الموضوع: شعراً جزيلاً !
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-11-2008, 18:58   #3
سامي الجارالله
عضو شعبيات
 

2


.


الناس الشعراء


حتى نحتفل بولادة شعر، لا يستوجب ذلك مراحل يعيشها الشاعر تبدأ بإشعال شمعة وتنتهي بفنجان قهوة بارد، وما بينهما موسيقى هادئة! فقيمة الشعر غالباً تكمن في دهشته وعفوية حضوره، التي تجعلنا حتى بعد سماعه وقراءته نتمتم به، نكتبه على علب المناديل ونستعيض به عن أسمائنا في محادثات "الماسنجر".. كنت وما زلت أؤمن بأن الشعر لا ينفصل عن الحياة اليومية، وقد يخرج من غير الشعراء في لحظة مشحونة إما بالتفكير أو بالعاطفة، فيتم اختزال معانٍ كثيرة عن غير قصد في جملةٍ بسيطة، أو مقطعٍ قصير، وأشعر بهذا كثيراً، حتى أصبحت أردد منذ فترة، ولم تنزح عن بالي، جملة في فيلم "عمر وسلمى" وجهتها مي عز الدين، لحبيبها في تامر حسني، مشحونة بألم الخيانة، لخَّصت فيها كل ما تشعر به، فقالت "إنتَ ما تنفعش تتحس.. إنتَ يا دوب تتنسي"!
عطفاً على الشعر أعلاه، هناك الكثير من الشعر داخل كل منا، بعضنا من استطاع اكتشافه فدوَّنه، والبعض الآخر ما زال يتعايش معه دون الشعور به، تاركاً مساحة شاسعة لأمثالي بالتقاط هذا "الشعر" المتطاير من شفاه الناس وانفعالاتهم، فشكراً بعدد النبض الذي يسكن هؤلاء "الناس الشعراء"، الذي يقولون بشكل غير مباشر لـ"الشعراء الناس" الذي يقيمون الأمسيات ويصدرون الدواوين: انتبهوا، لستم وحدكم!


.


* مجلة روتانا العدد 148 - 14/5/2008م.

التوقيع:

.

مو دايم الغايب معه عذره !

.

seeen_jeeem@hotmail.com
سامي الجارالله غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس