رد : الزاوية ..!
" أول قبلاتي "
مثلما يخاطب الهندي الأحمر الريح ، في لحظة خلوة بينهم ، كذلك كنت أخاطب جسدي وأنا أمام المرآة ، أجده عالما كبيرا ليس له حدود ، أخاف كثيرا من الاكتشافات المبعثرة ، لذلك اترك كل شيء يسير بهدوء وروية ، هناك ما سوف تعلمني إياه الطبيعة والحاجة ، وأيضاً ما سوف اكتشفه بنفسي ، وأخيرا تلك التي أحتاج أن يساعدني شخص فيها على تلك الاكتشافات ، ولابد أن يكون شخص مميزاً ، حتى نسمح له بتجاوز حدود دوائرنا الخاصة .
ليس لي أحلام بشخص معين ، كل ما أفكر فيه أن تلك الأجزاء .. جزءا مني ، لكني غير قادرة على كسب ثقتها ، حتى تطلعني على سرها الصغير أو ربما لا أعرف من أين أبد معها ، أسئلة كثير أعجز معها عن معرفة سر انتظارنا شخصا آخرا يبحث فينا لـ يظهر لنا مدى جمال ما هو فينا ، لعلها فلسفلة غريبة ولكني أمام مرآتي وفي حيرة أو ربما أكون في عجلة .
تفصل بيننا طاولة مستديرة ، وبعدما انتهيت من شرب الكوفي ، بحركة سريعة كنت أمرر طرف لساني على شفاتي ، مثل أي إنسان طبيعي يقوم بحركات طبيعية ، إلا انه كان يراقب أبسط تفاصيلي ، سألني :
- هل شعرتي بشيء ؟
ابتسمت بحماقة وكأني لم أفهم ما يقول ، وفي داخلي كنت أعرف الطريق الذي كان يرغب مني أن أسير برفقته فيه ، اعتقد أني غبية بتصرفي ، ربما فهمت منه بعض أسرار هذه الشفاة ،وأنها ليست فقط مكان نلونه بالأصباغ ، قطعت الحديث في بداياته ، وليتني تركته حتى النهاية قد أفهم سبب وجود تسعة وتسعين قبلة في فلم عربي ، أو أجد عذرا لفتاة خسرت أشياء كثيرة ، بسبب أنها فقدت حواسها وإدراكها بعد حصولها على أول قبلة منه .
داخلي يرفض أن تكون قبله لها مقدمات ، احلم بها مسروقة بدون تهيئة مسبقة ، عنصر المفاجأة قد يجعلها مميزة وبعيدة عن التكلف ، حتى المكان سوف يجعلها أكثر إثارة لو أنه بـ ديكوره الطبيعي ، فوق سطح منزل ونحن نشاهد الغروب ، أو في درج وقفنا نسرق الدقائق لـ تبادل حديثا سريعا ، وفيها يسرق مني قبلة .
فجأة وجدته يطبع قبلة على وجنتي وبصوت خافت " اصحي يا فتاتي " اليوم أول أيامك في امتحان الثانوية العامة لابد أن تكوني نشيطة ومستعدة .
هذه من والدي وهي ليست أول قبلاتي .
اخر تعديل كان بواسطة » يعرُب في يوم » 21-01-2009 عند الساعة » 13:12.
|