مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-06-2007, 07:41   #10
نورهـ السبيعي
علبة ألوان
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورهـ السبيعي
 

رد : ثمن رحيلك = حزني !

قراءة لتصميم : ثمن رحيلك = حزني !
الكاتب والشاعر السعودي : محمد صلاح الحربي


ستظل ذات الفن أكثر من تدفع من أعماقها الثمن
في كل أحوالها وحالاتها الحياتية ..
أحوال الحب ، والفراق ، والخيبة ، والفقد
وحالات الفرح والحزن
وذوات الفن كثيرة متنوعة ..
إنها ذات الشاعر، والموسيقي، والرسام والمصمم
وأفكر بأن كل من يتعامل مع الحياة بشفافية
بفهم ووعي مغايرين للبائد وللسائد ..
وبأفق فكري منفتح على فنيات الحياة الرحبة
وكل من يعيش برومانسية حياتية
ومن ثم يظل يتعايش مع الواقع الصادم بخيال مضاد
فإنه يمتلك ذات فن تقرأ وتكتب في كل لحظة..
ليس عبر القلم والكتاب تحديداً
وإنما لكل نبضة ولحظة وومضة وكلمة ولمسة ونغمة
فماذا عن ذات فن نوره السبيعي ؟



هنا في هذا التصميم البديع
والذي يمكن اعتباره تصميماً شعرياً
بدون أن تتداخل قصيدة معينة في تحديد أبعاده
يمكن ، في تصوري ، أن نقرأ الكثير
عن الذات الفنية لمصممتنا المبدعة ..
وهو تصميم وإن لم يكن من أكثر تصاميمها
التي أعجبتني من حيث الحرفنة الإبداعية القارئة
فإنه من أكثر تصاميمها التي أعجبتني كثيراً
من حيث الحرفنة الإبداعية الكاتبة ..
وحيث أرى أن نورة السبيعي هنا تمارس فنية شاعرية
فإني أعني بأنها لا تمارس العكس ، أي الشاعرية الفنية
وذلك لأن تلك تذهب مسبقاً إلى حالة مقابلة ..
في حين أن هذه تنطلق من حالة ماثلة في الفنانة نفسها.
:
:
ينفتح المشهد على طيور غير واضحة جيداً
إلا من خلال اللون والحجم ..
فهي سوداء اللون ،وهي كذلك متقاربة الأحجام..
وتلك هي الأشجان التي تظل تتطاير
فوق رأس جسد قلب الفقد ، أو في باله ..
هكذا أراها ، وكنت قد أحسست بها
تفر من رأسي وتملاْ السماء ، وتعود إليه
في حركة مستمرة تجعل الأمكنة مأهولة بالإحساس،
في نفس الوقت الذي تبقى فيه الأمكنة تلك خالية موحشة.
:
:
ولأنه كلما وجدت الموهبة المتأصلة
وجد الإبداع ومن ثم التمكن من تجسيد الحالة
فإنه لابد ، والحالة هنا حزن الفقد ، أن توجد الرحابات
في امتداد الأفق المقابل المهيأ لانطلاقة النظر فالهواجس
ولابد أن يوجد البحر ذو الموج القريب من اليابسة،
وهو التعبير الدقيق عن حالة ارتداد النظر مغرورقاً
وحيث يكون حينها هو والقلب في حالة توحد
فإنه بالإمكان أن تكون العيون هي القلب
وتكون الدموع هي النبضات المتدفقة ، أو العكس..
:
:
أفكر بأنه دائماً ما يكون للرمال الناعمة
بجانب الشواطئ البعيدة الوحيدة
رمزيتها الطاغية عند استخدامه فنياً وبإتقان
و الرمال حتى وإن كانت بجانب الماء
فهي تظل تمثل الظمأ للماء، لأنها النقيض التام..
لكنها عندما تكون بجانب البحر تحديداً
فهي تجسيد لحالة الظمأ للإنسان الذي يعنينا
وذلك لأن البحر يظل يعني ما هو أكثر وأرحب
من كل ما تعنيه الرمال أو الصحاري،
وإذ يكون الغرق ، الفراق ، فهو التيه والوحشة والرحيل
وهي بعض المعاني التي يمكن اقتراحها للبحر
كلما كانت الحالة الإنسانية تداعياً حزيناً أو شجياً ..
:
:
وبما أن العلاقات الإنسانية قد تكون أشجارا خضراء
أشجار مثمرة ذات حيوات جميلة بتجذر عميق
فإن تلك الأشجار تؤول إلى اليباس
في كل الحالات التي تعاكس الحياة الجميلة
بالعلاقات الإنسانية الجميلة..
إنها كما الظمأ الذي يسري في جذور وعروق الشجرة
وشيئاً فشيئاً يحيلها إلى مجرد فروع وأغصان جرداء
فماذا عما هو موجود هناك
-في تلك الحرفنة الإبداعية الكاتبة الماثلة أعلاه كحالة-
إنها فقط ظلال الأشجار الجرداء اليابسة ..
وفي ذلك رمزية أخرى ذات حساسية يقظة
وما يمكن أن نقرأها فيها هو إيحاء عن يباس علاقة
لكنه يباس لا يؤدي إلى موتها ..
وإنما يبقيها دائماً كما لو كان انتظار سرمدي..
وليس واثقاً من أن تزيل الشمس الظلال
ولا مؤدياً ليقين من أن صورة القمر المتواري
- كرجاء بلقاء قد لا يتحقق إلا عبر حلم -
الماثل في صدر الصميم/التصميم ..
من الممكن أن يكتمل نوره ..
و (الشمسية) وقد تعني محاولة ظلال السلوان
لن تحول بين القلب والقيظ
وهنا فقد إكتمل ضوء إبداع نورهـ .

صحيفة العين
http://www.thamer.ws/inf/articles.ph...on=show&id=126

كل الشكر لأستاذي القدير : محمد صلاح الحربي

التوقيع:
نورهـ السبيعي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس