مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-09-2008, 07:53   #14
بابل
أديب
 

سيرة ساديّة

سلامٌ عليه يوم لا يموتُ ولا يحيا ..




ربّما لأنّه كان ابن الماء الوفير
أهلكته فيضانات الجفاف
وعندما قرّر أن يكون ابن الشجاعة
امتطت جسده جياد الهلع
هو ذاته
ابن الوطن الفسيح
ضاقت به الأرض
وخانه النذير



ترسم له خرائط الهدف الكفيف
تحثه على التنافس المجيد
قبيلته تلك
ابنة السماء
تُحلّق به للأسفل
تنطلق به للخلف
تحرث عقله البكر
تزرع في صدره الانقياد الصامت
ومن قلبه تحصد النزيف



رفاقه يمضغون الأوقات البليدة من عمره
لم يعترض أحد منهم
لأنّ سارق النفط سحق الشتيمة _ قبل أن تغادر أفواههم _
رائحة الحقد استلقت فوق لسانه تجاههم
فلم ينبرِ أحد منهم ليشتمه علانية
أو أن ينتزع أحدهم التابوت من صدره



ورغم أنّه كان يود أن يعرف
مصدر تلك المشاعر الجارحة التي تنتابه
إلا أنّه لم يُنوّه للمارّة وقطّاع الطرق
بأنّه سيرحل ليسكن النخلة الباسقة
تخور قواه قبل أن ينهض
وحتّى قبل أن يفكّر كيف يعرف



لزم الصمت فمه , من قبلِ أن يولد منه البصاق
إلى حينما غاب في الطقوس
ولم يفتقده أحد
لا تنتظروا منه أن يُلقي عليكم التحيّة
لا تُطالبوه بأن يطمئنّ عليكم
لا تتبرّموا لأنّه لم يبارك لكم نجاحاتكم
نجاحاتكم تلك , التي لم تعنِه على الإطلاق

بابل غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس