[عبدالواحد اليحيائي]

.
.
تزوج أعمى.
قالت له زوجته: أنا أجملُ امرأة في الدنيا.
لم يُساوم، كان يكفيهِ حدٌ أدنى،
لم يسعفه خياله ليصل إلى ما هو خير،
وحين دلته على مواقع الفتنة، أقنع نفسه أنها أجمل امرأة في الدنيا،
وأنجبا أطفالا للفتنة.

تزوج أصم.
قالت له زوجته: صوتي كأصوات البلابل في الصباحات المشرقة.
اكتفى منها بحوادث لا علاقة لها بأصوات البلابل.
لم يسمع تأوهاتها أبدا،
فرح حين لم يحتج ابنه الأول إلى لغة إشارة.

تزوج أبكم.
حدثت زوجته صديقاتها عن نعمة الزواج من رجل لا يتكلم،
لا تسمع صوته شاكيا أو راغبا،
حملت بهدوء، وأنجبت بصخب،
سأل الله أن يرزقه ابنة ثرثارة.

تزوج بصيرا، يسمع ويتكلم،
غبط الأعمى والأصم والأبكم،
وتمنى أن لو كان عقيما.
.