الموضوع: ع ـرض أول
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-03-2010, 04:39   #1
سند الدغيلبي
.
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سند الدغيلبي
 

ع ـرض أول

عرض الاول

قد لا تكون هناك رواية وقد لا يكون شخوص وقد تختفي معالم الحدث
فالصباح برودته قارسة يُذكرني بيوم قضيته في العراء وحيدا عاريا
من كل شيء حتى المشاعر لم تكن تعرف الدفء0
تعودت على البيات الدائم
حالة سكون دائمة فالمسرح فارغ صامت منذ ثلاثون عام..
واكتست خشبته بالغبار حتى أمسيا صديقين ..
أُشاهد المقاعد دوما وأنا أقف كل مساء على نفس الخشبة بعين
زرقا اليمامة
باحثا عن القادم..
ثلاثون عام أتنفس رائحة خشبة المسرح المُكلل بذرات الغبار..
حتى استوطنت الغبار وأطفئت إنارة المسرح ..
كل مساء أحضر أتلمس ذرات الغبار خوفا من مجهولا قد يأتي فيتطاير ..
كاشفا عُري الخشبة في غيابي..
في ذات اليوم لذات الشهر لنفس العام على نفس المسرح وخلال العرض المعتاد لنفس المقاعد الباردة شعرت بأنه من الظلم إبقاء العرض حبيس الخشبة والمقاعد الفارغة..
فكان القرار
فتح أبواب المسرح لكن يبقى السؤال ..!!
ما النص الأول للعرض ؟؟
لا أُجيد تقمص الشخوص الشكسبيرية ..
ولم أكن يوما قيسا الموغل حبا لليلى..
تذكرت البرد والخشبة و ذرات الغبار والمقاعد الخاوية والثلاثين عام
فقلت هي أدوات نص العرض الأول ..
احترت لمن أخط رقاع الدعوة ..
فغيبوبة السنين الفائتة أفقدتني الأسماء والوجوه..
آثرت عدم كتابة الرقاع وفتح الباب ..
أُضيء المسرح
وجمع الغبار في أحدى الزوايا..
تحسباً لغياب الحضور..
لم يكن هناك ستار.. ولا مخرج .. ولا أصباغ تكسو الواقف على الخشبة
لأول مرة يداهمني الخوف فباب المسرح سيفتح ..
تذكرت حينها شعرة الفصل والمقولة
"أكون أو لا أكون"
هالني الضوء المتسرب في تحت أعقاب الباب ..
لا أعلم إن كان جالبا للسعادة أم سيكون لتعاستي رفيق
وبداء العرض في غفلة من الخشبة والغبار

التوقيع:
سألتها،،
كيف أعرف ،،
الحب،،
قالت أبحر،،في عيناي


sanad@dbiah.com
سند الدغيلبي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس