03-12-2006, 23:48
|
#9
|
شموس لا تحدها سماء
|
ضوضاء داخلية
سكونٌ ممتد كلوحة لموجة توقفت في منتصفها..كلما نظرت اليها ظننت لوهلة انها ستغمرك..ولا تفعل..فتبقى على انتظار وابقى اطرز أوقاتي بمزاجاتي المتعددة..أكون للحظة ذرة دقيقة لا تُرى اتجول حرة في المجرات واتنقل من حالة لأخرى ولا يلتفت أحد..تجافي العناصر وتنشق عن عناصرها..تبقى هكذا كائن لا منتمي من فرط وفائه لذاته..بعيدة عن وجع الشوق وآهات الإفتقادات المميتة..أتهيأ لإتخاذ صورة لي وأنا أكذب عليّ..أكذب حين لا ابدو مهتمة..وأقتل كذبا حينما بكل العقل أجيبك..وأكذب أكثر في الصمت واخفاء بكائي الذي تكشفه فأهرب..ثم أعود للوشاية بي..بذات الصمت..بالنظرة التي أعرفها في حين انظر في زجاج السيارات العاكس وحبات مطر خفيفة نسيت ان تجف تضامنا مع دموعي الصامتة ربما..ألم أقل لك ..لطالما اعتقدت ان الطبيعة تتضامن معي..وان الأفلاك تدور فقط لأنني تمنيت ولم انطق بأمنيتي..قلت لك ذات مرة..سيأتي فرح فقط..لا تحاصره بالأمنيات..
أجرب ان استسلم لهدوءٍ حزين..تعبت مني..تعبت من الطاحونة التي تسكن رأسي..سئمتني..كلما تصالحت معي أعود للإنشقاق علي ثانية..هنالك ما يضطرب بي/في/مني ولا أملك حياله الا الصمت..الكهف السحيق ذاك..المظلم والمخيف..أعود الى وحدتي وأحادث أوراقي وكتبي القديمة..أرتب خزانتي للمرة الألف..وأُعيد ترتيبها..أكتشف الأدراج السرية في قلبي واتحدث الى الأصفر المنسي من أوراق الملاحظات وأبكيني..أبكي الوقت كله..ذاك ال قضيته في الكتابة أو الحدبث او التنفس بعيدا عن مدارك..
وأصمت مكتفية بصخبي الداخلي..لا أميل لصحبة أو غناء..أستغفر الدنيا كلها وألوذ بحضن سريري البارد لأنتحب كطفلة تيتمت للتو..بي حسرة ..بي ألم ..بي وجع..بي نصل خنجر مغروس بين ضلوعي ولا أود انتزاعه ولا هو ينغرس أكثر لتفيض الروح فأنجو بخلاصي مني
حيرتي فارهة الرياش..مؤثثة بالغالي والثمين من أفكاري الألف العاتية..وصوت الريح من شرفتي المشرعة ابدا يدخلني الى طقس الجنائز والمآتم..لا شيء الآن بإمكانه اخراجي من الحالة التي ألتم فيها..الجأ اليها كلما دعاني الحرف الى رقصة دامية تملني على جناح عنقاء لا تؤوب الى عشها ابدا..
لست أكتب لك..لا أكتب الآن الا عني ولي..أكتب كي لا أموت..أود ان اسحب هواءي كما ينبغي..هذا ال يسكن صدري متشعب وغامض ولا أفهمه..وحشة زمهريرية قاطعة..كملح غير مكرر..مرٌ هذا الشعور والقرار يتصاعد للرصد ..أوتاري مشدودة ولا ريشة لأعزف بها أغنية أخيرة..فكرت ان أطلب منك أنامل محبة أغترف بها بعض دهشة لقاء..وجدتني لا أقوى على الجرأة ذاتها..وجدتني هشة كبلور قنديل قديم..نُسي معلقا على ابواب سورٍ تهدم لقلعة قديمة..
كلما مرت شاحنة اهتز وارتجف وما تكسر الا لإن طفلا قرر ان يداعبه بحجرة ..أكنت الطفل وأنا البلور..كم تشقيني الكلمة..كم تنغرس في روحي بعيدا..عميقا..الى حيث لا تعرف ولا تعلم
وعدٌ بحب لا يموت..وعدُ بحب خلدته أفلاك الدنيا وطوالع الزمان..انتظرناه كل الوقت لنكون نحن..
الا استطيع الإستكانة لصمتٍ قليلا..الا بد من إفتعال الضجيج ..هذه انا لا اجيد الإختباء مني ولا التخفي ..أبوح بي كلي وأنثال كشلال كُتب عليه السقوط بشكل متصل من أعلى الى التشظي على صخرٍ أصم..لا الصخر تفتت ولا الماء توقف..
|
|
|