مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-05-2012, 22:50   #4
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!



4

البرد مختلف في بيشاور
مدينة مليئة بالضجيج فقط تشعر أن كل شيء حولك يتحرك في عجل بصوت مرتفع ومزعج ، لا أتذكر الكثير من ملامح تلك المدينة ، غير الأصوات وبعض الطرق التي توجد بها قنوات تصريف مكشوفة ، هكذا هو تصميمها ، لم اكتشف الفكرة من وراء ذلك إلى الآن .

ركبنا في الركشا وهي عربة بثلاث عجلات من السهل أن تنقلب في أي وقت كما هو الحال في تعديله لوضعه بسرعة ، تشم رائحة الديزل هناك فـ معظم السيارات تستخدمه ، هو أوفر اقتصاديا من حيث الكلفة

بعدما وصلنا إلى المنزل أول عمل قمنا به هو أن توجهنا لغرفة الملابس حيث توجد كميات كبيرة وتشكيلة فريدة من الملابس الصوفية والقطنية الحامية من برودة بيشاور المزعجة ، لم أوفق في الاختيار ، شعرت أن ما اخترته جعلني كسول وثقيل الحركة أكثر مما كنت عليه مع برودة تجعلك ترغب في النوم فقط والأكل

ما إن خلصنا حتى توجهنا لصالة كبيرة مخصصة للطعام الذي تكون من قشطة سائلة تأتيهم كل صباح بتجدد مع مربى وخبز أفغاني على شكل مستطيلات وكوب حليب ساخن ، لذيذة تلك القشطة لم اعرفها منذ تلكالأيام .

اعتقد أن مسئول البيت كان يراقبني بدون ما اشعر بذلك لأنه بعد الإفطار نادني لمكتبه وطلب مني إجراء مكالمة دولية لـ أهلي ربما كان يريد أن يراقب ردة فعلي ، خُيل له أنني سوف أبكي أو ربما اطلب منه العودة إلى أحضان والدتي .

وضعت السماعة بعدها ونظرت له هل هي مجانية أجاب بكل تأكيد ، قلت أتمنى أن احصل على المزيد من الأشياء المجانية ، ثم توجهت نحو الباب ، وقبل أن اخرج ناداني .. أبا يحيى ! التفتت له وقلت إلى المعسكر
( أبو يحيى ) هذه كانت كنيتي هناك .

دخل الليل بعد أن قضينا النهار مع العصر في الحديقة المزروعة بحشائش خضراء رائحتها تملأ المكان نتجاذب أطراف الحديث مع شباب عائدون من الجبهات وهم يخبرونا عن مغامراتهم التي تجعلك تتشوق للذهاب هناك بسرعة ، وننتقل بالحديث عن الانتخابات وعن موقف الشباب من فوز بوتو وكيف حال الوضع بعد تسلمها للسلطة .

الأماكن كلها مليئة لا يوجد مكان لنا نحن الضيوف ننام فيه حتى تدبر أمرنا بغرفة نصفها تحوي أغراضاً خاصة بالمنزل لكنها تحمل كثير من الدفء .

لم استطع النوم مع المكاوي في نفس الغرفة ، كنت خائفاً بشكل مزعج وساوس تأخذني بعيدا وتعود بي ، كلما تذكرتها بعد حين اضحك كثير وأعذر نفسي .. أفكار شاب تربى على قوانين منزلية تحمل الكثير من التشدد في اختيار الرفاق والأصحاب .

سامرت نفسي على أصوات طلقات الرصاص طوال الليل ، عرفت في الصبح أنها مظاهر تعبير عن فرح بفوز بوتو

وظهر الصبح ..
وها نحن نتجهز نحو المعسكر



التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس