مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-08-2009, 04:53   #43
مها بنت محمد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ مها بنت محمد
 

الكُره داخِلَ قاموسي موءود مُنذُ الـ لا أعلم...



المكان Lugano صيف 2008





كُنتُ مُستلقِيةً على ذلِكَ الوجَع المُزّمن المُتَغلغِل داخِلَ أَنسِجة جسدي المُمتَلِئة بِأوجاعٍ تربو لِأكثرَ من عقدٍ من الزّمن.. أنتشي هواءَ التعب , وَرائِحةَ الجُروح النتِنة .. التي مازالت مُتعلِقة داخِلَ جُدرانَ قلبي الغير قابلة لِلكسّر, والذي تعهدّت مُنذُ نبضاتِهِ الأولى . بِأَن لا يُغيِرَ مبادئهُ, ويكون الصدق عنوانهُ بِجميع أحواله, هذا الصِّدق الذي ركلهُ أغلبية آل البشر بِأرجُلهُم لِيعيشوا "صح" ولكن لن أكون مثلهُم مهما كان حجم الوجع الذي يستقرُ داخلي.

نعم أُحبُ الألم.. أكثر إذا كانت نتيجتُهُ الصدق الذي يُرضي قلبي , وِيُنعش مشاعري
أُحب الوجع أيضاً الذي يُلهِبُ فؤادي حرارةً حارقة من أجل لا أكون "ذاتَ الوجهين"
فأنا لا أرضى بِأنصافِ الحلول,, فإما أكون , أو لا أكون..


أرسمُ مُستقبلي لوحَةً تشكيلية قريبةً من واقِعِي الذي أعيشُه, أُحاول أن أنسِجَ خُيُوطَ عالمي المُستقبلي بِخُيُوطِ الكشمير وِالحرير الناعِمين كي لا أَخدِشَ من أُحِب في يوماً ما, وكي لا أكسُرَ قلوبهُم التي احتوتني من أعاصير الزمن الساحِقة , ومن أجلِ أن لا أُجازيهم بِصفعةِ نهايةِ الخّدمة.


علّمني "أبي" الوفاء مُنذُ طُفُولتي الحالِمة , وَ أسقتني "أُمي" الصّدق وَالحنان لِيكونا ضمنا تركِيبَتِي الغِذائية , كبُرت الآن وأصبحت امرأة بكامِلِ قوتِها , إحساسِها , جمالِها , وِأناقتِها ...ولكِن لم أجد الوفاء الذي حدثني أبي يوماً عنه سوى مع أُناسِاً قِله ,ولكن أُؤمن بقولِ أشرفِ الخلق عليه الصلاةُ والسلام (الخّير فيّ وفي أُمتي إلى يومِ القيامة)
أُؤمن أيضاً بأن قلوبَ ملايين آل الخّلق تحملُ الوفاء ولكن قد تختلَف من آخر إلى آخر, ومع ذلك سأظلُ وفيةً
ما حييت مع من عرَفتَ ومن لم أعرف .. مع من خدعني ,جرحني, ....., و.........
سأكون تلكَ الوفية لمن جرحت , و خذلت دونَ عِلمي . لن أقولَ سوى "الله يسامح كل من ظلمني"



استلقي على فِراشي الذي قاسمني ألمّي وأملي ..وعاشَ معي لحظةً بِلحظة لأُغمضَ عيناي الذابِلة أرقاً كُل ليلة دونَ أن أحمِلَ ضغّينةً على جِنسِ بشر بل ألتمسُ لهم أعذاراً ( التمس لأخيكَ سبعونَ عُذراً)




كبُرت وكبُرَ معي صِدقي , ورافقهُ أيضا حناني الذي غذّتني به حبيبتي , علمتني أن أُعطي أكثر مما أأخذ ,
زرعتني وردة وسطَ رياح تملؤها (.......) ولكن فوجئتُ بِأن الصدق وَ الحنان ليسَ لهُما مكانٌ يُذكّر بينَ
آل بنو آدم ,,,ليسَ جميعهم بل أغلبهُم ومع ذلك سأبني جسدي على الصّدق و الحنان الذي عرفتهُ منذُ طفولتي
صَدقي لم يكُن وسيلةً رائعةً ... لي بل على العكس عندما أُشّهِرُ سَلاحَ صدقي يكثرُ أعدائي رُغمَ حُبّي لهم ,يصفونني بالمأفونه أو المعتوهة لأن صِدقي غالِباً ما يكون صالحاً للاستهلاك البشري ولكن لا يقتنِعون بِذلكَ أبداً

صدقي أيضا يكونُ معهم رائِع أكثر مما هو معي , وأيضاً عندما أكون صادقة معهم أبحثُ عن سعادتِهم وليسَ سعادتي .

عَندما أُعامِلهُم بالحنان ألاقي الجزاء منهم هو الجفاء .

لِماذا يرشُقونني بِوابِلٍ من الكلام اللاذع , والجارح ,,, لا عليّ سَأَبتسم إذا كانَ ذلِك يُريحُ من لهم بِقلبي مكان , فَكُلُ آل البشّر لهُم حُبٌ مكنون داخلَ قلبي.
من أحبّني , خذلني , جرحني , صدّقني , آواني , طعننّي , و....... لا عليّ منهم ولكِن أُحبّهم جميعاً

فالكُره داخِلَ قاموسي موءود مُنذُ الـ لا أعلم...



التوقيع:
عزي اللي أنا فيه ورث أبوي ومن يديه
,, ماجته صدفه ولكن جابها من هيبته
لاسألوني هذا أبوك وراسي فوق اقول ايه
,, جعلني فدوه لـ ابوي أفدى والله شيبته
مها بنت محمد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس