[شهريار]

أنُثى إلى حد الرجولة

استحلف كل ما بك من أنوثة .. استحلف كل ما بك من صحوه .. كل مابك جموح .. كل ما بك من عفوية أن تتحرري من جميع قيودك .. من جميع حدودك .. من جــــميع ورثك الموؤد و أن تتنفسي صباحات الممكن التي تتوالد من رحم المستحيل.
اثبتي للجميع أن اللذة لا تقبل القسمة إلا على إثنين .. إثبتي للجميع أن الأنوثة جزء لا يتــجزأ من أبجديات البقاء .. إثبتي للجميع أن القمة تتسع لأثنين .
تفرعني .. إخرجي اللؤلؤ من بحيرتي عينيك .. واستعجلي القادم من الغد.. لا تقـفي مثل الألف ..
برهني أن الأرض لا تدور إلا تحت قدميك .. أن السماء لا تمطر إلا من مقلتنيك.. أن النظر لا يبدأ إلا منك ِ و لا ينتهي إلا إليك. لا تقبلي الأمر الواقع .. بل كوني للواقع أمر.. إجعلي آدمية الأشياء تبدأ من حوّائية الأبعاد..
إفرضي الأنوثة حتى يستيقظ الجهل .. إستبيحي ما لا يستباح من عُـقدة الرجل .. إسبقي أنفاسك حتى لا تختنقين بكل ما فرضه صلف الرجل .. إجعلي تاء التأنيث أول حرف في الأبجدية .. إحتمي من ضعفك تكونين القوة .. تجردي من ترددك تصبحين الإقدام ..
تحرري من وهم القيود و ستجدين نفسك متربعة على خارطة النـّدِية .
إرسمي حدوده كلما ألغى حدودك .. إزرعي اللؤلؤ في أعماق المحيط كلما زرع
في الأرض بركانا ً.. ثوري على ظلمه كلما جردك من عدلك .. أمطري على غاباته كلما ترككِ بين جدب الأحاسيس .. قولي "لا" عندما يفرض "نعم" .. و كوني "نعم" عندما يستحلفك بـ " لا " .. و أحبيه أكثر .. إصنعي منه ندا ً حتى يؤمن أنك ِ ندا ً له ..
فعندما تتساوى القمم يكون الحب أقوى .. و المطر أقوى .. و الريح أقوى .


دعيه يحتمي بك ِ .. دعيه يلمس ظلـّكِ .. دعيه يبكي .. فهو في شوق ٍ للدموع مثلما بك ِمن شوق ٍلتجفيفها ، دعيه يتلذذ بقوتك و يكتشف أنه كلما إزددت ِ قوة ً إزددت ِ جمالا ًو عندما يـُغيـّبُ شعاع شمسه كلما تزدادين إشراقا ً .. دعيه يُحس بلذة أن لا يكون دائما ًمن يتخذ القرار .. دعيه يتجرد من قــــــناع المستحيل .. ويلبس وجه الممكن .. كوني كي يكون .. كوني كي يكون .

انثري الشطآن أمام أمواجه .. واثمري في صحرائه ِ.. شرّدي سلبه كي يتوطن ايجابك ،علميه بأن التساوي ليس عارا ً .. علميه بأن التملك يكمن في الإقتسام .. أخبريه بأن من تفرعن غرق.. و دعي أنوثتك تسلب أجمل ما في الرجولة من صفات .. و كوني أنثى إلى حد الرجولة.


شهريار