مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-06-2009, 21:54   #2
يعرُب
 

رد : بعض الحكايات لا تنتهي ..!

1
ليس من السهل سرد تفاصيل حكاية ، بشكل كتابي ، إذ انك أحيانا تواجه صعوبة في تسطيرها بشكل مناسب للقارئ ، لتوصيل الفكرة أو المعني الصحيح للحدث ، بخلاف أن تسردها في جلسة على ضوء القمر للمجموعة من الأصدقاء لن يعاتبوك على اللغة التي تخاطبهم بها والطريقة التي تتحدث بها ، فكل ما يهم في ذلك الوقت هو الحصول على الأحداث بطريقة سهلة وبسيطة بدون التعمق في الحديث والأحداث إذ أن الكلام ، وطريقة تعبير وجهك تختصر الكثير من الصفحات والكثير من الدقائق ، فمشاهدة فلم قد يستغرق ساعتين بينما لو انك تقرأ ذلك في رواية ربما اخذ منك ساعات طويلة ، لو انك حاولت أن تنتهي منه في نفس اليوم ، بخلاف أن تقرأها على أجزاء وفي أيام متفرقة ، ربما البعض يعشق أن يعيش داخل رواية ويقرأ تفاصيلها بدقة ، ولكنا نجد في الضفة الأخرى ، من يريد اختصار الأحداث ، وليس لدية الوقت الكافي لمتابعتها من خلال حروف مكتوبة .
2
اقتات الحيرة في هذه اللحظة وأنا أحاول أن ابد معك الحكاية من أولها فتراودني فكرة أن اطلب منك أن تعود إلي آخر صفحة لتعرف النهاية ثم تبدأ من هنا ، كرة أخرى ، غير أني اعلم أن آخر صفحة بيضاء ولا تحمل غير كلمة " النهاية " ، فلن تستفيد منها لذلك هل أبدا معك بـ كان يا ما كان كما هو في رواية " إحدى عشر دقيقة " أو أقول كنت أقف على مدخل العمارة التي اسكن انتظر حدث في حياتي لا اعمل ما يكون غير أني اعرف أن هناك لحظة للوضوح سوف تأتيني في اليوم الثالث عشر من الشهر ، برغم أن هذا الرقم الكثير يتشاءم منه إلا أني اعتبره رقم حظي فكل ما يعود بي الزمن له من كل شهر أقف على مدخل العمارة التي اسكنها ، أترقب الحدث ، تمنيت وقتها أن يكون عدد أشهر السنة ثلاثة عشر بدل ال أثنى عشر فتتاح لي فرصة ترقب لحظة الوضوح على مدار ثلاثين يوما ، فتكون فرصة الحصول عليها اكبر من يوم واحد في الشهر بمعدل اثني عشر يوما في السنة .

انتصف النهار وأنا قابع أمام بوابة العمارة ولم يحدث أي شيء ، وعندما هممت بالعودة لشقتي في الطابق السابع تقدم نحوي رجل مسن ملامحه أوروبية يقتاد فتاة في بدايات العشرين من عمرها ، سألني عن وجود شقة خالية في نفس العمارة التي اقطنها ، والتي تعتبر احدث عمارة في ضواحي العاصمة جيبوتي ، تتكون من عشر طوابق اغلب سكانها من غير أهل البلد ، لا اعرف الكثير منهم إلا جاري الفرنسي وزوجته الأربعينية ، أخبرته عن وجود شقة خالية في الدور الثامن تركها تاجر هندي منذ بضعة أيام ، تركها خالية من كل شيء ، حتى لوحات مفاتيح الإضاءة جردها منها في ليلة ليست قمرية .




اخر تعديل كان بواسطة » يعرُب في يوم » 19-06-2009 عند الساعة » 22:39.
يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس