[عَـروب التميمي]

منذ أسبوع كتبتها هنا .. ولم تقوى يدي على إرسالها لقلوبكم ...

هي ليلتك السادسة في قبرك .. وكأن يوم مماتك لم يمر علي .. أنا تلك التي طالما دعوت أن يكون يوم مماتي قبل يومكما
وهاهو يومك يا أبي يسبقني .. لم اتخيل في يوم أنه سيمر علي .. وأن راودتني نفسي تخيله كنت أزجرها بدعائي ذاك
وكان يومًا أكبر وأشد وأعظم حزنًا وألمًا ووجعًا وكمدًا .. أرحلت يا أبي حقًا
يا الله لم أج رائحته في ثيابه .. بحثت عنها في كل مكان في كل زاوية في كل
ركن.. و لم أجدها !!
عيناك تلك لم تبارح مخيلتي وهي تنطق بما عجز لسانك عن النطق به على فراش مرضك .. يا أبي احتاجك احتاج حضنك اشتاقك .. صوتك يدوي في أذنيّ : وين الأم ؟ آه يا أبي هاهي الأم تبكيك تشتاقك تتمنى تقبيل عينيك
13 عامًا يا أبي نرفع أكف الدعاء في كل صلاة .. في كل شعيرة .. في كل مشعر : أن اشفه وأذهب البأس رب الناس ,, 13 عامًا توجعتَ تألمتَ وتحملتَ
لم يحس بوجعك كائنًا من كان ..

يا الله يا أبي ليتك تعلم كم من الأفواج جاءت لتعزيتنا في فقد الكريم الطيب الخيّر ..

كثير هنا وكثير وكثير يعتمل في القلب يا أبي .. لم يكن فقدك سهلاً ولم أصدقه
حتى اللحظة .. أنت مسافر وستعود لي يومًا .. اترقب نور وجهك في أي ساعة يشيح في وجهي .. كيف لي أن أعيش دونك يا أبي .. من سيحل محلك .. من سيعوضني كلماتك .. حنانك .. قلبك .. نظرة عيونك .. لمسة يديك
فقدك جلل جلل والله جلل

كل ما اتمناه دعوة قلب صادق لمن يمر من هنا له برحمة ومغفرة عرضها السموات والأرض .. وجنات نعيم .. يكون فيها في جمال يوسف , وأنهارًا جاريات

كلمة شكر : لتلك الغالية الأخت الحبيبة التي لم تلدها أمي الـ صَبا المنذر
أحبكِ جدًا