الموضوع: إلى شهريار .
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-09-2010, 08:51   #1
فـريده
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ فـريده
 

إلى شهريار .


إهداء إلى شهريـار :
عليكْ بي .




كنت جالسة تماماً حيث جلس قبلي كثيرون , أكبر مع الأيـام الراحلة ثم أعيد ترتيب حقائبي و أقف لأبكي بشكل رتيب .
وحولي كل الأشياء المتوسطة البرودة , أشعر بها تنظر لي بابتسامتها الهازئة أعلم أن أرواحها تتحدث الآن تبصق علي وتوّد لو تركل وجهي لكن ملامح الشقاء كانت ركاماً فوقها وغاب وجهي في دنيـا الصحو , ! عشت في حياتي أدواراً كثيرة , وركبت فوق ظهر أخيلة كثيرة وحاولت ترويضها ولكنّي سقطت لأجدني مُعدمة من حبل الواقع ؛ لأقيدها به وأتشبث , كنت كمن يتسلق الشجر ويعلم أن القمة شعثاء ويستمر بالصعود محاولاً مخالفة أمر القدر , الطبيعية , والحظ العاثر .
ماتت عصافير كثيرة في يدي ؛ لأني أطلقتها في عالم الغُرباء وعادت بأجنحة مقصوفة , وقلبٍ جاف يحتاجه نهر كامل من إكسير الحياة ليعود !
ومع كل ماقابلت ظللت أنفث دخان كمدي في أوجه الغائبين وظلّت عواطفي تحت سيطرة خُدرٍ لم يزل ينهل من بياضي سواداً كثيراً وجئت أنت الآن ..
لترزقني بقلبٍ جديد , بحياة جديدة اخترت أنا فيها ِمحِل ولادتي , اخترت فيها شكلي , لُغتي , اخترت فيها لوني , واخترت أن أكون مترادفة الجمال ككلمة عربية ضاعت خلف جمال اللغات الأخرى , اخترتك أنت لتكون صدى صوتي , اخترت غيرتك لتكون حجابي من كل ذائق استطابت عيناه بي , وكنت أفضل ما حققته أمانيّ التي اعتدت أن أستعيدها بعد ثواني من صعودها لإطراف السماء , تلك الأمـاني التي لاتصل , جئت أنت الآن .. لتخور قواي أمام صلابتك و يسعد قلبي ببكائه منك , لأرى عمري ضياعاً حين ينقضي دونك , وليكون عمري ساعاتٍ معك , جئت أنت .. وعاد معك المجاهدين إلى أحضان أمهاتهم , وارتمى الأغنياء تحت أقدام المُعدمين , وحلّق طير برجل مكسورة , جئت أنت .. وغادرت السُفن إلى موانيها تحضن أعوام الفراق بعومها , وليقبّل غريب فتاته أمام أعين المارّة , يا أيهـا القادم مع الأمسيات النبيلة مع الوعود المحققة والمواعيد الصادقة
هذه أنـا .
أصنع من نومي جدائل سهرٍ وأعقد طرفها بحفنة من رائحة اللهفة , هذه أنا أقرأ قصائد عشقك تحت الشفق وفوق الجسر ولا تفتأ الشمس تطبع بأشعتها لون السمرةِ على خدّي
هذه أنا أحصد أعوامك باعوجاج ضلعي ..
هذه أنـا.
حِلٌ لك التبغ النامي بين شفتي وطوافاً سابعاً تحت جناح الهوى , حلٍ لك سكرة الحرام من جنوني وسيجارة الطفو من تعذيبي ..
هذه أنـا.
مقصورة كظهر الألف عنقي مكسور كالفاء وقلبي منقوع بك كالغين وفارغٍ منهم كالعين , هذه أنا فوضويةٌ كالهاء رتيبة كالباء حادة إذا ما انكسرت كالسين ثكلى كالثاء
هذه أنا راشدة كالقاف مراهقة كالطاء , منحنية كالدال ..
هذه أنـا.
أجمع فصول الربيع سنة رابية في عشقي المغولي , والشتاء حُباً صداقٍ في عزف عودي , خريفٌ من الأيام الناتئة في الغياب وصيف ٌ تحت أكوام النسيان
هذه أنا غابة كثيفة العواطف , خصبة الذاكرة راسخة السطور على أراضي البدايات ..
هذه أنـا.
غناء الرُعد وإسراء البرق في السماء , حقيبة من الأمنيات الفارهة وسلةٌ متصدعة من وجبات النسيان الثقيلة هذه أنا طبقٌ من تنهيدة منحوسة أوجاعها ورديةٌ معدودة
هذه أنا في ميادين الحرب منتصرة وعلى تلال الظلّ مطعونة وفوق تفاصيل الأوراق مرسومه ..
هذه أنـا.
عذراء الشعور فدعني أبلغ الحُلُم بك , راشدة الموقف فدعني أشيخٌ حباً إليك , أتوالى سقوطاً على عتبة المغالاة في بحيرة من الشرود منك , يقبضني عُسر التقدم أو العودة
هذه أنا عزيزة البُعد شريفة الهُوى خالصة الهُدى ..







*في مكان آخر تجدونها .

التوقيع:
ثمة ظلٌ يلحقني لا أقصد ظلي !
فـريده غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس