مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-03-2009, 13:55   #4
عاشقة شعر البدر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشقة شعر البدر
 

رد : سطـورفارغـــــــــــه

الجزء الرابع

أن يخنقك الألم عن الكلام لتجبر من أحدهم على فعل ما له تريده..
أو تمح الاراده مع من ذهب ولم يعد
لنمسك بحزننا ونجر أذيال الخيبة من الحياة ومن أنفسنا.....
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
برغم كل شيء يبقى الأمل يلوح في طريقنا.. لما عشناه في سنوات قليلة مضت.. مختلفة ظروفها ما بين فرح و حزن.. و ما بين الخوف و الأمان.. لتمتد الحياة على خط ملتوي....
لكن و ما إدراكا ما لكن
تلقيت اتصالا من عمي الذي جاء مع صفحة من صفحات كدست ليتراكم عليها الغبار..
ينثر كل ما حوله.. عابثً باتجاه الكرة الأرضية ليوقع كل ما لديه في مهب الريح.. ليعتذر عن عدم عودته..
و كنت قد نسيته أو تناسيت وجوده
لا أخفيكم كم فرحت حينها..
و يا فرحه تراقصه للحظات, و أتعبها الدوران و وقعت أرضا مرتطما بكل قوى
" و لكننا لم نقرر بعد ما إذا كنا نريد الذهاب معك أم البقاء هنا.. و أيضا هناك أمر أخرى يجب أن.... !!! "
قاطعني بكل غضب وعصبيه وصوته مخترق قرص الهاتف
" أي هراء تتلفظين به..
لو كان الأمر بيدي و أخي يرحمه الله معكم لتركتم بحالكم
لو كان..
وانتم أمانته أوصاني بها..
ولن اخذله في موته! "
توقف عن الكلام.. و توقف معها كل شعور بي.. لأجد كلمة تستحق أن اذكرها.. سأدعكم تختارونها...
و رفعت يدي إلى صدري إهداء أنفاسي المتلاحقة لأدفع بكمية من الهواء عندما عاودا الكلام
" لا داعي لتكرار هذا الكلام مرة أخرى.. هل فهمتي؟! "
بقيت صامته.. لكن سؤاله أجبرني على أجابته
" هل فهمتي... رنا؟! "
قلت بذهول و خوف وبصوت بالكاد يسمع
" نعم "
" لم أسمعك جيدا! "
قلت بصوت كسير يثير الشفقة و العطف
" نعم فهمت "
قال
" جيد.. بحفظ الله "
بقيت خرساء ملجمة بدون إي كلمة أو حتى اعتراض لم تكذب وئام في انتقادها لي.. استسلامي السريع وخوفي من أي شيء.. و كل شيء...لأصبح لاشيء...
لماذا؟!!
لماذا؟!!
كلمات صرخة بها عاليا .. شعرت بها تتخبط في لساني
تقطعني
تميتني
تتناثر أشلائي..
غارقة
لكنها أبت أن يسمعها الآخرون
شعرت بدوار يلف براسي.. امشي مترنحة لألقي جسدي على الفراش متعبه, مذبوحة.. و الألم يزداد لحظة بعد لحظه...
لينطلق الصوت المختبئ بين أسواره خارجة بحسرة مريرة
" راسي "

