الموضوع: دَوْزَنَة..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-11-2007, 01:54   #7
قِصّة
كاتبة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ قِصّة
 

زائر الفجر...


.
( عند الصباح يتلون الشفق بلون ذهبي، والشمس تتهادى مختالة في صعودها نحو كبد السماء. وعند الغروب يتلون باللون القرمزي، فيبدو وكأن الشمس حزينة لوداعها من كانت تشرق عليهم.

كنت مستلقياً على العشب الأخضر في فناء المنزل، أراقب غروب الشمس حين غط سرب من عصفور الشوك على السياج المحيط بالحديقة غير آبه لوجودي، أخذ يغرد، أو قل يزغرد، وكأنه جوقة نسائية في عرس قروي. سمعت عمتي زغردة العصافير فخرجت من المنزل على رؤوس أصابعها، وجلست على حافة السطيحة حاضنة ركبتيها بيديها وعيناها شاردتان في السماء حيناً وفي الزقاق المؤدي إلى المنزل حيناً آخر، وكأنها تنتظر قدوم أحد تأخر بقدومه. ولما لا؟ فهي رغم أنها في العقد الثالث من العمر، ما تزال تبدو كصورة العذراء مريم التي يخبئها جدي رحمه الله في قعر صندوق خشبي حتى لا يراها أحد. أفنت عمتي ما مضى من عمرها وهي تعتني بي دون إهمال واجباتها كمدرسة للغة الإنكليزية في ثانوية القرية. )
.
رواية سلسة من النوع الذي يأبى أن تتركه دون أن تتمه ..

لا أعرف مالشيء الذي شدني إليها أكثر , هل هي تلك البساطة في طرح موضوعها فلا يحتاج القارئ إلى ذلك العصف الذهني الذي نمارسه عند قراءة أغلب الروايات للتوصل إلى مغزى كل جملة في ظرف دقيقة تفصلنا عن الإنتقال للجملة الثانية .

أم أنّ ماجعلها مشوقة هو ذاك الإسهاب في وصف الطبيعة والتغني بجمال القرية وبساطتها ودقة تصوير الحياة فيها فكأن عين القارئ تتلمس جدران البيوت وتتفحص بضائع الدكاكين وتضحك لاهتزازات الراقصين في الساحة العامة .

تتكلم الرواية عن اجتياح هتلر للإتحاد السوفيتي , مصوراً الكاتب الحرب بكل ماتحمله معها من بؤس وموت فقر ,,
ولكن يتجنب الإنغماس في الحزن , فيخلط كل دمعة منسكبة بضحكة ترتسم في ذات الوجه ,,
يكتب الحرب والحب كشيئان متلازمان ,, وكأنه يقول بأن كل منهما اجتياح لا تعلم متى يُشن عليك ,, أو كأنه يقول لا شيء يقف دون الحب أو يلغيه ..

الرواية من تأليف : نوبار دو مبادزة .
وترجمة : علي الحداد .

التوقيع:
إننا نخجل من كل ما هو حقيقي حولنا؛ نخجل من أنفسنا ومن أقاربنا
ومن دخلنا ومن لهجتنا ومن آرائنا وتجاربنا تماماً كما لو أننا عراة
*

*برنارد شو

اخر تعديل كان بواسطة » قِصّة في يوم » 30-11-2007 عند الساعة » 02:06.
قِصّة غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس