نوره ...
جبران متعدد المواهب مفكر وأديب وشاعر وفيلسوف.. ويستطيع أن يوفّق بينهم .. لأنه كاتب مؤلف عبقري ..ويدين للفضل الي ماري هاسكل التي اكتشفت نبوغه قبل جميع الناس , وشملته برعايتها بالتشجيع ودراسة الرسم والمساعده المعنويه والماديه والمساعده في ترجمة كتبه العربيه الى الأنجليزيه..ومن شدة أخلاصه لرسالته الأدبيه في التأليف .. قرأ مره فصلاً من كتاب " النبي " على زائريه , فيه فقرات عن الزواج , فأخذ بعضهم يسأله عن سبب إحجامه عن الزواج فأجابهم مبتسماً : لو تزوجت , وأنصرفت عن زوجتي أياماً , لأنهماكي في الرسم والشعر , لأدى ذلك إلى متاعب جمه , فقلما تتحمل امرأه تحب زوجها مثل هذه الحاله طويلاً "
ولم تكتف احى الزائران بهذا الجواب فصارحته بهذا السؤال , " ألم تحب أبداً في حياتك ؟" فما كان منه إلا أن نهض من مكانه , وتغيرت ملامحه , وأخذ يخاطب السائله بصوت متهدج قائلاٍ :
سأسر لك بأمر تجهلينه .. إن أقوى الناس على وجه الأرض فيما يتعلق بالمسائل العاطفيه هم المبتكرون والفنانون , أمثال الرسامين والشعراء والنحاتين والموسيقيين , وهكذا كانت الحال منذ الخليقه , ويعتقد هؤلاء الفنانون والمبتكرون أن العاطفه تتمثل فيها الجمال والعظمه , وقد كانت جميله منذ القدم , ولكنها على الدوام حييه وخجوله "
تقول سكرتيرته برباره يونغ التي لازمته سبع سنوات " كان حيياً فوق كل حياء , خجولاٍ فوق كل خجل , كتوماًفوق كل كتمان , حتى أنه يتردد في مقابلة الناس احياناً , ويتردد في مخاطبة الجماهير , ويتردد حتى في وضع سماعة التلفون على أذنه , كان حييا كتوما لأن الطبيعه ألقت به في أحضان عالم ليس هو منه "
كان وديعاً يعزي الحزانى , ويعاملهن برقه , ويغفر لمن يسيء إليه , فقد حدث مره أنه غبن في تركه من التركات , وحاولت بعض النساء أن تسلبه مبلغاً كبيراً من المال , وكان لابد من رفع دعوى عليها , ولكن إحداهن شهرت في وجهه كتابه " النبي " فقال لبرباره سكرتيرته " كيف أجروؤ على أن أطالب أولئك النسوه أمام القاضي , وأنا مؤلف كتاب النبي !؟ "
وهذا لأكبر دليل على أنسانيته ونظرته المحترمه للمرأه عموماً , فلا عجب لو أسميناه ساحر لأنه سحر قلوبنا بعذب كلماته المنزّهه عن غايات أخرى غير الحب العفيف الصادق , تواصل روحي وحب عذري تغلب الشفافيه الروحيه بينهما ,حتى يقال ان في السنوات الأخيره حبّه لميّ تحول الى حب يشبه الحب الأبوي الطافح بالعذوبه والحنان , ولغه لايجيدها الا هو فكان لايسمي الأشياء والمشاعر بأسمائها انما كان يرمز لها , وأذا باح لها بسر الحب في أحدى رسائله يرجوها أن تطعم رسائله النار وأستمر كذلك حتى نهاية حياته ..
اخر تعديل كان بواسطة » الجازي في يوم » 03-08-2003 عند الساعة » 03:34.
|