غيبوبة
استند على ظلي .. و اتعكز على ذاكرتي .. و الجأ لضعفي لينصفني من قوتي التي خذلت آخر رجاء لدي بالعدول عن التفكير فيك ، أتنفس لعنة اليقين التي جعلتني أشك في يقيني ، و الهث خلفي حتى أصل إليك ، أتجرع دائي و أجزم أنه دوائي ، استنزف كل ما ادخرته من صلابه و اشحذ مقاومتي كي استطيع أن أحيا بدونك .. و انجح في فشلي الذريع.
أُقلبُ صفحاتي .. و لا ألمح سوى البياض الذي يغطي جميع حروفي التي لم تكتب بعد، فلا شئ أصعب من البقاء وحيداً مع ذكرياتٍ لن تعود و صفحاتٍ بيضاء تملأني سواد لا ينتهي ، أكتب لكِ و أكتب لي و لا أجد من يقرأني حتى أنا .. !!
كيف أصل إليك و أنا لم أصل أساساً لي ؟! كيف أشكوك لك ِ؟! كيف أنجو من تفكيري الذي يُغرقني في متاهاتي اللا متناهية ، كيف اتنفس و أنتي الهواء ؟! كيف أكذب و أنتي الحقيقة ؟! كيف استبيح كل ما بي من دموع و لا تعودي .. فليس في هذا الزمان مكان للدموع و لا مكان للرجوع .. بل جميعنا يتفاخر بالخضوع و لا حياة لمن يحب !!!
أعلن ضعفي .. و اتبرأ من قوتي .. أعلن ضعفي كي أعيش في الأمل الذي لا يأتي و اتبرأمن قوتي التي تجبرني على النسيان المزعوم ، كيف أنسى و أنتي الهواء ؟! كيف أموت و أنتي البقاء ؟! كيف أنجو منكِ دونما أن أغرق في عتيمك السرمدي ، فبعدك ِ ليس للعمر قيمة و ليس للقلب قيمة و ليس للبسمة قيمة و ليس لي و لك قيمة بدون أن نكون معاً .
أيتها الموغلة في البعد و العتيم ، أيتها السابحة في سماء المدى ، أيتها الثابتة في بعادك ، يفرضني سؤال لا أجد له جواب إلا منك ِ .. هل سأفيق يوماً من غيبوبتي لأجدني أتنفس قربك و أحيا بك ِ و لكِ .
|