ذاتَ وداعْ
-1-
رَسَمَتْ مَعالِمُها الوَداعَ ، وَرَأرأ الحزنُ الأنيسُ
وَتَكَوَّرَتْ في الحُوْرِ لؤلؤتانِ ،وانبَجَسَ الحَبيسُ
زَفَراتُ دمعٍ مُشعَل ٍ كالنار ِ لا فِحَةً تَجــوسُ
وَتَصاعَدَتْ نَشَجاتُها وَجَعاً تَهَدَّجَهُ تَعيـــــــسُ
-2-
زَحَفَتْ أنـــامِلِيَ ارتعــــــاشاتِ ارتباكٍ لا يُحَدُّ
يجتاحني مَدٌّ اكتئــــــــاباتِ وحـــــزنٍ يســـتَبِدُّ
هل للبكاءِ أنيـــسُ عينيها ومجرى الدمعِ خَدُّ ؟
أم يستطيعُ النأي ُ يبعِدها ومهما طــــــالَ بُعْدُ ؟
-3-
يادفءَ ما تهمي انسكاباتُ الضِّياءِ على دروبي
يا ثورةَ الأورادِ تقتحمُ الفضـــــاءَ بِسُكْرِ طيبِ
يا موجةً فضِّيَّة الإدهاشِ من عشقِ الحبيــــــبِ
رشي على وجــه الوداعِ بهاَْءَ وعـــدٍ أنْ تؤوبي
-4-
لا تطبعي حزن الفراق ِعلى الشِّفاه، بلِ اسكُبيها
مِمَّا ألِفتُ ( عُذوبةً أدمنتُها تَرَفاً وَتيــــــــــها )
ولْتُطْلِقي سربَ النَّقــــــــاواتِ التي أرنو إليها
لأهيمَ محتَضناً سُلافَ مشارِبٍ عَتَّقْتِ فيهــــــــا
-5-
لن ترحلي إلا إليَّ ، فســــــــــافري مهما تشائي
يا كلَّ إصبــــــــاحٍ تَمَطَّىْ نافِضاً عتمَ المســــــاءِ
يا كلَّ ليلٍ ضمَّ أسرارَ التواصُلِ في صفــــــــــاءِ
يا انتِ- منيْ- دفءَ نبضٍ في عروقي للدمــــــاءِ
-6-
سأراكِ في ذهني خيـــــــالاتٍ إذا عـــــــزَّ النَّظَرْ
وأراكِ في سمعي ابتهـــــــــالات الرَّوابي للمطر
وأراكِ إشراقاً عطيــــــــراً في ازدِهاءاتِ الزَّهَرْ
وأراكِ موعِدَنا الذي لمْ يُلْغِهِ زمنُ السَّـــــــــــــفَرْ
-7-
دربي إليكِ الشَّـــــــوْقُ يحمٍلُني على جنحِ الوفاءِ
دربي إليــــــــــــكِ الحلمُ امخَرُهُ إلى صحوِ اللقاءِ
دربي إليـــــــــكِ الحبُّ مؤتَلِقاً يزغردُ في سمائي
دربي إليكِ الجرأةُ القصوى لِعشقِ الكبريـــــــــاءِ
-8-
لا تحزني، فالنأيُ ينفَحُ شوقنا شوقاً جديـــــــــــدا
مُتَجَذِّراً، مُتَأجِّجاً، مُتَرَقِّباً بالعَوْدِعـــــــــــــــــــيدا
فهو الهوى من شــــــــاءنا حِبَّانِ مُشتَهــِياً سَعيـدا
لِنعيـــــــشَ عشقاً راسخاً في النَّفسِ يأتَـمُّ الخلودا
-9-
بل فاحزَنيْ ، لأغوصَ في بحرينِ مضطرماً مَشوقا
هيمــــــــــــانَ في عينين كمْ آنستُ فيهنَّ البريقـــــا
تستقطرانِ الشعرَ شفــــافاً وإحساســـــاً أنيقــــــــــا
دفقَ احتفالاتٍ هنيئــــــــــــاتٍ غدوتُ به غريقــــــــا
-10-
لا تَعْجَبيْ، وَسَيَعْجَبــــــــونَ من اغتبــــاطيْ للوداع
ِأجْلَلْتُهُ لمَّا جلانــــــــا عــــــــــــــاشقين بلا قنــــاع ِ
ولْتُجْــمِليْ، فالنأيُ إنْ يُودِعْ بِنا ذاتَ التِيـــــــاع ِ؛
سيمدَّنا صبوات شــــــوقٍ لاحتفــاءاتِ اجتِماع
http://www.alfakhora.info/vb/showthread.php?t=8368