بعد يومين من الزوبعة التي أثرتها في وجه رهف.. بسبب تعليقاتها السخيفة في وقت غير مناسب.. اعتكفت في غرفتي زارعة الأشواك حولي.. رافضه رأيت احد منهم.. رنا و رهف و الصغير أيضا...
وقفت أمام المرآة انظر إلى وجهي متأمله..
و بريقا يشع من عيني لأرفرف عاليا بل فوق الغيوم.. على أطراف أصابعي مع فرحتي إلى ابعد ما يكون...
لن أبقى وحيدة بعد ألان.. سيصبح لي زوج يغدقني بالسعادة و بالأمان..
ليدغدغ الإحساس في داخلي لتتضارب دقات قلبي في ثورة من الخجل.. لأستدير مسرعه واخفي راسي تحت الوسادة فلم أرد أن اسرق من الفرح حتى مني أنا نفسي..
سمعت صوتا ينتزعني من العالم الأخر تظاهرت بعدم سماعه.. فلا رغبة لي في الرجوع إلى ارض الواقع
ما أفزعني ارتفاع الصوت مرة أخرى بستغاثه!!
و تركت أحلامي و ركضت نحو مصدر الصوت..
و كان الباب مفتوحا..
ملقاة على طرف السرير.. وجهها شاحبا, مخيفا, بل مرعبا...
اقتربت منها رفعت رأسها.. ضربتها على وجهها لتفيق..
" رنا "
" رنا أجيبي "
لم تتحرك ولم تتكلم ولا حتى تتنفس كما الأموات
لأصرخ بكل ما لدي من قوى وخوف
" رههههههههههف.. رهههههههههف.. أين أنت "
عندما جاءت وقفة كالبلهاء تنظر إلى رنا بخوف
صرخت بها
" استدعي أم باسم "
لم تتحرك من مكانها ليذبحني كلامها ويغرقني مختنقة
" هل ستموت.. هل ستموت رنا! "
نظرت إلى رهف.. ثما إلى وجه رنا الشاحب.. وبعدها إلى رهف مبعده شبح الموت المخيف..الموت مرة أخرى لا...
لم أرتح لسؤالها
" استدعي أم باسم.. استدعيها فقط.. ولن يحدث ذالك "
ركضت خارجا.. لأبقى مع شبح الموت !
منتظره رجوع رهف و طال الانتظار و رهف لم تعد ولم احتمل أكثر و هممت بالخروج من البيت
ليوقفني صوت بكاء الطفلة.. كنت سأتجاهلها كما كنت دائما مكملة طريقي ليزداد بكاها.. و أذني تأباه سماعه
و هرولت مسرعه نحو غرفة أمي الحبيبة و بتحديد مكان نوم الطفلة
و لما رأيت في عينيها الحاجة.. حملتها بين يدي مسرعه لتسكت بعدها هادئة, آمنه..
و عند المدخل رأيت رهف مقبله و وجهها مغطى بالدموع
قالت بصوت حاد
" ليست في بيتهم.. و لا يوجد احد.. و ليس لدينا احد "
أضافت بنبرة مفجعه
" ستموت مثلا أبي و أمي.. أليست كذالك وئام! "
عندما تتلقى المصائب و الواحدة تجرها الأخرى و تسد جميع الطرق في وجهك..
يبقى طريق واحد فلا حاجة لغيرة, فهو السبيل الذي يمكن اللجوء إليه.. الدعاء من الله عز وجل...
لمحت سيارة متوقفة في الشارع المجاور.. و من الناحية الأخرى رأيت رجل ينزل من السيارة لم اعرفه في حينها.. لا تقدم منه مسرعه....
مرة أخرى أم باسم و أبا باسم معنا في المستشفى
محتضنه الصغير بقوة.. ورهف مائلة برأسها على كتفي باكيه منتظرين خروج الطبيب.. ويمر الوقت عصيبا...
خرج الطبيب بعد الكشف عليها
سألته
" كيف حالها ! "
قال الطيب ممتعضا
" إرهاق.. سوء في التغديه و بالتالي فقر دم.. ألا تأكل و تنام !! "
تغاضيت عن سؤاله قلت ورهف ما زالت ممسكة بيدي
" هل ستكون بخير ! "
قال الطبيب
" ستبقى تحت ألمرقبه هذا اليوم و سنرى بعدها ما نفعل "
" هل نستطيع رويتها "
قال
" لا باس في ذالك.. لكن لا تتعبوها "
اقتربت أم باسم قالت لي بحنان
" وئام سنعود بعد ساعة أو أكثر لن نتأخر "
حركة لها راسي ممتنة....
" هل احمل الصغيرة معي ؟! "
لا تتعجبوا
" شكرا لكي..سابقيها معنا "
قالت أم باسم
" لن نتأخر "
أحساسا يذبحني..
وذنب يقطعني..
و أنا أراها نائمة على سرير في المستشفي..
و موصله بعدة أنابيب مخترقه جسدها..
كانت تبدو اكبر بعشر سنين مما هي عليه و عيناها تحيط بهما هالتان من السواد.. القينا كل المسؤوليات عليها دون الشعور منا بالشفقة أو الرحمة ليتملكني أنا بالتحديد حب ألذات...
بقينا معها لساعات طويلة مما أطرني بعد ذالك الرجوع إلى البيت فلا طعما أعطيه إلى الطفلة.. و خجلي من أبا باسم لبقاء معنا طوال هذا الوقت...

تمر الساعات بطيئة مظلمة كعتمة الليل
اهتممت بالطفلة والغريب في الأمر لم أتراكها وظلت بين أحضاني وجعلتها تنام بجانبي
سأهتم بها ولن ادعها ولكن هذه الليلة.. الليلة فقط
لأني أنا
وئام..

لا داعي لان أخبركم كيف كانت حالتنا عندما عدنا إلى البيت.. حتى انه أم باسم كانت ستنام معنا.. ولم أرضى بذالك.. فيكفي العناء المتكبد من اجلنا..
الساعة الثانية فجرا عندما انفتح الباب لتظهر منه رهف واقفة بحزن
قلت له
" رهف "
قالت
" أبقني معك.. البيت موحش.. حتى أني اسمع أصوات في كل مكان..ولا أستطيع النوم "
أمر أخر يثير التعجب بدون أن أتكلم مددة يدي نحوها لتقترب و لأزيح المكان لها لتنام بجانبي...

مع بزوغ يوم جديد, و اشراقت مضياه, لتلوح بشارها, على نسيم الصباح, و عبير الزهور,
أوصلنا أبا باسم إلى المستشفى قبل ذهابه إلى عمله
وكم كنت خجله.. لما أثقلنا عليه.. و لم يذكر أي منهم الموضوع الذي تكلمت فيه أم باسم إلى رنا.. تعودنا دائما تفتح أبواب السعادة في لحظة ليتخطاها الحزن من باب أخر...
كانت نائمة.. دخلنا بهدوء شديد.. مقطبة مابين حاجبيه, لتفتح عينيها بصعوبة.. تحرك شفاها.. لتغمضهم بسرعة.. لم افهم ما تعني خفت عليها كثيرا..
قلت إلى رهف
" رهف سأبحث عن الطبيب لأطمئن عليها..ابقي أنت هنا مع الصغيرة .. لا أريد أن تصحو ولا تجد أين منه معها "
خرجت للبحث عن الطبيب و انتظرت خروج المراجعين من عنده وانقضت نصف ساعة حتى استطعت الدخول عليه
سألته
" هل تحسنت ! "
" الآن هي أفضل "
" لم تشعر لوجودنا معها "
تكلم الطبيب موضحا
"هذا من تأثير الابره المنومة.. فحتى تكون بخير تحتاج إلى النوم.. فلا تقلقي "

وعت أدراجي نحو الغرفة الصغير الذي تنام فيها رنا
تخطيت الباب ليصطدم نظري بعين رجل.. يركع بعدها بصرك من الجد المرتسم على ملامحه جالس على كرسي بجانب السرير لاقف عاجزة عن تتابع الباقي...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

التوقيع:


ان رفعت الصوت .. صحت يا بعدك
وان قويت سكوت
آه ,,، يا بعدك
انت والا الموت ...
وما احد بعــــدك .






عاشقة شعر البدر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس