مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-06-2009, 22:17   #4
يعرُب
 

رد : بعض الحكايات لا تنتهي ..!


5
الصباح هو بداية يوم جديد في حياتك ، من بعد أن فارقت الحياة لساعات لا تعلم ماذا دار فيها ، قد تكون في منامك ممن يواصلون حياتهم هناك ، فتمارس بعض الطقوس التي لا تستطع أن تمارسها في واقعك الحقيقي ، حتى أمنياتك تتحقق هناك ، الجميل انه لن يحاسبك أي أحد على أي عمل تقوم به ، فيه تستطيع أن تحكم العالم ، وفيه تستطيع أن تمارس الحب مع المشاهير من النساء ، التي أكثر ما تستطيع عليه في واقعك ، هو أن تشاهدها في فلم أو على خشبة مسرح ، من خلال شاشات التلفاز .

أخرج من شقتي والتي تقابلها شقة جاري الفرنسي ، الذي يغيب عنها أيام ، بحكم عمله في مناطق بعيده عن العاصمة .الدور السابع لا يحمل غير تلك الشقتين ، وممر ليس بذلك الوسع كفاية ، إلا أن زوجة الفرنسي حولته إلي معرض ، فيه بعض لوحاتها وبعض التماثيل التي تصنعها من الطين ، وبالكاد أمر من خلالها ، حتى أصل إلي مصعد العمارة ، وهي ترمقني بنظرات تحمل الرغبة في انتقام أكثر من ذلك الذي عملته معي ، بعد أن ترددت كثيرا على شقتها ، بحضرة زوجها وفي غيابه ، وقتها أغرتني بصناعة جسداً مشابها لجسدي من الطين ، مقابل فرنكات كنت في حاجة ماسة لها في ذلك الوقت ، فعلت ما تريد ، وتجردت من ملابسي ، حتى تصنعني بطريقة تتناسب مع كل أجزاء جسدي ، وفي النهاية حينما عرضتني وأنا من الطين في الممر ، لم تجعلني مثل بقية الرجال ، إذ سلبتني ذكورتي ، وكأنها تنتقم بذلك العمل ، من كوني لم أتحرش بها ومطارحتها الغرام ، في غيابات زوجها المستمرة ، إلا أني لم افعل .

لا أعلم لماذا ؟

ليست بشعة ولا جميلة ، أربعينية تشعر أن لديها الرغبة ، قد توحي لك بعض افعالها أنها قد تمنحك المتعة ، التي يقول عنها صديقي أنها مقتولة في هذا البلد ، بدون أن تخاف من أي شيء ، ربما يعود سبب عزوفي عنها ، هي تلك الحكاية التي شاهدتها في السوق بين الرجل الجيبوتي المعاق ، والذي يساعده على التحرك كرسي يتنقل به في الأماكن .

كانت تقف بجوار سيدة فرنسية ، تشابه زوجة جاري في السن والجسم ، وحديث يدور بينهم يجعلك ترغب في معرفة ما يكون ، حينما رحلت وتركته ، ذهبت استفسر عن حواره معها ، بطريقة تخفف من حدة عصبيته ، التي ظهرت وهو يتحدث معها ، لم يكن بعيداً عن الجنس ، لقد كان يساومها أن تمارس معه عن طريق فمها ، مقابل المال ، لكنهم لم يتفقوا على السعر ، يبدو أنها طلبت ما لا يستطيع عليه ، فهو بالكاد يجمع ذلك من صدقات المارة ، ليذهب به إما لشرب أو ممارسة الجنس .

من ذلك الحدث تقززت كثيراً من الفرنسيات ، ولم تعد لي رغبة في مجالسة جارتي ، دائما أتخيل أنها ممكن أن تقوم بأي شيء مقابل المال ، ولديها استعداد أن تدفعه مقابل ما تريد ، هكذا هي نظرتهم للحياة والمال ، به تستطيع أن تأخذ ومن أجله لابد أن تقدم ، قانون يفرضه الواقع على الكثير ، ما لم تكن هناك موروثات تتحكم في العلاقة بينك وبين المال ، تحدد الطرق الصحيحة لكسبه ، وأيضا تلك الطرق المشروعة في إنفاقه .



التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس