مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 12-08-2009, 12:53   #1
كائن سردي
عضو شعبيات
 

أوراق الصباح والمساء... في دار المفردات

لمن يحبون الحوار, ومن يكرهونه
ولمن يؤمنون بجدوى الحوار بالكلمة ومن لا يؤمنون
ولمن كانو متفقين لحظة حوار، ولمن اختلفوا.
ولمن يبحثون عن الحقيقة
ومن يبحثون عن أحجار يلقمون بها أفواه الناس!


عن دار المفردات للدراسات والنشر صدر كتاب أوراق الصباح والمساء للأستاذ عبد الواحد اليحيائي ، ويباع الكتاب حاليا في مكتبة نادي الكتاب (التراثية سابقا)،
ويتوفر قريبا في مكتبات جرير في المملكة ودول الخليج.








جاء في مقدمة الكتاب:

في البدء كانت الكلمة، بعدها جاء الحوار..
علم الله الإنسانَ الأسماء كلها ليبدأ رحلة حواره على الأرض، وعلى الكلمة والحوار قام الاستخلاف. فكّر الإنسان وعبر وحيداً، لكنه استشعر الوحشة، واحتاج إلى من يحاوره ليؤنس روحه وعقله وجسده، وليتفق معه ويختلف، وليفكر بحضرته ويبادله أحلامه وتطلعاته وطموحاته ومطامعه.

احتاج الحوار مع نفسه ليعرف أكثر، وليسبر أغوار ذاته، واحتاجه مع الآخر ليصحح خطأه، وليؤكد صوابه، وليشغل نفسه بفكر مختلف وحلم مغاير، وليَفهمه ويُفهمه وليبدأ معه رحلة طويلة كان بعض نتاجها أنا وأنت ومعنا وحولنا كلمة وحوار تتابع أثرهما إلى اليوم لتعمر الأرض بالإنسان وبنيه.

أحاور نفسي، لكني أحب أن يسمع القارئ حواري معها، وأحاور الصديق فأشغل نفسي به ومعه حتى أصل عقله وقلبه كما أود، وأرقبُ الآخر وهو يسمعنا فأحب أن نكون معاً: مشغولين بالحكمة، باحثين عن الحقيقة، ومؤمنين بالإنسان الذي أودعه خالقه الكلمة، وعلمه الأسماء، وشرع له التفكر والتحاور.

وهذه أوراق مبعثرة، بعثرتُ الحوار والتساؤل، الإنسان والآخر، العارف والأقل معرفة، أنا وأنت، هو وهي، هم وهن. أوراق تم تداولها عبر الصحافة، والشبكة، والمنتدى، والمجلس.

مقالة قصيرة بدأت حواراً مع الذات أو مع صديق. حواراً حول فكرة غامضة، أو شخصية مؤثرة، أو فلسفة غريبة، أو مبحث لطيف، وومضات من كلمات ألقيت في محضر أو محاضرة. اتفقنا، اختلفنا، صمتنا خوفاً من معمعة جدل، أو رهبة من تواجد رقيب، تكلمنا رغبة في توضيح حقيقة، أحرار بمسؤولية، بحرص نتعلم، وبرغبة في الفهم نبحث ونفكر وبوعي نختار ونقرر، وكل ذلك جميل، لكن الأجمل هو ألا يشغل أحدنا نفسه بإفحام الآخر، أو إلقامه حجراً، أو يسعي لإحراجه حتى ليكون بطن الأرض خيراً له من ظهرها.

حين يشغلنا الرد عن غايته نتحول إلى العمى الثقافي والرؤية التي ستبقى مرهونة بضلالها لأنها أقصت الآخر فلم تسمع منه خوفاً من فوضى متوقعة دون أن تبالي بحرية يجب أن تبقى مُصانة.

لمن يحبون الحوار، ولمن يكرهونه..
ولمن يؤمنون بجدوى الحوار بالكلمة، ولمن لا يؤمنون به..
ولمن كانوا متفقين لحظة حوار، ولمن اختلفوا..
ولمن يبحثون عن الحقيقة، ولمن يبحثون عن أحجار يلقمون بها الناس.

من الجميع وإلى الجميع ليكن هذا الكتاب...

ومما جاء على غلاف الكتاب الأخير ...

ولا توجد رسالة بلا معنى، هي إن لم تحو المعنى فلعلها تريد أن تقول لنا أنها بلا معنى، وقد يكون اللا معنى رسالة أيضاً. ألا نستدل بالقبح أحياناً لنعبر به عن الجمال؟ ألا يحركنا الشر فنتعرف من خلاله على خير كثير يقاومه ويدفعُ ضرره؟ وكذلك يفعل بنا مالا معنى له حين ينبهنا إلى شيء آخر له معنى. ولا يوجد ما يدفعنا لشغل أوقاتنا بما لا نفهمه (مهما كانت الأسباب) حين يوجد ما نفهمه ونستطيع أن نقتنص أكبر قدر من الفائدة بفهمه. ولنقبل بنفس راضية أن نتجاوز إلى ما نستطيع دون خجل أو مواربة أو تعالم.

وأيضا ....
ولأن المرأة غواية فهي مشغولة دوماً بأداة غواية، ولا أداة عندها أجمل من جمال، ولا رسول لديها أقوى من ضعف، ولا حيلة أنجع من وسيلة تختال بين العقل والغريزة. ثم تبقى مرجع الإنسان الأول قادماً من رحمها، وملاذه الأخير متوارياً في ترابها.


كل التوفيق للأستاذ اليحيائي

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس