الموضوع: نجـلاء
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-06-2010, 21:17   #3
رزان
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ رزان
 

رد : نجـلاء

أيا نجلاء .. اتسعت فسحة الموت واقتربت وأنا لا أملكُ حياة جميلة دونكِ , أنا حينما أصبر على عشقك أزيد مساحات النصب لنفسيّ
وأرهقني أكثر وأموت أكثر والغصّة التي اخترقت حُنجرتي تنمو وتتزايد وتكثُر , وأنتِ قلما تأتين .
فـ يا طاهرة اذهبي الآن إلى ذاك المحراب الصامتّ : ارفعي كفيكِ , وانظري نحو السماء في جوف هذه الليلة المُظلمة , التي تحترُم الدُعاء
ثم قولي خاشعة :
ربِ امسك قلبهُ عنّي وأعدهُ إليه , و أغرسه في جوفه يا رباه .
قلبي ما قبع عندي مذّ ستُ سنين عجاف ,
ناجية يا نجلاء
قولي كما أشقيتني : اجعله يهنأ بالشباب وبالمشيب !
ما وجدتُ سواكِ أنثى مُتفوقة في السطو والسرقة كما تفعلين , سرقتِ ذاك الذي ينبض بين أضلعي بعنفّ لم أتعوّده منكِ ثُم قذفتيني إلى المُنعطف الأخير ,
إلى أرذل العُمر يا نجلاء .
بعدكِ غدوت كعبّارة على سطح بحرّ لا آخر له .. غدوت كعقاباً على نفسيّ , كنبتة أضاعت جذورها, كأرض تجلُب القبيح إليها , غدوت دونكِ يا نجلاء كحلمٍ شاخ وكهل !

إنكِ تلفين العشق حول معصمي , وتلفين الموت حول عُنقي , تملكين وحدكِ حقوق الهوى , تأتين بي من مشرق الدُنيا إلى مغربها .
يدي أضعف من أن تكتُب ما يضمر في صدري لك ِ سأقول فقط لا ترتحلي وتجعليني أشهق طويلاً بلا مُصغي إلي ..
لا تدفعيني للهاوية ثُم لا تعودين لا ترمي نشوة الحزن على عاتقي وتذهبين .
* من شرق العالم آتيكِ يا نجلاء وترتحلي ؟!


ضل سعييّ إليكِِ ولا أدري أين أنتِ ؟! قولي ولو كذباً أنكِ بالقُرب منّي
قولي لي أنكِ في مدينتي تقبعين .. اشتقتُ لصباح مُمتلئ بكِ , صار الصباحُ من دونكِ عقيم
لا يُنجب نسمات نقيّة , أضحى يأتِ بموجة أخرى لا تُشابهك ..
* يا مُخطئة أي حُزنٍ تبعثين !

لأجلكِ تساقطتُ وجعاً ؛ وثُُقبت فرحتي , وأضحى حُزني مُتعسّ وفؤادي لا يستكين .
استترتُ عن الناس , وبكُل غباء اعتنقت حُبك وأنا أعلمُ أن حُبكِ لا يُشبَع ولا يُملّ , يا رفيقة طامع بالمزيد شراييني جفّت وما ارتوت , غدوت أهذي هذياً غير مستساغاً للسامعين ,
غدوت أحمل في شراييني دماءً سوداء فاسدة .. غدوت رجُلاً بلا رأس بلا قلب بلا عقل بلا مفاصل ولا روح , هلا أتيتِه يا نجلاء وأعدتِ إليه أعضاءه الهاربة منه !
أتعلمين .. ذات فراق ذهبتُ إلى الحدائق الخضراء المكان الذي كُنت أفضل الاستلقاء والغوص في دواخله دفنتُ بين تلك الأعشاب ثمة سرّ لم أخبر عنهُ أحداً سواكِ ظننت أنه لن يوجد من قِبل أحد ..
عدتُ إلى الحدائق وما وجدتُها إلا تُربة صماء عارية فاضحة الحُب كما عينيّ , بائدة السر !
لا أعلم من فضح الهوى بينما أنا ضائع في شوارع مدينتي الصحراويّة أُفتش في ملامح العابرين عن ملامح كـ ملامحكِ دون سؤال أحدهم أين تقبعين !
أنا هُنا أكتبك لأني أُجزم يا نجلاء بأن الحُب دون إمكانيّة التعبير ليس بحُب وأنتِ جعلتيني أهذي , جعلتيني خارجاً عن العُرف وعن العالمين .
مُتمرداً على كُل طبيعي في الحياة , وسأظل هكذا ما دامت رائحة أشياءك القديمة مُتشبثة في قميصي
أواه منكِ يا نجلاء تركتيني فقيراً في غناي وغنيّاً متشبعاً حُزناً في فقري تركتيني ثروة مهجورة , جثة مُغتالة تركتيني كعرصة خالية , كهواء فاسد , كنافذة سريّه لا يعلمُ عن وجودها أحد
تركتِ ابن الصحراء حزيناً مُتمدداً يعيشُ على ماضٍِ تليد يعيش متورطاً بحُبكِ .


* أبعد هذا كُله سـ تولينهُ الأدبار يا نجلاء ؟!

رزان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس