الموضوع: ذاكرة النسيان
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-12-2008, 21:54   #1
شهريار
كـاتب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ شهريار
 

ذاكرة النسيان

عندما تزلزلني الذاكرة معلنة عن استفحالك في جذورها .. أحاول الهرب دون جدوى .. و عندما أرمي بمرساتي داخل أعماق النسيان أجدك .. و لا أجد النسيان ، أيتها المنغمسة داخل اللاشعور .. كيف كيف الوصول إلى شاطئ النسيان و أنا لا أملك إلا مجدافك؟؟ كيف أضل و لا أجد غير طريقك لأهتدي ..كيف و كيف و كيف ؟؟

يا من تساوى عذابها في قربها أو بُعدها .. لقد حولتني إلى ملامح لا يقرأها إلا أنتي .. لقد تشكلت بكفك ولم أعد أملك من أمري إلا أن أراك ِ حتى و أنا مغمض العينين .. لقد تكدست ذكرياتك داخلي حتى جعلتني لا أرى و لا أسمع و لا أحس إلا أنتي .. لقد كنت و ما زلت أحاول الهروب منك ِ و أجد نفسي وصلت ُ إليك .

أ ُشعل سيجارتي .. و تشعلني .. أنفث دخانها في الهواء محاولا ً إخراج جميع ما بداخلي من ذكريات و جميع ما بداخلي من تشرد و جميع ما بداخلي من ألم .. ولكن الدخان يتطاير في الهواء و تبقين أنتي قابعة في داخلي كالذنب الذي لا يُغتفر .. تبقين داخلي كما قالوا قديما ً ناقوسا ًيدق في عالم النسيـــــــأن فناقوسك لا يعرف غير الرنين المتواصل داخل أصداء أذني .. داخل أوردتي .. داخل داخلي .

ايتها المتفرعنة على نسياني .. أريد أن أنساك حتى و لو للحظة .. أريد أن أنساك في ما بين دقة قلبي و الدقة .. فأنا لا أذكرك لأني لم أنساك ..و أنا لا أنساك كي أتذكرك .. إشتقت إليك بقدر بعادك .. فأنا أجهل أي عنوانٍ غير عنوان قلبك .. فلمن تتركينني للريح ؟؟ فقامتي لم تعد تستطيع الإنحناء .. أتتركيني للذاكره تفترس جميع ما بداخلي من خضوع .. جميع ما بداخلي من ذكريات تجلدني تفاصيلها .. تتركيني
لي و أنا لا أملك من أمري شيئا ًً؟!

أ ُقسم لك بأنني نسيت نفسي و لم أنساك .. أ ُقسم لك أنني لم أعد أذكر إلا أنني لا أنساك .. و لا أرى إلا وجهك حتى في المرايا .. و لا أسمع إلا صدى صوتك حين أصرخ كل ليلة من تباريح فراقك .. فلقد تركتني كالصورة البلهاء المحبوسة داخل برواز الذكريات .. أرسم إبتسامة صفراء خلفها ألف دمعة تعزيني في موتي .

سأحزم ما تبقى من قلبي .. و أشحذ النسيان .. و اسافر خارج حدودي .. سألغي كل نبض ٍ يصرخ بإسمك و سأخنق كل أنفاسي التي تتنفسك .. و أرمي جميع ما ورثته من حب و عشق ٍ و ياسمين في المدى ..

سأقطع يدي كي لا أصافح غيرك حتى لا أتذكر حرارة كفيك التي لم أعد أ ُحس بها في من أصافحهم .. سأسترحم النسيان أن يقتلعني من جذوري و يلقي بي في غياهبه حتى لا أرى و لا أسمع و لا أتكلم .. فبعدك ليس هناك مدى و ليس هناك هُدى.. فساعديني أن أنساك .. ساعديني أن أتخلص من عذاب بُعدك فأنا أصبحت ُ بعدكِ ذاكرة النسيان
.

التوقيع:
يا حظ من لا عِـرف مهو ولا شِـيف
إن طاب يحمد و ان تردى بكيفه

شهريار غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس