[ايمن الشهاري]

(مُعَادَلَةٌ عَانِسَةٌ)

لتبدوْ الكنائسُ حبلىْ بغازِ القصائدِ
لابدَّ أنْ تستحمَّ المعاجمُ بالشوقِ للمفرداتِ البكارىْ
ولابدَّ أنْ أستعيرَ البراكينَ ..
أسطوْ على مرقدِ الثلجِ ..
أجتاحُ جلدَ الصباحِ ..
لأجتثَّ قلبَ الحبيبةِ من كيمياءِ التوحُّدِ
منْ عمقِ جلبابِها الفذِّ / منْ بينناْ.
أظلُّ الوحيدَ الـْ يمشّطُ رعبَ الممراتِ ..
أصبغُ بـ (الجلِّ) شعرَ التشرّدِ ..
لا وقتَ ليْ كيْ أموتَ..
ولا موتَ للوقتِ كيْ أنشئَ النومَ فيْ شاهقيْ موطناْ .
هناكَ التقينا علىْ حافةِ الليلِ
-والشاهدُ اللهُ-
ما زلتُ أخشىْ سقوطَ الظلامِ علىْ ساعدِ الفجرِ..
لا زلتُ أخشىْ صعودَ الصخورِ إلىْ ذروةِ الصبحِ يا (أنتِناْ).
سأحتاجُ دهراً منْ الزيتِ كيْ أطبخَ الحبَّ للقادمينَ منَ الشمسِ..
دونَ المساسِ بنارِ القبيلةِ ..
دونَ اقترافِ القوافيْ..
ودونَ التجرّدِ منْ بعضِنا.
سأحتاجُ عقلَ السنابلِ كيْ أثبتَ الجوعَ للنومِ ..
والذاهبينَ إلىْ شاهقاتِ الذبولْ.

تبنيْتُ حقلاً..

لأزرعَ طفلاً أسدُّ بهِ سرّةَ الفقرِ ..
لكنَّ صوتاً تسلّلَ فيْ جيبِ بنطاليَ (الجنزِِِ)
ليسَ المكانَ المناسبَ..
خذْ بعضَ أكياسِنا العورِِ ..
لا بدَّ أنْ أكملَ النصَّ قبلَ اكتمالِ الحقولْ.
ولا بدَّ أنْ أقطفَ الرمزَ تفاحةً تصنعُ الإكتشافْ.
ولا تمنحَ العريَ للجائعينْ

هناكَ التقينا

ولا زلتُ أخشىْ التضاريسَ أنْ تبلعَ السفحَ منْ مهجتيْ.
كأنِّيْ سأخلعُ ضرسَ المدينةِ قبلَ ازدحامِ الكناياتِ حوليْ
وقبلَ احتدامِ المساميرِ فيْ لـثّتيْ.
أشكُّ بطقسِ المسافاتِ ..
لا أستطيعَ الصعودَ إلى الهاويةْ.
أشكُّ بنومِ المناخِ ولنْ أنزعَ الضوءَ منْ مقلتَيَّ..
إلىْ أنْ أرىْ الدفءَ يطفوْ علىْ حاجبَيَّ الكلامْ.
لعليْ سأغتالُ ملحَ التآويلِ ..
ما دمتُ أحتاجُ صمتَ الرغيفِ
وما دامتِ الدورُ تصغيْ -حنيناً- لصوتِ الرصيفْ.
هناكَ افترقْنا
هناكَ افترقْنا لكيْ نلتقيْ حاملينَ البكاءِ علىْ ظهرِنا .
لمْ أعدْ حنطةً للغباءِ الملطّخِ بالشكِّ..
لا أملكَ الذنبَ حتىْ يرونَ انتفاعَ المواسمِ بالأجرِِ..
لستُ الـ أكفّرُ نصفيْ
لأبدوْ بثلثِ البياضِ -احتمالاً- لمنحيَ ربعَ النعيمْ.
كما سُعلةِ الثلجِ تبدوْ الحكايةَ ..
يا ربُّ إنَّ الجليدَ استحلَّ الشراشفَ
يا ربُّ إنِّي تجمدْتُ شعراً ..
وغادرَ صوفُ الحبيبةِ قلبيْ..
وصرتُ الحزينَ الشريدَ المقيمْ.

مسابقة الأدبي مواسم ( ذاكرة العرب )