يا للسماء وكم تجودُ سخيَّةً= صدفاً حميداتٍ بلا تمنينِ
جادت علينا فالتقينا ها هنا= طيفان وامتزجا بطهر شؤونِ
يتناجيانِ كأنَّما روحيهما=حرفُ يُخَطُّ على بياضِ مُتونِ
يتسامرانِ بكلِّ ودٍّ كيفما= شاءت لواعجُ خافقٍ بشجونِ
يتشاطران همامة النفس التي=في حزنها فرحُ اللِّقا بِخَدينِ
قد أقسما حبَّا يتيما يانعا=يحكي غرامهما لكل الكونِ
قد اقسما صدقاً وأعلنه الذي= في الصدرِ ينبضُ باذخ التكوينِ
وتقطَّرت بين الشفاه زهورها= وتمايست قداَّ بسُكرِ فتون
لِيَعُبَّ علاًّ دونما ريِّ فلا= شيئٌ سيروي ظامئاتِ رهين