مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-03-2009, 18:03   #6
عاشقة شعر البدر
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عاشقة شعر البدر
 

رد : سطـورفارغـــــــــــه

الـــــــجزء السـادس

مابين الرياح العاصفة في صحراء قاحلة..
و مابين الغيوم الباكية في سماء ناجيه..
رأيت عصا ملقاة بين حفنات الرمل الصفراء حملتها بين أصابعي,
رافعتها عاليا, لأعود غرسها بين حبات الرمل, فرقت ما بينها
لأكتب بضعا كلامات و لا تعنيني فيها إلا كلمة واحدة...
امـــــــــــــــــي أين أنتي ؟
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أهي لحظة من الزمن ؟
ليتوقف قلبي عن النبض !
و تيبس عيني عن الدمع !
و
و ماذا ؟ و ماذا ؟
صُعقت !!
كلمة لا تكفي لأصف حالي..
أم تألمت ؟؟
سؤال لديكم انتم إجابته...
هويت على الأرض بل ارتجفت ليس من شدة الصفع من يدا أختي بل من الغضب العارم الذي تأجج في داخلي ليتناثر بحمم مشتعلة على كل من حولي غير عابه بأي منهم...
الطريقة التي تكلم فيها عمي سالم بل الأمر الذي وضعه في علبة محكمة الإغلاق و ألقاها في وسط البحر إثارة جنوني...
جلست بتردد من هول الصدمة و وضعت يدي الاثنتين على خدي المصفوع فاتحة عيني ّ بذهول و مغلقتهما بذهول...
و ما زاد ني رجفة تسللت خفيه بين أضلاعي, ارتماء أختي رنا بجاني و أنفساها المتلاحقة و وجهها المحمر من الغضب و من الدموع التي تحدت تماسكها و ذرفت بلا توقف...
ويبدو أن الرجل الوحيد بيننا يحتسب خطواته مفكرا و مشدوها !
ثم أقبل نحوي و رمقني بنظره غريبة, اقصد بذالك عمي سالم..
لم أجراء على رفع أطراف رمشي بُعدا أخر مما هو عليه...
الصمت استباح المكان وحاصر عقارب الساعة و أمات النفس عن الحياة
مما زاد إضرابي عندما تكلم مزمجرا بعنف لم أعهده من قبل لأسمع الكلمات التي ذبحت الروح في داخلي...
" ليتم لكِ ذالك, ليتم..... لأنــــــــــــــي
أنــــــــــــا
من ارفض أن تكوني في بيتي!
أنــــــــــــا
من ارفض تواجدك بين عائلتي ! "
هنا بدأت رهف بالبكاء بصمت, لا ترى فيه غير سيل الدموع تتدحرج على وجهها بل توقف..
و يبدو أن الصغيرة بدأت هي الأخرى بالبكاء..
بعدما أنهى كلامه استويت واقفة
و ببساطة تجاهلته ! و نظرت إليه نظرة تحدّي و تكبر لم استطع الوقوف بعدها في مكاني..
أسرعت إلى غرفتي و أغلقت الباب ورائي و التقطت أنفاسي و نظرت إلى نفسي عبر زجاج النافذة لا فتحها لا ستنشق الهواء
و هالني ما رأيت
!
!
وجهي متوهج من الخجل و كأني أرى العالم اجمع ينظر نحوي مغتاظا ومتعجبا..
غرقت في بحر الندم و ألائم و العتاب و انتهيت بان ألقيت نفسي على وسادتي لأغرق في بكاء و نحيب, ونمت تلك الليلة بهاجس مخيفا, ارق مضجعي و أحال عيني إلى انهار متدفقة...

في صباح اليوم التالي, و اليوم الذي يليه, و ما بعدها من أيام, لتصبح أسبوع كامل على المشادة التي حصلت..
اخفي و جهي تحت الوسادة بعيدا نسمات الهواء المتسللة من بيين مقبض النافذة وكلي حزن و الم و حسره...
نعم لم أكن سعيدة ولا فرحه بما جرى, و أيضا لم اندم على الذي قلته, و ما كنت سأقوله..
عبارات تبادلناها قد تكون قاسيه و مؤلمه لكنها الحقيقة التي ذبحت ما بيني و ما بين رنا و رهف وتحديدا رنا و مابين الرجل المبجل عمي سالم...
الحيرة اكتنفت نفسي و أوقعتني في وحده اخترتها إلى نفسي..
و لم اعلم ماذا حدث خلف هذه الغرفة.. و أي مشاعر ستتغير من ناحيتي..
رنا، فقد كنت أتحاشى إلقاء معها بقدر المستطاع...
و عندما اشعر بالجوع أكتفي بطعام قليل، و أعود إلى غرفتي و حبسي المنفرد...
,,,,,,,
هل شعرت يوما بالخذلان ؟
كيف اصف ما حدث ! كيف أصفه !
حلماً !
قد تبدو كلمة صغيرة و فأرغه لما حدث
كابوساً !!
هي مجرد لحظة تٌخيفنا و تنتهي لكن ما حدث اكبر من ذالك
خيانة !!!
نعم خيانة هي كذالك خيانة.. لما التعجب ؟!
من قال إن الخيانة تصدر فقط من المتزوجين !...
من قال !!
إلا يخون الإخوة بعضهم بعضا ! ...
مع أول إطلاله لنا على الحياة تنز رع فينا هذه المشاعر, بحب الأب و حب ألام, و بالتالي تتحول إلى حب العائلة.. على اختلاف تدرج ذالك الحب من شخص إلى أخر...
لكن عندما نهدم الجسر المتواصل لمشاعر متأصلة في داخلنا بدون القصد منا وبكل سهوله ودون الاهتمام لمشاعرهم و ما يترتب بعدها...
لم أندهش أو أفاجأ بكل ما قالته فهي وئام...فلا غرابة في الأمر..
لكن ما تبعه من كلام جارح و توجيهه بشكل مستفز وبصورة مباشره لعدم أهميتنا..
و بدون ادني أي أسف و ليتفجر معها كل الألم...
لطمني و حطم البقية المتبقية من الصبر الذي ضل طويلا راقد في مكانه..
في لحظة واحدة استيقظ البركان الخامد في داخلي..
و ليختزن الغضب في يدي و بكل ما لدي من قوى ارتسمت ملامح أصابعي على خد أختي وئام...
تنازل من وئام عنا إلى عمي و كأننا لعبه يتناقلها الأطفال وكلا يلقيه في ناحية أمر لم أتوقعه على الإطلاق...
الذي حدث منذ لحظات قليلة, و أمام عمي سالم لهو موقف مخجل ويدعو للأسف..
دعونا ننسى كلى هذا دعونا ننسى أو نتناسى لأترو معي ما حدث بعدها و ما سيحدث...
خروج عمي سالم بدون أي كلمه..
اعتكاف وئام في غرفتها دون أي محاوله مني لتحدث معها,
لأني و لأول مرة لم تكن لدي الرغبة في أن أرى وجهها..
رهف وحزنه لما يحدث و بكاء الصامت و الدائم..
الصغيرة التي حلت على هذه الدنيا وهذا البيت ومحمله بذنب لم تختره..
وحدنا مرة أخرى و لا ندري ماذا يخبا لن القدر...

في إحدى الليالي، و البيت غارق في الظلام..
أتقلب على فراشي دون أن يهجع لي جفن, الأفكار تؤرقني, و سحابة من الغم تتربع على صدري, و ما بين ذالك و ذاك..
مع صوت صرير الباب تسرب ضوء مقتحم الظلام, محاولة فتح عيني لي أغلقهما مرة بعد مرة فقد اعتادا على الظلام..
للوهلة الأولى لم أتبين الواقف أمامي و أذهلني !!
فقد كانت وئام...
مطأطئة رأسها و على وجهها لا يزال اثر الدموع المنسكبة..
بخطوات مترددة متقدمه احدهم و ما خرت الأخرى..تقدمت نحوي قليلا، يلفها الاضطراب و القلق..
اقتربت أكثر, متخذة لها مكان تحت البطانية, ضامه رجليها و نظراتها مصوبة نحو الرسوم التي تغطي الشر اشف
" تصرفت بشكل أناني! "
لم اعرف حينها إذا كان هذا سؤال أم عتاب أم لؤم..
لم أعقب ولم ابدي أي مبالاة بكلامها !
تابعة ما قالت بعد صمت احرق الوقت
" احمل قلبا قاسي, بل متحجر لا يشعر إلا بنفسه "
كانت تتحدث بكآبة شديدة, و حسره تعتصر القلب..
لم أكن هذه المرة راغبة في مواساتها, فلا أزال غاضبه منها, بل متأججة غضبا و غلا...
لكن ما أن احتضنت وجهها بيديها ليخترق سكون الليل شهقة و نحيب يصدر منها من حين إلى أخر..
خفق قلبي بإشفاق وتلاشى معه كل الغضب..
أمسكت بيديها و قلت
" وئام.. "
و لم أكمل لأنها اعتصرتني بين يديها وبكاها يزداد ودموعها بللت كل البغض الذي كاد أن يبني بيننا...
لم يسبق لي أن رأيت وئام هكذا متلهفة لاحتضاني و الشوق يسبقها والدمع يدفعها والحسرة تأسرها..
بعدها ذهبت إلى غرفتها و الارتياح بادا عليها..
هنا فقط شعرت برغبة في النوم, و ما هي إلا لحظات حتى غرقت في النوم..
الساعة الثامنة مساء من اليوم التالي جاءنا زوار,
فلم يكن ذالك بالغريب فقد كانت أم باسم،
و لكن هذه المرة لم تكن وحدها بل جاءت معها ابنتها الوحيدة شذى و شقيقتيها, اقصد بذالك أم باسم...
وما كنت اتخذ مقعدي بينهم حتى عاود قرع جرس الباب حتى استأذنت من ضيوفي لفتح الباب
فوجئت !!
عرفتم من كان ؟
و من سواه عمي سالم...
نعم عمي سالم, الذي اختفى منذ الأسبوع, أيضا لا غرابة في الأمر فهو يختفي دائما ويعود مرة أخرى..
و يبدو لم يكن وحده, طلب مني التأكد من خلو المكان لإدخال الضيوف معه إلى مجلس الرجال, و من كانوا..
أبا باسم, و رجالاً آخرون لم اعرفهم..
و بالتأكيد معهم باسم..
ويبدو لا مفر, حتى أني لم أكمل طريقي حيث تقبع النساء..
إلا سمعت صوت عمي يناديني, لأتركهم معتذرة.. طالبا مني أعداد كل شيء لاستضافتهم
و هنا أيضا لم أكمل طريقي, فقد استوقفني سؤاله !
السؤال الذي الجم لساني للحظات عندما سئل عن غرفة وئام..
ليتجه مباشرة إلى حيث أشرة بيدي, بطرقات خفيفة انفتح الباب ليظهر وجه وئام من خلفه
بادرها قائلا
" أيمكنني الدخول ؟ "
حركة رأسها إيجابا.. ليخطو إلى الداخل مغلقا الباب خلفه..
سؤال أجابته معروفه !!
ما الذي جمع عمي سالم و عائلة أبو باسم ؟!
وما غير ذالك !
زواج وئام المرتقب من العريس..
و من غيره باسم..

مرة أكثر من نصف ساعة مع ضيوفي وعقلي في مكان أخر, كنت راغبة في معرفة ما حدث حيث وئام وعمي و ما دار بينهما من حديث, لكن خجلي من ضيوفنا منعني بان أهب إليهم..
و لاحظت أن شقيقات أم باسم مثلها في اللباقة و الطيبة, ترتاح النفس أليهم سريعا, فقد دارة بيننا أحاديث متفرقة لم تعني أمر بعينه,
رهف و الابتسامة الممتدة على جنبات وجهها الطفو لي أصبحت عائمة بمرح على شفتيها الصغيرتين..
لتدخل بعدها وئام وحمرة الخجل تعتلي خديها, ليقف الجميع مرحب بها و السرور أشعل المكان دفء و أكثرهم سعادة شذى شقيقة باسم,

سأختصر لكم ما حدث...
نقاش طويل و حوارات مختلفة على كيفيه إتمام الزواج بسرعة حتى نتمكن أنا ورهف و الصغيرة من الذهاب إلى المدينة الأخرى..
تم عقد القران بموافقة عمي لتمر أول ليله بعد ليالي الألم بدون هطول المصائب علينا كسيل من الأمطار..
(اللهم لا حسد)
و انتهى أول الهم.
خرج ضيوفنا و الفرح يزغرد من حول المكان..

نقطة تحول...
>
<
>
طلبت من عمي سالم البقاء معنا, و أظهرت له حاجتي لما يمكن حدوثه في ساعات الليل المظلمة..
بعد يومين ستنتقل وئام إلى البيت الأخر المجاور إلينا و نحن أنا و رهف و الصغيرة إلى حيث كان أبي يوما..
لم يبقى عمي غير لليلة واحده بعدها اعتذر منا لعدم تمكنه من البقاء فقد ترك أعمال ليكون بيننا..
لن يكن هناك احتفال كبير, فلم يمر على موت أمي الغالية الكثير فكتفينا باحتفال بسيط بيننا و عدد لا باس به من أقارب باسم..
بمساعدة باسم وشقيقته شذى استطعنا توفير ألازم من اجل الزفاف حتى ثوب الزفاف البسيط الذي ارتدته والحلي الذي تتزين به..
كيف كانت وئام ؟
رائعة !
تملكتنا الشجاعة حتى لا نضعف أمام وئام, فلو بدائنا في البكاء لن ننتهي فهي أخر لليلة هنا و لا نعلم إن كنا سنراها من جديد بعد تلك الليلة السعيدة و خروج كل المدعوين..
و حتى وئام في عالمها الجديد و الخاص, ليتحقق احد أحلامها, فهي لم تعد هنا بيننا, نتشاجر و نضحك ونبكي لكنها كانت هنا.. تتحدث بغضب و عن أحلامها حتى لم و كان الآمر مزعجا لكنها تشعرنا إن الكون يتحرك..

جاء دوركم لنزيح كل الأحداث الماضية, مع كل الصرخات و الألم و الحزن و الحسرة لنفجع من حيث لا ندري.. أو لنفرح من حيث تبدءا نقطة البداية..
حل اليوم المرتقب, اليوم الذي لن نكون في بيتنا..
محاولة بكل جهدي دفع الصناديق على مقربه من الباب, و أن أتم كل شي بسرعة مغلقة هذا و مثبته الأخر بلاصق ورقي حتى لا ينفلت منها شيء..

رهف التي اتخذت الصمت ملاذ لها في مكانها حيث هي منذ ساعات, لم تتحرك شبرا واحد,
أراها تميل رأسها أحيانا لتنتقل بصرها ناحية غرفة أمي و أحينا ناحية الباب الخارجي, نظرات حائرة أن لم تكن ضائعة بين الماضي و الحاضر و ما سنبدأ بعد دقائق فقط..

بعد ما انتهيت ارتديت عباءتي ننتظر عمي سالم فقد حان الوقت إلى الرحيل..
هنا قرع جرس الباب !
ما أن قرع الجرس حتى هبت منها التفاف مرعوبة ناحية غرفة أمي و من ثم ناحية الباب و مع كل هذا رأيت حبات من الدموع توشك على السقوط, معلنه أول الغيث..

متراجعة خطوة إلى الوراء لي تتحول الابتسامة إلى اكبر علامة استفهام
؟
فلم يكن عمي سالم,
فمن يكون ؟؟
أتريدون معرفة من ؟ !
أو ننهي الأمر ؟ !
حسنا سنكمل....
كان شاب طويل القامة تعلو وجهه غمازتين منفرجة مع ابتسامته شديد الوسامة, بهي الطلعة..
و ماذا أيضا..
يقارب عمي في العمر أو اصغر ليس بكثير
" إذا لم أكن مخطئ أنت احد الفتيات بنات أخي السيد سالم حامد "
انظر أليه كالبلهاء
قال مستفسرا
" أهذا هو بيته ؟ "
قلت
" من أنت ؟ "
قال بهدوء
" احد أقاربه "
هل يعني انه قريب لنا ابن عمي أو عمتي أو نسيت ليس لدينا عمه لا يهم سنعرف لاحقا..
قلت له و أنا انظر إلى الخارج
" و لما لم يدخل بعد "
قال
" لم يحظر, لقد جئت بدل عنه "
انفتحت عيني على مصرعهما حتى أحسست أنهما قد خرجتا من محجرهم..
قلت بتوتر
" لما "
لم يجب حتى خلت انه لن يجيب..
لكنه اخرج من جيبه ظرفا مده بتجائي و بكل تأكيد لم ابدي أي تجاوب لأخذ الظرف منه..
حتى تكلم
" من عمك سالم "
هل بدل رأيه, سنبقى في بيتنا حيث الذكريات و الحنين..
قطع سيل الاسئله المندفعة في بالي بقوله
" ألن تقرئيه "
أخيرا تكرمت لأخذهٌ منه..
فتحت المظروف و أخرجت الورقة التي بداخله..
ورقتان احدها كانت فأرغه و الأخرى مكتوب عليها و لم افهم سبب وجود الأخرى اقصد الورقة الفارغة من أي كلام, لكني تجاهلتها و فتحت الأخرى و كان هذا محتوى الرسالة

,,,,,,,,,,,
بعد التحية:
رنا.. لعلمي المسبق بكِ كتبت الرسالة..
لم استطع الحضور أليكم لظروف خارجه عن إرادتي..
و ثقي كل الثقة بمن أرسلت..
فانتم أمانه..
بانتظارك..
من عمك سالم....
,,,,,,,,,,
لم يكتب الكثير كدت ارجع الرسالة إلى الشاب الواقف ينظر نحوي لا التفت إليه و ابتسامته لازالت مرتسمة على وجهه
حرك يديه بتجائي بعبارة
ماذا
و ياله الغرابة
" لماذا لم يحظر هو أو يؤجل الآمر إلى وقت أخر "
أجابني
" لو لم يكن لديه انشغاله لكن هو من يقلكم إلى بيته "
لم يكن هذا هو الجواب الذي أردته
عاود الكلام
" هل سنقف ؟ أم ... "

ملوحا بيده نحو السيارة الواقفة في الخارج
وقعت في ورطه, كيف اصعد سيارة رجل لا اعرف لمجرد ورقه مكتوب عليها اسم عمي؟
قلت فجاء
" لما لم يتصل ليؤكد الأمر "
قال
" هو الآن خارج المدينة, و حدث الآمر سريعا.. "
قاطعته بحدة
" تقصد أنها ليس في بيته, كيف سنذهب إذا لوحدنا "
أجاب بعد أن اختفت الابتسامة التي أشعرتني بالخجل
" سيكون عند تواجدكم لا تقلقي "
صمت قليل ثم قال
" فانا لا أعض الفتيات "
اختلط على وجهي ألوان متعددة شعرت بعدها أن وجهي توهج بل مشتعل
حاولت تمالك نفسي سريعا أردفت دون أن انظر أليه
" احم.. سأجلب الصغيرة "
قال وبصره نحو الصناديق
" أهناك غيرهم ؟ "
" لا "
تقدم نحوى صندوق السيارة لوضع الصناديق الو رقيه..
و أنا حملت الصغيرة بين ذراعي, استدرت إلى رهف
" رهف هيا بنا "
و فجعت من ملامح أختي الصغيرة رهف و الدموع تشق طريها إلى الأسفل, تندفع الواحدة تجره أخرى
لم تكن تنظر نحوي ولا نحوى أي شي إمامها رفعت يداها إلى الأعلى, ليعتصر قلبي أضاعفا مضاعفه..
" أمي اقطف الورود لك ألن تأخذيها مني "
ليعلو صوتها هذه المرة متحشرجا بحسرة ولوعه
" أمـــــــــــي.. ا ا تسمعيني
أتحدث أليك أجيبي "
لم أتحمل أكثر من ذالك تركت الصغير على المقعد لاندفع نحو رهف و رجلاي ترتجفان خوفا عليها
أضمها بين ذراعي, إلى صدري بين أجفاني و لا أن أرها تجن من الحزن
( يا رب ارحمنا )
تزداد شهقاتها لتعلو في نحيب و بكاء
كلمات كثير و عبارات حزينة و ذكره مريرة تختلج رهف اعجز حتى أنا عن وصفها..
انخرطنا في بكاء مرير ليأتي البعد ليفرقنا عن بيتنا كما أبعدنا عن والدانا
جلست أدعو في سري لتهدى فلا رحمة أوسع من رحمة الله..
شعرت بغيض أن يرنا في هكذا حال, رفعت راسي لأنظر إليه مستندا على الحائط و نظرتها مصوبة إلى الأسفل حيث طرف حذاءُ و على وجهه الأسى..
و امتننت في داخلي على تصرفه النبيل..
ساعدت رهف على الوقف كانت أكثر هدوء و غسلت وجهه بالماء بيدي حتى أوصلتها إلى السيارة
لأهمس في أذنه
" لا عليكِ سنكون بخير "
دخلت البيت و حدي و ستكون الاخيره
في زاوية من جنبات البيت أودعت نظراتي أخر خيط من الماضي
خرجت من البيت لأقفل الباب بعدي و هو واقف خارج السيارة مفكرا ركبت دون أن انبس أي كلمه, انتبه لي, ليصعد بدورة
ابتعدنا مسافة تقارب الساعتين و الصمت مخيم على المكان
رهف بدت متعبه لجأت إلى النوم, و الصغيرة كذالك
نظرة إليه أحادث نفسي من يكون ؟
طار السؤل مع صوت محرك السيارة, ومن خلال المرآة العاكسة رايتها يرفع بصره نحوي و على شفتيه شبه ابتسامه أخفضت نظري سريعا من الخجل
التفت إلي مرة أخرى مبتسما
" إذن أنت رنا "
شعورا تملكني ممزوج بخجل حتى منعني من الاجابه ( اقصد الخجل )
وفهم بذالك أنني هي

لنبتعد قليلا عن هذا الشاب
بعد عدة ساعات مماثله استيقظت رهف و التحسن بادا على وجهها
قالت رهف
" الم نصل "
قلت
" كلا "
قال الشاب
" أمامنا ساعات طويلة حتى نصل "
و مازال الصمت رفيق الدرب إلى أن سمعنا صوت قوي شعرت و كأنه السيارة قد اهتزت منه
لتصرخ رهف بعدها
"أوه ربّاه ! "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

التوقيع:


ان رفعت الصوت .. صحت يا بعدك
وان قويت سكوت
آه ,,، يا بعدك
انت والا الموت ...
وما احد بعــــدك .






عاشقة شعر البدر متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس