اللمحة/ القراءة الأولى، لا يهبك النهرُ عدا الضباب. في الثانية، تكادُ تنفذ إلى خطوط النهر الأولى، في التالية، تكتشف الماء. ثم مقابل إصرارك، ينحسر الضباب، ويتجلّى النهرُ لك. كما هو، كأنما أطلّت الشمسُ من خمارِ غيمة، أو هبّت ريحٌ مواتيةٌ ففرّ الضبابُ إلى أفقٍ غير هذا!
يشاء "نهرُ الفردوسِ" أن يُمعن في اقتفاءِ الصورة. أن ينهمك في غزلِ التفاصيل. أن يُسلِمَ اللغةَ للمخيّلة. أن يطوّع الحروفَ لمسارِ المشهد.
تقرأ. تتعقّبُ الومضات سريعاً لتصل إلى صورةٍ مكتملةً في إطارٍ مكتمل.. تحدّق لحظةً في الأناملِ المشغولةَ في نقشِ كمّ وردةٍ، تغمض عينيك، وتريدُ إلا أن تشرعهما قبالة سجّادةٍ بألفِ وردة!
فيقول لك "نهرُ الفردوسِ": مهلاً!
يتلو عليكَ كلمةَ الربّ الخالدة "اقرأ".
وإذ تقرأ، وتقرأ، تورقُ الممرات، وتضيء المعابر. ويحتشد بهو اللغةِ بالبيانِ وعطر الكلمات.
عندها تلومُ تعجّلكَ الأول، تثني على ألق المكان، وتمتنّ للنهر وللفردوسِ وللمدادِ الثريّ وللكوثر الخلاق.
......................
مجرّدُ فكرةٍ ساقتها نصوصكِ الرائعة، المختلفة، سيدتي المبدعة "كوثر"
شكراً لنهرك سيدتي
شكراً للارتواء.


التوقيع:
يَا امْرَأةْ
بَيْنَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيْفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيْقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
محمّد الثبَيتِي
عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس